لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 430 - الجزء 3

  في معنى نَهَضَ إِلا أَنّ النُّهُوضَ قيامٌ غَيْرُ قُعُود⁣(⁣١)، والنُّهُودُ نُهوضٌ على كل حال.

  ونَهَدَ إِلى العدوّ يَنْهعد، بالفتح: نَهَض.

  أَبو عبيد: نَهَد القومُ لعدوّهم إِذا صَمَدوا له وشرعوا في قتاله.

  وفي الحديث: أَنه كان يَنْهَدُ إلى عَدُوّه حين تزول الشمس أَي يَنْهَضُ.

  وفي حديث ابن عمر: أَنه دخل المسجد الحرام فَنَهَد له النساء يسأَلونه أَي نَهَضُوا.

  والنّهْد: العَوْنُ.

  وطَرَحَ نَهْدَه مع القوم: أَعانهم وخارجهم.

  وقد تَناهَدوا أَي تَخارَجُوا، يكون ذلك في الطعام والشراب؛ وقيل: النَّهْدُ إِخراج القوم نفقاتهم على قدر عدد الرُّفقة.

  والتناهُدُ: إخراجُ كل واحد من الرفقة نفقة على قدر نفقة صاحبه.

  يقال: تَناهَدوا وناهَدوا وناهد بعضُهم بعضاً.

  والمُخْرَجُ يقال له: النِّهْدُ، بالكسر.

  قال: والعرب تقول: هات نِهدَكَ، مكسورة النون.

  قال: وحكى عمرو بن عبيد عن الحسن أَنه قال: أَخْرِجوا نِهْدَكم فإِنه أَعظم للبركة وأَحسن لأَخلاقِكم وأَطْيَبُ لنفوسكم؛ قال ابن الأَثير: النِّهد، بالكسر، ما يُخْرِجُه الرفقة عند المناهدة إِلى العدوِّ وهو أَن يقسموا نفقتهم بينهم بالسوية حتى لا يتغابنوا ولا يكون لأَحدهم على الآخر فضل ومنّة.

  وتَناهَدَ القومُ الشيء: تناولوه بينهم.

  والنَّهْداء من الرمل، ممدود: وهي كالرَّابية المُتَلَبِّدة كريمة تنبت الشجر، ولا ينعت الذكر على أَنْهَد.

  والنهْداء: الرملة المشرفة.

  والنَّهْدُ والنَّهِيدُ والنَّهِيدةُ كله: الزُّبْدةُ العظيمة، وبعضهم يسميها إِذا كانت ضخمة نَهْدةً فإِذا كانت صغيرة فهدة؛ وقيل: النَّهِيدةُ أَن يُغْلى لُبابُ الهَبيد وهو حب الحنظل، فإِذا بَلَغ إِناه من النضْج والكثافة ذُرّ عليه قُمَيِّحة من دقيق ثم أُكل؛ وقيل: النهيد، بغير هاء، الزُّبْدُ الذي لم يتم رَوْب لبِنِه ثم أُكل.

  قال أَبو حاتم: النَّهيدة من الزبْد زُبْدُ اللبن الذي لم يَرُبْ ولم يُدْرِكْ فيُمْخَضُ اللبن فتكون زبدته قليلة حُلوة.

  ورجل نَهْدٌ: كريم يَنْهَضُ إِلى مَعالي الأُمور.

  والمناهَدةُ: المُساهَمة بالأَصابع.

  وزبْد نَهِيد إِذا لم يكن رقيقاً؛ قال جرير يَهْجُو عَمْرَو بن لَجإِ التيمي:

  أَرَخْفٌ زُبْدٌ أَيْسَرَ أَم نَهِيدُ

  وأَول القصيدة:

  يَذُمُّ النازِلُون رفادَ تَيْمٍ ... إِذا ما الماءُ أَيْبَسَه الجَلِيدُ

  وكَعْثَبٌ نَهْدٌ إِذا كان ناتِئاً مرتفعاً، وإِن كان لاصقاً فهو هَيْدَبٌ؛ وأَنشد الفراء:

  أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهداً كعْثَبا ... أَذاكَ أَم أُعْطِيتَ هَيداً هَيْدَبا؟

  وفي الحديث، حديث دار النَّدْوة وإِبليس: فأَخذ من كل قبيلة شابّاً نَهْداً أَي قَوِيّاً ضَخْماً.

  ونَهْدٌ: قبيلة من قَبائل اليمن.

  ونَهدانُ ونُهَيدٌ ومُناهِدٌ: أَسماء.

  نود: نادَ الرجلُ نُواداً: تَمايَلَ من النعاس.

  التهذيب: نادَ الإِنسانَ يَنُودُ نَوْداً ونَودَاناً مثل ناسَ يَنُوس وناع يَنوعُ.

  وقد تَنَوّد الغُصْن وتَنَوّع إِذا تَحرَّكَ؛ ونَودَانُ اليهود في مدارسهم مأْخوذ من هذا.

  وفي الحديث: لا تكونوا مثل اليهود إِذا نَشَروا التَّوراة نادوا؛ يقال: ناد يَنُودُ إِذا حَرَّك رأْسه وكَتِفَيْه.

  وناد من النُّعاس يَنُودُ نَوْداً إِذا تمايل.


(١) قوله [قيام غير قعود] كذا بالأَصل ولعلها عن قعود،.