لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 509 - الجزء 3

  الأَوَّلِ، وقال نجاد: مُذْ عامٌ أَوّلُ، وقال غيره: لم أَره مذ يومان ولم أَره منذ يومين، يرفع بمذ ويخفض بمنذ، وسنذكره في منذ.

  مرذ: الأَصمعي: حَذَوْتُ وحثوت، وهو القيام على أَطراف الأَصابع.

  قال: ومَرَثَ فلانٌ الخُبز في الماء ومَرَذَه إِذا ماثَه؛ ورواه الإِيادي مرذده، بالذال، وغيره يقول مرده، بالدال؛ وروي بيت النابغة:

  فلما أَبى أَنْ يَنْقُصَ القَوْدُ لحمَه ... نَزَعْنا المَرِيذَ والمَدِيدَ لِيَضْمُرَا

  ويقال: امْرُذِ الثريدَ فتَفُتُّه ثم تصب عليه اللبن ثم تَمَيّثُه وتَحسّاه.

  ملذ: مَلَذَه يَمْلُذُه مَلْذاً: أَرضاه بكلام لطيف وأَسمعه ما يسر ولا فعل له معه؛ قال أَبو إِسحق: الذال فيها بدل من الثاء.

  ورجل مَلَّاذٌ ومِلْوذ ومَلَذان ومَلَذانيٌّ: يتصنع كذوب لا يصح ودّه، وقيل: هو الكذاب الذي لا يصدق أَثره يكذبك من أَين جاء؛ قال الشاعر:

  جئتُ فسلَّمتُ على مُعاذِ ... تسليمَ مَلَّاذٍ على مَلَّاذِ

  والمَلْثُ: مثل المَلْذِ؛ وأَنشد ثعلب:

  إِني إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ ... ذو نَخْوَةٍ أَو جَدِلٌ بَلَنْدَحُ،

  أَو كَيْذُبانٌ مَلَذَانٌ مِمْسَحُ

  والمِمْسَحُ: الكذاب؛ وفي حديث عائشة وتمثلت بشعر لبيد:

  مُتَحدّثُون مَخانَةً ومَلاذَةً ... ويعاب قابِلُهُمْ، وإِن لم يَشْعَبِ

  المَلاذَةُ: مصدر مَلَذَه مَلْذاً ومَلاذَةً.

  والمِلْوذُ: الذي لا يصدق في مودته، وأَصل الملْذ السرعة في المجيء والذهاب.

  الجوهري: المَلَّاذُ المُطَرْمِذ الكذاب، له كلام وليس له فعال.

  ومَلَذَه بالرمح مَلْذاً: طعنه.

  والمَلْذُ في عدو الفرس: مَدٌّ ضَبُعَيْه؛ قال الكميت يصف حماراً وأُتنه:

  إِذا مَلَذَ التَّقْريبَ حاكَينَ مَلْذَه ... وإِن هو منه آلَ أُلْنَ إِلى النَّقَلْ

  وملذ الفرسُ يَمْلُذُ مَلْذاً، وهو أَن يمدَّ ضَبُعَيْه حتى لا يجد مزيداً للحاق ويحبس رجليه حتى لا يجد مزيداً للحاق في غير اختلاط.

  وذئب ملَّاذ: خفيّ خفيف.

  والمَلَذانُ: الذي يُظهر النصح ويضمر غيره.

  منذ: قال الليث: مُنْذُ النون والذال فيها أَصليان، وقيل: إِن بناء منذ مأْخوذ من قولك [من إِذ] وكذلك معناها من الزمان إِذا قلت منذ كان معناه [من إِذ] كان ذلك.

  ومُنْذُ ومُذْ: من حروف المعاني.

  ابن بزرج: يقال ما رأَيته مذ عامِ الأَوّلِ، وقال العوام: مُذْ عامٍ أَوّلَ، وقال أَبو هلال: مذ عاماً أَوّل، وقال نَجاد: مُذْ عامٌ أَوّلُ، وقال غيره: لم أَره مذ يومان ولم أَره منذ يومين، يرفع بمذ ويخفض بمنذ، وقد ذكرناه في مذذ.

  ابن سيده: منذ تحديد غاية زمانية، النون فيها أَصلية، رفعت على توهم الغاية؛ قيل: وأَصلها [من إِذ] وقد تحذف النون في لغة، ولما كثرت في الكلام طرحت همزتها وجعلت كلمة واحدة، ومذ محذوفة منها تحديد غاية زمانية أَيضاً.

  وقولهم: ما رأَيته مُذُ اليوم، حركوها لالتقاء الساكنين ولم يكسروها لكنهم ضموها لأَن أَصلها الضم في منذ؛ قال ابن جني: لكنه الأَصل الأَقرب، أَلا ترى أَن أَوّل حال هذه الذال أَن تكون ساكنة؟ وإِنما ضمت لالتقاء