لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة]

صفحة 88 - الجزء 4

  أَتْأَرْتُهُمْ بَصَري، والآلُ يَرْفَعُهُمْ ... حتى اسْمَدَرَّ بِطَرْفِ العَيْنِ إِتْآري

  ومن ترك الهمز قال: أَتَرْتُ إِليه النظر والرَّمْيَ، وهو مذكور في تَوَرَ؛ وأَما قول الشاعر:

  إِذا اجْتَمَعُوا عَلَيَّ وأَشْقَذُوني ... فَصِرْت كَأَنَّني فَرَأٌ مُتَارُ

  قال ابن سيده: فإِنه أَراد مُتْأَرٌ فنقل حركة الهمزة إِلى التاء وأَبدل منها أَلفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها فصار مُتارٌ.

  والتُّؤْرُورُ: العَوْن يكون مع السلطان بلا رِزْقٍ، وقيل: هو الجِلوازُ، وذهب الفارسي إِلى أَنه تُفْعُول من الأَرِّ وهو الدفع؛ وأَنشد ابن السكيت:

  تالله لَوْلا خَشْيَةُ الأَمِيرِ ... وخشيةُ الشُّرْطيِّ والتُّؤْرورِ

  قال: التؤرور أَتْباع الشُّرَطِ.

  ابن الأَعرابي: التَّائرُ المداوم على العمل بعد فتور.

  الأَزهري في التَّأْرَةِ: الحين.

  عن ابن الأَعرابي قال: تأْرَةٌ، مهموز، فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها؛ قال الأَزهري: قال غيره وجمعها تِئَرٌ، مهموزة؛ ومنه يقال: أَتّأَرْتُ إِليه النظر أَي أَدمته تارَةً بعد تارَةٍ.

  تبر: التِّبْرُ: الذهبُ كُلُّه، وقيل: هو من الذهب والفضة وجميع جواهر الأَرض من النحاس والصُّفْرِ والشَّبَه والزُّجاج وغير ذلك مما استخرج من المعدن قبل أَن يصاغ ويستعمل؛ وقيل: هو الذهب المكسور؛ قال الشاعر:

  كُلُّ قَوْمٍ صِيغةٌ من تِبْرِهِمْ ... وبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مِنْ ذَهَبْ

  ابن الأَعرابي: التِّبْرُ الفُتاتُ من الذهب والفضة قبل أَن يصاغا فإِذا صيغا فهما ذهب وفضة.

  الجوهري: التِّبْرُ ما كان من الذهب غير مضروب فإِذا ضرب دنانير فهو عين، قال: ولا يقال تِبْرٌ إِلا للذهب وبعضهم يقوله للفضة أَيضاً.

  وفي الحديث: الذهب بالذهب تِبْرِها وعَيْنِها، والفضة بالفضة تبرها وعينها.

  قال: وقد يطلق التبر على غير الذهب والفضة من المعدنيات كالنحاس والحديد والرَّصاص، وأَكثر اختصاصه بالذهب، ومنهم من يجعله في الذهب أَصلاً وفي غيره فرعاً ومجازاً.

  قال ابن جني: لا يقال له تبر حتى يكون في تراب معدنه أَو مكسوراً؛ قال الزجاج: ومنه قيل لمكسر الزجاج تبر.

  والتَّبَارُ: الهلاك.

  وتَبَّرَه تَتْبِيراً أَي كَسَّرَه وأَهلكه.

  وهؤلاء مُتَبَّرٌ ما هم فيه أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ.

  وفي حديث عليٍّ، كرّم الله وجهه: عَجْزٌ حاضر ورَأْيٌ مُتَبَّر، أَي مهلَك.

  وتَبَّرَه هو: كسره وأَذهبه.

  وفي التنزيل العزيز: ولا تزد الظالمين إِلا تَبَاراً؛ قال الزجاج: معناه إِلَّا هلاكاً، ولذلك سمي كل مُكَسَّرٍ تِبْراً.

  وقال في قوله ø: وكُلاً تَبَّرْنا تَتْبِيراً، قال: التتبير التدمير؛ وكل شيء كسرته وفتتته، فقد تَبَّرْتَه، ويقال: تَبِرَ⁣(⁣١).

  الشيءُ يَتْبَرُ تَباراً.

  ابن الأَعرابي: المتبور الهالك، والمبتور الناقص.

  قال: والتَّبْراءُ الحَسَنَةُ اللَّوْنِ من النُّوق.

  وما أَصبتُ منه تَبْرِيراً أَي شيئاً، لا يستعمل إِلا في النفي، مثل به سيبويه وفسره السيرافي.

  الجوهري: ويقال في رأْسه تِبْرِيَةٌ؛ قال أَبو عبيدة: لغة في الهِبْرِيَةِ وهي التي تكون في أُصول الشعر مثل النُّخَالَةِ.


(١) قوله [تبر] من باب ضرب على ما في القاموس ومن بابي تعب وقتل كما في المصباح.