لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة]

صفحة 96 - الجزء 4

  قال ابن سيده: وأثبت هذه اللفظة في هذا الباب لأَن التاء لا يحكم عليها بالزيادة أَوّلاً إِلَّا بِثَبَتٍ.

  قال الأَزهري: التَّيْهُورُ فَيْعُول من الوَهْرِ قلبت الواو تاء وأَصله وَيْهُورٌ مثل التَّيْقُور وأَصله وَيْقُور؛ قال العجاج:

  إِلى أَرَاطَى ونَقاً تَيْهُورِ

  قال: أَراد به فَيْعُول من الوهر.

  ويقال للرجل إِذا كان ذاهباً بنفسه: به تِيه تَيْهُورٌ أَي تائه.

  تور: التَّوْرُ من الأَواني: مذكر، قيل: هو عربي، وقيل: دخيل.

  الأَزهري: التَّوْرُ إِناء معروف تذكره العرب تشرب فيه.

  وفي حديث أُم سليم: أَنها صنعت حَيْساً في تَوْرٍ؛ هو إِناء من صُفْرٍ أَو حجارة كالإِجَّانَةِ وقد يتوضأُ منه، ومنه حديث سلمان: لما احْتُضِرَ دعا بِمِسْكٍ ثم قال لامرأَته أَوْ خِفِيه في تَوْرٍ أَي اضربيه بالماء.

  والتَّوْرُ: الرسول بين القوم، عربي صحيح؛ قال:

  والتَّوْرُ فيما بَيْنَنَا مُعْمَلُ ... يَرْضَى به الآثِيُّ والمُرْسِلُ

  وفي الصحاح: يرضى به المأْتيُّ والمرسل.

  ابن الأَعرابي: التَّورَةُ الجارية التي تُرسَلُ بين العُشَّاق.

  والتَّارَةُ: الحين والمَرَّة، أَلفها واو، جَمْعُها تاراتٌ وتِيَرٌ؛ قال:

  يَقُومُ تاراتٍ ويَمْشي تِيَرا

  وقال العجاج:

  ضَرْباً، إِذا ما مِرْجَلُ المَوْتِ أَفَرْ ... بالْغَلْي، أَحْمَوه وأَحْنَوه التِّيَرْ

  قال ابن الأَعرابي: تأْرة مهموز فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها.

  قال أَبو منصور وقال غيره: جمع تَأْرَةٍ تِئَرٌ، مهموزة؛ قال: ومنه يقال أَتْأَرْتُ النَّظَرَ إِليه أَي أَدمته تارةً بَعْدَ تارةٍ.

  وأَتَرْتُ الشيءَ: جئت به تارةً أُخرى أَي مَرَّةً بعد مرة؛ قال لبيد يصف عَيْراً يديم صوته ونهيقه:

  يَجِدُّ سَحِيلَةً ويُتَيرُ فيها ... ويُتْبِعها خِنَاقاً في زَمالِ

  ويروى: ويُبِيرُ، ويروى: ويُبِين؛ كل ذلك عن اللحياني.

  التهذيب في قوله أَتْأَرْتُ النظر إِذا حَدَدْتَه قال: بهمز الأَلفين غير ممدودة، ثم قال: ومن ترك الهمز قال: أَتَرْتُ إِليه النظر والرمي أُتِيرُ تارَةً.

  وأَتَرْتُ إِليه الرَّمْيَ إِذا رميته تارة بعد تارة، فهو مُتَارٌ؛ ومنه قول الشاعر:

  يَظَلُّ كأَنه فَرأٌ مُتَارُ

  ابن الأَعرابي: التَّائر المداوم على العمل بعد فُتور.

  أَبو عمرو: فلان يُتارُ على أَن يُؤْخَذَ أَي يُدار على أَن يؤْخذ؛ وأَنشد لعامر بن كثير المحاربي:

  لَقَدْ غَضِبُوا عَليَّ وأَشْقَذوني ... فَصِرْتُ كَأَنَّني فَرَأٌ يتارُ

  ويروى: مُتارُ، وحكي: يا تارات فلان، ولم يفسره؛ وأَنشد قول حسان:

  لتَسْمَعُنَّ وَشيكاً في دِيارِكُمُ: ... الله أَكْبرُ، يا تاراتِ عُثمَانَا

  قال ابن سيده: وعندي أَنه مقلوب من الوَتْرِ الذي هو الدم وإِن كان غير موازن به.

  وتِيرَ الرجلُ: أُصيب التَّارُ منه، هكذا جاء على صيغة ما لم يسمَّ فاعله؛ قال ابن هَرْمَةَ:

  حَييَّ تَقِيَّ ساكنُ القَوْلِ وَادِعٌ ... إِذا لم يُتَرْ، شَهْمٌ، إِذا تِيرَ، مانِعُ

  وتارَاءُ: من مساجد سيدنا رسولُ الله، ، بين المدينة وتبوك؛ ورأَيت في حواشي ابن