لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 448 - الجزء 3

  لِيَهْنِئ تُراثي لامْرئٍ غيرِ ذِلَّةٍ ... صَنابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ

  سَريعاتُ مَوتٍ رَيِّثاتُ إِفاقةٍ ... إِذا ما حُمِلْنَ، حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ

  فإِنه عنى بالأُحْدانِ السهام الأَفْراد التي لا نظائر لها، وأَراد لامْرئٍ غير ذي ذِلَّةٍ أَو غير ذليل.

  والصَّنابِرُ: السِّهامُ الرِّقاقُ.

  والحَفِيف: الصوتُ.

  والرَّيِّثاتُ: البِطاءُ.

  وقوله: سَرِيعاتُ موت رَيِّثاتُ إِفاقة، يقول: يُمِتْنَ مَن رُميَ بهن لا يُفيق منهن سريعاً، وحملهن خفيف على من يَحْمِلُهُنَّ.

  وحكى اللحياني: عددت الدراهم أَفْراداً ووِحاداً؛ قال: وقال بعضهم: أَعددت الدراهم أَفراداً ووِحاداً، ثم قال: لا أَدري أَعْدَدْتُ أَمن العَدَد أَم من العُدّة.

  والوَحَدُ والأَحَدُ: كالواحد همزته أَيضاً بدل من واو، والأَحَدُ أَصله الواو.

  وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه سئل عن الآحاد: أَهي جمع الأَحَدِ؟ فقال: معاذ الله ليس للأَحد جمع، ولكن إِن جُعلت جمعَ الواحد، فهو محتمل مثل شاهِد وأَشْهاد.

  قال: وليس للواحد تثنية ولا لللاثنين واحد من جنسه.

  وقال أَبو إِسحق النحوي: الأَحَد أصله الوحَد، قال غيره: الفرق بين الواحد والأَحد أَن الأَحد شيء بني لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد، وأَحد يصلح في الكلام في موضع الجحود وواحد في موضع الإِثبات.

  يقال: ما أَتاني منهم أَحد، فمعناه لا واحد أَتاني ولا اثنان؛ وإِذا قلت جاءني منهم واحد فمعناه أَنه لم يأْتني منهم اثنان، فهذا حدُّ الأَحَد ما لم يضف، فإِذا أُضيف قرب من معنى الواحد، وذلك أَنك تقول: قال أَحد الثلاثة كذا وكذا وأَنت تريد واحداً من الثلاثة؛ والواحدُ بني على انقطاع النظير وعَوَزِ المثل، والوحِيدُ بني على الوَحْدة والانفراد عن الأَصحاب من طريق بَيْنُونته عنهم.

  وقولهم: لست في هذا الأَمر بأَوْحَد أَي لست بعادم فيه مثلاً أَو عِدْلًا.

  الأَصمعي: تقول العرب: ما جاءَني من أَحد ولا تقول قد جاءَني من أَحد، ولا يقال إِذا قيل لك ما يقول ذلك أَحد: بَلى يقول ذلك أَحد.

  قال: ويقال: ما في الدّار عَريبٌ، ولا يقال: بلى فيها عريب.

  الفراء قال: أَحد يكون للجمع والواحد في النفي؛ ومنه قول الله ø: فما منكم من أَحد عنه حاجزين؛ جُعِل أَحد في موضع جمع؛ وكذلك قوله: لا نفرّق بين أَحد من رسله؛ فهذا جمع لأَن بين لا تقع إِلا على اثنين فما زاد.

  قال: والعرب تقول: أَنتم حَيّ واحد وحي واحِدون، قال: ومعنى واحدين واحد.

  الجوهري: العرب تقول: أَنتم حيّ واحد وحيّ واحدون كما يقال شِرْذِمةٌ قليلون؛ وأَنشد للكميت:

  فَضَمَّ قَواصِيَ الأَحْياءِ منهم ... فَقَدْ رَجَعوا كَحَيٍّ واحِدينا

  ويقال: وحَّدَه وأَحَّدَه كما يقال ثَنَّاه وثَلَّثه.

  ابن سيده: ورجل أَحَدٌ ووَحَدٌ ووَحِدٌ ووَحْدٌ ووَحِيدٌ ومُتَوَحِّد أَي مُنْفَرِدٌ، والأُنثى وَحِدةٌ؛ حكاه أَبو علي في التذكرة، وأَنشد:

  كالبَيْدانةِ الوَحِده

  الأَزهري: وكذلك فَريدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ.

  ورجل وحِيدٌ: لا أَحَدَ معه يُؤنِسُه؛ وقد وَحِدَ يَوْحَدُ وَحادةً ووَحْدةً ووَحْداً.

  وتقول: بقيت وَحيداً فَريداً حَريداً بمعنى واحد.

  ولا يقال: بقيت أَوْحَدَ وأَنت تريد فَرْداً، وكلام العرب يجيء على ما بني عليه وأُخذ عنهم، ولا يُعَدّى به موضعُه ولا يجوز أَن