لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 502 - الجزء 3

  البَطْن ثم الفخذ؛ قال ابن الكلبي: الشعب أَبر من القبيلة ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ.

  قال أَبو منصور: والفصيلة أَقرب من الفخذ، وهي القطعة من أَعضاء الجسد.

  والتفخيذ: المُفاخَذَة.

  وأَما الذي في الحديث: أَن النبي، ، لما أَنزل الله ø عليه: وأَنذر عشيرتك الأَقربين؛ بات يُفَخِّذُ عشريته أَي يدعوهم فخذاً فخذاً.

  يقال: فَخَّذَ الرجلُ بني فلان إِذا دعاهم فخذاً فخذاً.

  ويقال: فَخَّذْتُ القومَ عن فلان أَي خذلتهم.

  وفَخَّذْتُ بينهم أَي فرَّقت وخذلت.

  فذذ: الفَذُّ: الفَرْد، والجمع أَفذاذ وفُذوذ.

  وأَفَذَّت الشاة إِفْذاذاً، وهي مُفِذُّ: ولدت ولداً واحداً، وإِن ولدت اثنين، فهي مُتْئِمٌ، وإِن كان من عادتها أَن تلد واحداً، في مِفْذَاد، ولا يقال للناقة مُفِذٌّ لأَنها لا تنتج إِلا واحداً.

  ويقال: ذهبا فَذَّين.

  وفي الحديث: هذه الآية الفَاذَّة أَي المنفردة في معناها.

  والفذُّ: الواحد، وقد فذ الرجل عن أَصحابه إِذا شذَّ عنهم وبقي فرداً.

  والفَذُّ: الأَوّل من قداح الميسر.

  قال اللحياني: وفيه فرض واحد وله غُنْمُ نصيب واحد، إِن فاز، وعليه غُرْمُ نصيب واحد، إِن خاب ولم يفز؛ والثاني التَّوْأَمُ وسهام الميسر عشرة: أَولها الفذ ثم التوأَم ثم الرقيب ثم الحِلْسُ ثم النّافس ثم المُسْبِل ثم المعَلَّى، وثلاثة لا أَنصباء لها وهي: الفسيح والمَنيح والوَغْدُ.

  وتمر فَذٌّ: متفرق لا يلزق بعضه ببعض؛ عن ابن الأَعرابي، وهو مذكور في الضاد لأَنهما لغتان.

  وكلمة فَذَّةٌ وفاذة: شاذة.

  أَبو مالك: ما أَصبت منه أَفَذَّ ولا مَرِيشاً؛ الأَفَذُّ القِدْحُ الذي ليس عليه ريش، والمَرِيشُ الذي قد رِيشَ؛ قال: ولا يجوز غير هذا البتة.

  قال أَبو منصور: وقد قال غيره: ما أَصبت منه أَقَذَّ ولا مَرِيشاً، بالقاف.

  الأَزهري: ذَفْذَفَ إِذا تبختر، وفدذْفَدَ إِذا تقاصر ليَخْتِلَ وهو يَثِبُ، وفي موضع آخر: إِذا تقاصر ليثب خاتلًا.

  فلذ: فلذ له من المال يَفْلِذُ فَلْذاً: أَعطاه منه دَفْعَةً، وقيل: قطع له منه، وقيل: هو العطاء بلا تأْخير ولا عِدَةٍ، وقيل: هو أَن يكثر له من العطاء.

  وافْتَلَذْتُ له قطعة من المال افتلاذاً إِذا اقتطعته.

  وافتلذته المالَ أَي أَخذت من ماله فِلْذَةً؛ قال كثير:

  إِذا المال لم يُوجِبْ عليك عطاءَه ... صنيعةُ قربى، أَو صديقٍ تُوَامِقُه،

  منَعْتَ، وبعضُ المنعِ حَزمٌ وقوةٌ ... ولم يَفْتَلِذْكَ المالَ إِلا حقائِقُه

  والفِلْذُ: كَبِدُ البعير، والجمعُ أَفْلاذٌ.

  والفِلَّذَةُ: القطعة من الكبد واللحم والمال والذهب والفضة، والجمع أَفلاذ على طرح الزائد، وعسى أَن يكون الفِلْذُ لُغَةً في هذا فيكون الجمع على وجهه.

  وفي الحديث: أَن فتى من الأَنصار دَخَلَتْه خَشْيَةٌ من النار فَحَبَسَتْه في البيت حتى مات، فقال النبي، : إِن الفَرَقَ من النار فَلَذَ كَبِدَه أَي خَوفَ النار قطع كبده.

  وفي الحديث في أَشراط الساعة: وتقيء الأَرض أَفْلاذَ كبدها، وفي رواية: تلقي الأَرض بأَفلاذها، وفي رواية: بأَفلاذ كبدها أَي بكنوزها وأَموالها.

  قال الأَصمعي: الأَفلاذ جمع الفِلْذَة وهي القطعة من اللحم تقطع طولًا.

  وضَرَبَ أَفلاذَ الكبد مثلاً للكنوز أَي تخرج الأَرض كنوزها المدفونةَ تحت الأَرض، وهو استعارة، ومثله قوله تعالى: وأَخرجت الأَرض أَثقالها؛ وسمي ما في الأَرض قطعاً تشبيهاً وتمثيلاً وخص الكبد لأَنها من أَطايب