لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 488 - الجزء 3

  الرياشي قال: الحاذُ الذي يقع عليه الذنَب من الفخذين من ذا الجانب وذا الجانب؛ وأَنشد:

  وتَلُفّ حاذَيْها بذي خُصَل ... عَقِمَتْ، فَنِعْمَ بُنَيّةُ العُقْم

  أَبو زيد: الحاذ ما وقع عليه الذنب من أَدبار الفخذين، وجمع الحاذ أَحْواذ.

  والحاذُ والحالُ معاً: ما وقع عليه اللبد من ظهر الفرس؛ وضرب النبي، ، في قوله مؤمنٌ خَفِيفُ الحاذِ قلةَ اللحم، مثلاً لقلة ماله وقلة عياله كما يقال خفيف الظهر.

  ورجل خفيف الحاذ أَي قليل المال، ويكون أَيضاً القليل العيال.

  أَبو زيد: العرب تقول: أَنفع اللبن ما وَليَ حاذَيِ الناقة أَي ساعة تحلب من غير أَن يكون رضعها حُوار قبل ذلك.

  والحاذُ: نبت، وقيل: شجر عظام يَنْبُت نِبْتَة الرِّمْثِ لها غِصَنَةٌ كثيرة الشوك.

  وقال أَبو حنيفة: الحاذ من شجر الحَمْض يعظم ومنابته السهل والرمل، وهو ناجع في الإِبل تُخصِب عليه رطباً ويابساً؛ قال الراعي ووصف إِبله:

  إِذا أَخْلَفَتْ صَوْبَ الربيعِ وَصَالها ... عَرادٌ وحاذٌ مُلْبِسٌ كُلَّ أَجْرَعا⁣(⁣١)

  قال ابن سيده: وأَلف الحاذ واو، لأَن العين واواً أَكثر منها ياء.

  قال أَبو عبيد: الحاذ شجر، الواحدة حاذة من شجر الجنَبَة؛ وأَنشد:

  ذواتِ أَمْطِيٍّ وذاتِ الحاذِ

  والأَمطيّ: شجرة لها صمغ يمضغه صبيان الأَعراب، وقيل: الحاذة شجرة يأْلفها بقَرُ الوحش؛ قال ابن مقبل:

  وهُنَّ جُنُوحٌ لِذِي حاذَة ... ضَوارِبُ غِزْلانِها بالجُرن

  وقال مزاحم:

  دَعاهُنّ ذِكْرُ الحاذِ من رَمْل خَطْمةٍ ... فَمارِدُ في جَرْدائِهِنَّ الأَبارِقُ

  والحَوْذانُ: نبت يرتفع قدر الذراع له زهرة حمراء في أَصلها صفرة وورقته مدوّرة والحافر يسمن عليه، وهو من نبات السهل حلو طيب الطعم؛ ولذلك قال الشاعر:

  آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْسَلْ

  والحوْذانُ: نبات مثل الهِنْدِبا ينبت مسطحاً في جَلَد الأَرض وليانها لازقاً بها، وقلما ينبت في السهل، ولها زهرة صفراء.

  وفي حديث قس عمير حَوْذان: الحوذان نبت له ورق وقصب ونَور أَصفر.

  وقال في ترجمة هوذ: والهاذة شجرة لها أَغصان سَبْطَةٌ لا ورق لها، وجمعها الهاذ؛ قال الأَزهري: روى هذا النضر والمحفوظ في باب الأَشجار الحاذ.

  وحَوْذان وأَبو حَوْذان: أَسماء رجال؛ ومنه قول عبد الرحمن بن عبد الله بن الجراح:

  أَتتك قَوافٍ من كريم هَجَوْتَه ... أَبا الحَوْذِ، فانظر كيف عنك تَذودُ

  إِنما أَراد أَبا حوذان فحذف وغير بدخول الأَلف واللام؛ ومثل هذا التغيير كثير في أَشعار العرب كقول الحطيئة:

  جَدْلاء مُحْكَمَة من صُنْع سَلَّام

  يريد سليمان فغير مع أَنه غلط فنسب الدروع إِلى سليمان وإِنما هي لداود؛ وكقول النابغة:

  ونَسْج سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ ذائل

  يعني سليمان أَيضاً، وقد غلط كما غلط الحطيئة؛ ومثله في أَشعار العرب الجفاة كثير، واحدتها حَوْذانة وبها


(١) قوله [وصالها] كذا بالأَصل هنا وفي عرد. وقد وردت [أجرعا] في كلمة [عرد] بالحاء المهملة خطأ.