لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 186 - الجزء 1

  ولاسم: الهِنْءُ، بالكسر، وهو العَطاء.

  ابن الأَعرابي: تَهَنَّأَ فلان إذا كَثُرً عَطاؤُه، مأْخوذ من الهِنْءٍ، وهو العَطاء الكثير.

  وفي الحديث أَنه قال لأَبي اليهَثمِ بن التَّيِّهانِ: لا أَرَى لك هانِئاً.

  قال الخطابي: المشهور في الرواية ماهِناً، وهو الخادِمُ، فإن صح، فيكون اسمَ فاعِلٍ من هَنَأْتُ الرجلَ أَهْنَؤُه هَنْأَ إذا أَعطَيْتَه.

  الفرَّاءُ يقال: إنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنِئَ ولِتَهْنَأَ أَي لِتُعطِيَ لغتان.

  وهَنَأْتُ القَوْمَ إذا عُلْتَهم وكَفَيْتَهم وأَعْطَيْتَهم.

  يقال: هَنَأَهُم شَهْرَينِ يَهْنَؤُهم إذا عالَهم.

  ومنه المثل: إنما سُمِّيتَ هانِئاً لِتَهْنَأَ أَي لِتَعُولَ وتَكْفِيَ، يُضْرَبُ لمن عُرِفَ بالاحسانِ، فيقال له: أَجْر على عادَتِكَ ولا تَقْطَعْها.

  الكسائي: لِتَهْنِئَ.

  وقال الأُمَوِيُّ: لِتَهْنِئَ، بالكسر، أَي لِتُمْرِئَ.

  ابن السكيت: هَنَأَكَ اللَّه ومَرَأَكَ وقد هَنَأَنِي ومَرَأَنِي، بغير أَلف، إذا أَتبعوها هَنَأَنِي، فإِذا أَفْرَدُوها قالوا أَمْرَأَنِي.

  والهَنِيءُ والمَرِيءُ: نَهرانِ أَجراهما بعضُ الملوك.

  قال جَريرٌ يمدح بعضَ المَرْوانِيَّةِ:

  أُوتِيتَ مِنْ حَدَبِ الفُراتِ جَوارِياً ... مِنْها الهَنِيءُ، وسائحٌ في قَرْقَرَى وقَرْقَرَى

  قَرْيةٌ باليَمامةِ فيها سَيْحٌ لبعض الملوك.

  واسْتَهْنَأَ الرجلَ: اسْتَعْطاه.

  وأَنشد ثعلب:

  نُحْسِنُ الهِنْءَ، إذا اسْتَهْنَأْتَنا ... ودِفاعاً عَنْكَ بالأَيْدِي الكِبارِ

  يعني بالأَيْدِي الكِبارِ المِنَنَ.

  وقوله أَنشده الطُّوسِي عن ابن الأَعرابي:

  وأَشْجَيْتُ عَنْكَ الخَصْمَ، حتى تَفُوتَهُمْ ... مَنَ الحَقِّ، إلَّا ما اسْتَهانُوك نائلا

  قال: أراد اسْتَهْنَؤُوك، فقَلَب، وأرى ذلك بعد أَن خفَّف الهمزة تخفيفاً بدلياً.

  ومعنى البيت أَنه أَراد: مَنَعْتُ خَصْمَكَ عنك حتى فُتَّهم بحَقِّهم، فهَضَمْتَهُم إِيَّاه، إلَّا ما سَمَحُوا لَك به من بعضِ حُقُوقِهم، فتركوه عليك، فسُمِّيَ تَرْكُهم ذلك عليه اسْتِهْناءً؛ كلُّ ذلك من تذكرة أَبي علي.

  ويقال: اسْتَهْنَأَ فلان بني فلان فلم يُهنِؤُوه أَي سأَلَهم، فلم يُعْطُوه.

  وقال عروة بن الوَرْد:

  ومُسْتَهْنِئٍ، زَيْدٌ أَبُوه، فَلَمْ أَجِدْ ... لَه مَدْفَعاً، فاقْنَيْ حَيَاءَكِ واصْبِري

  ويقال: ما هَنِئَ لي هذا الطَّعامُ أَي ما اسْتَمْرَأْتُه.

  الأَزهري وتقول: هَنأَنِي الطَّعام، وهو يَهْنَؤُني هَنْأً وهِنْاً، ويَهْنِئُني.

  وهَنَأَ الطَّعامَ هَنْأً وهِنْأً وهَناءَةً: أَصْلَحَه.

  والهِنَاءُ: ضَرْبٌ من القَطِران.

  وقد هَنَأَ الإِبِلَ يَهْنَؤُها ويَهْنِئُها ويَهْنُؤُها هَنْأً وهِنَاءً: طَلاها⁣(⁣١) بالهِناءِ.

  وكذلك: هَنَأَ البعيرَ.

  تقول: هَنَأْتُ البعيرَ، بالفتح، أَهْنَؤُه إذا طَلَيْتَه بالهِناءِ، وهو القَطِرانُ.

  وقال الزجاج: ولَم نَجِد فيما لامه همزة فَعَلْتُ أَفْعُلُ إلَّا هَنَأْتُ أَهْنُؤُ وقَرَأْتُ أَقْرُؤُ.

  والاسم: الهِنْءُ، وإبل مَهْنُوءةٌ.


(١) قوله [هنأ وهناء طلاها] قال في التكملة والمصدر الهنء والهناء بالكسر والمد ولينظر من أين لشارح القاموس ضبط الثاني كجبل.