لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 86 - الجزء 4

  بَهازِراً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَمْ ... ولم تكنْ مَأْوَى القُرادِ والْجَلَمْ،

  بينَ نواصِيهنَّ والأَرضِ قِيَمْ

  وأَنشد الأَزهري للكميت:

  إِلَّا لِهَمْهَمَةِ الصَّهيلِ ... وحَنَّةِ الْكُومِ البَهازِر

  بور: الْبَوارُ: الهلاك، بارَ بَوْراً وبَواراً وأَبارهم الله، ورجل بُورٌ؛ قال عبد الله بن الزَّبَعْري السَّهْمي:

  يا رسولَ الإِله، إِنَّ لِساني ... رَائِقٌ ما فَتَقْتُ، إِذْ أَنا بُورُ

  وكذلك الاثنان والجمعُ والمؤنث.

  وفي التنزيل: وكنتم قَوْماً بُوراً؛ وقد يكون بُورٌ هنا جمع بائرٍ مثل حُولٍ وحائلٍ؛ وحكى الأَخفش عن بعضهم أَنه لغة وليس بجمعٍ لِبائرٍ كما يقال أَنت بَشَرٌ وأَنتم بَشَرٌ؛ وقيل: رجل بائرٌ وقوم بَوْرٌ، بفتح الباء، فهو على هذا اسم للجمع كنائم ونَوْمٍ وصائم وصَوْمٍ.

  وقال الفرّاء في قوله: وكنتم قوماً بُوراً، قال: البُورُ مصدَرٌ يكون واحداً وجمعاً.

  يقال: أَصبحت منازلهم بُوراً أَي لا شيء فيها، وكذلك أَعمال الكفار تبطُلُ.

  أَبو عبيدة: رجل بُورٌ ورجلان بُورٌ وقوم بُورٌ، وكذلك الأُنثى، ومعناه هالك.

  قال أَبو الهيثم: البائِرُ الهالك، والبائر المجرِّب، والبائر الكاسد، وسُوقٌ بائرة أَي كاسدة.

  الجوهري: البُورُ الرجل الفاسد الهالك الذي لا خير فيه.

  وقد بارَ فلانٌ أَي هلك.

  وأَباره الله: أَهلكه.

  وفي الحديث: فأُولئك قومٌ بُورٌ؛ أَي هَلْكَى، جمع بائر؛ ومنه حديث عليٍّ: لَوْ عَرَفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه، وقد ذكرناه في فصل الهمزة في أَبر.

  وفي حديث أَسماء في ثقيف: كَذَّابٌ ومُبِيرٌ؛ أَي مُهْلِكٌ يُسْرِفُ في إِهلاك الناس؛ يقال: بارَ الرَّجُلُ يَبُور بَوْراً، وأَبارَ غَيْرَه، فهو مُبِير.

  ودارُ البَوارِ: دارُ الهَلاك.

  ونزلتْ بَوارِ على الناس، بكسر الراء، مثل قطام اسم الهَلَكَةِ؛ قال أَبو مُكْعِتٍ الأَسدي، واسمه مُنْقِذ بن خُنَيْسٍ، وقد ذكر أَن ابن الصاغاني قال أَبو معكت اسمه الحرث ابن عمرو، قال: وقيل هو لمنقذ بن خنيس:

  قُتِلَتْ فكان تَباغِياً وتَظالُماً؛ ... إِنَّ التَّظالُمَ في الصَّدِيقِ بَوارُ

  والضمير في قتلت ضمير جارية اسمها أَنيسة قتلها بنو سلامة، وكانت الجارية لضرار بن فضالة، واحترب بنو الحرث وبنو سلامة من أَجلها، واسم كان مضمر فيها تقديره: فكان قتلها تباغياً، فأَضمر القتل لتقدّم قتلت على حدّ قولهم: من كذب كان شرّاً له أَي كان الكذب شرّاً له.

  الأَصمعي: بارَ يَبُورُ بَوراً إِذا جَرَّبَ.

  والبَوارُ: الكَسَادُ.

  وبارَتِ السُّوقُ وبارَتِ البِياعاتُ إِذا كَسَدَتْ تَبُورُ؛ ومن هذا قيل: نعوذ بالله من بَوارِ الأَيِّمِ أَي كَسَادِها، وهو أَن تبقى المرأَة في بيتها لا يخطبها خاطب، من بارت السوق إِذا كسدت، والأَيِّم التي لا زوج لها وهي مع ذلك لا يرغب فيها أَحد.

  والبُورُ: الأَرض التي لم تزرع والمَعَامي المجهولة والأَغفال ونحوها.

  وفي كتاب النبي، ، لأُكَيْدِرِ دُومَةَ: ولكُمُ البَوْر والمعامي وأَغفال الأَرض؛ وهو بالفتح مصدر وصف به، ويروى بالضم، وهو جمع البَوارِ، وهي الأَرض الخراب التي لم تزرع.

  وبارَ المتاعُ: كَسَدَ.

  وبارَ عَمَلُه: بَطَلَ.

  ومنه قوله تعالى: ومَكْرُ أُولئك هُو يَبُورُ.

  وبُورُ الأَرض، بالضم: ما بار منها ولم