لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 121 - الجزء 4

  وأَجْدَرَ: طلعت رؤوسه في أَوّل الربيع وذلك يكون عَشْراً أَو نصف شهر، وأَجْدَرَتِ الأَرض كذلك.

  وقال ابن الأَعرابي: أَجْدَرَ الشجرُ وجَدَّرَ إِذا أَخرج ثمره كالحِمَّصِ؛ وقال الطرماح:

  وأَجْدَرَ مِنْ وَادِي نَطاةَ وَلِيعُ

  وشجر جَدَرٌ.

  وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمامُ يَجْدُر إِذا خرج في كُعُوبه ومُتَفَرّق عِيدانِه مثلُ أَظافير الطير.

  وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ: اسْمَرَّ وتغير؛ عن أَبي حنيفة، يعني بالوليع طَلْعَ النخل والجَدَرَةُ: الحَبَّةُ من الطلع.

  وجَدَّرَ العنَبُ: صار حبه فُوَيْقَ النَّفَض.

  ويقال: جَدِرَ الكَرْمُ يَجْدَرُ جَدَراً إِذا حَبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق.

  والجِدْرَ: نَبْتٌ؛ وقد أَجْدَرَ المكانُ.

  والجَدَرَةُ، بفتح الدال: حَظِيرة تصنع للغنم من حجارة، والجمع جَدَرٌ.

  والجَدِيرَة: زَرْبُ الغَنم.

  والجَدِيرَة: كَنِيفٌ يتخذ من حجارة يكون لِلْبَهْم وغيرها.

  أَبو زيد: كنيف البيت مثل الجُحْرَة يجمع من الشجر، وهي الحظيرة أَيضاً.

  والحِظَارُ: ما حُظِرَ على نبات شجر، فإِن كانت الحظيرة من حجارة فهي جَدِيرَة، وإِن كان من طين فهو جِدارٌ.

  والجِدارُ: الحائط، والجمع جُدُرٌ، وجُدْرانٌ جمع الجمع مثل بَطْنٍ وبُطْنانٍ⁣(⁣١)؛ قال سيبويه: وهو مما استغنوا فيه ببناء أَكثر العدد عن بناء أَقله، فقالوا ثلاثة جُدُرٍ؛ وقول عبد الله بن عمر أَو غيره: إِذا اشتريت اللحم يضحك جَدْرُ البيت؛ يجوز أَن يكون جَدْرٌ لغةً في جِدارٍ؛ قال ابن سيده: والصواب عندي تضحك جُدُرُ البيت، وهو جمع جِدارٍ، وهذا مَثَلٌ وإِنما يريد أَن أَهل الدار يفرحون.

  الجوهري: الجَدْرُ والجِدَارُ الحائط.

  وجَدَرَه يَجْدُرُه جَدْراً: حَوَّطه.

  واجْتَدَرَه: بناه؛ قال رؤبة:

  تَشْيِيد أَعْضادِ البِناء المُجْتَدَرْ

  وجَدَّرَه: شَيَّدَه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ ... كأَنَّهُمْ في السَّطْحِ ذِي المُجَدَّرِ

  إِنما أَراد ذي الحائط المجدّر، وقد يجوز أَن يكون أَراد ذي التجدير أَي الذي جُدّر وشُيِّدَ فأَقام المُفَعَّل مقامَ التَّفْعيل لأَنهما جميعاً مصدران لفَعَّلَ؛ أَنشد سيبويه:

  إِنَّ المُوَقَّى مِثْلُ ما لَقِيتُ

  أَي إِن التوقية.

  وجَدَرَ الرجلُ: توارى بالجِدارِ؛ حكاه ثعلب، وأَنشد:

  إِنَّ صُبَيْحَ بن الزُّبَيْرِ فأَرَا ... في الرَّضْمِ، لا يَتْرُك منه حَجَرا

  إِلَّا مَلاه حِنْطَةً وجَدَرا

  قال: ويروى حشاه.

  وفأَر: حفر.

  قال: هذا سرق حنطة وخبأَها.

  والجَدَرَةُ: حَيٌّ من الأَزد بَنَوْا جِدارَ الكعبة فسُمُّوا الجَدَرَة لذلك.

  والجَدْرُ: أَصلُ الجِدارِ.

  وفي الحديث: حتى يبلغ الماء جَدْرَه أَي أَصله، والجمع جِدُورٌ، وقال اللحياني: هي الجوانب؛ وأَنشد:

  تَسْقي مَذانِبَ قد طالَتْ عَصِيفتُها ... جُدُورُها من أَتِيِّ الماء مَطْمُومُ

  قال: أَفرد مطموماً لأَنه أَراد ما حول الجُدُورِ،


(١) قوله: [مثل بطن وبطنان] كذا في الصحاح. ولعل التمثيل: إِنما هو بين جدران وبطنان فقط بقطع النظر عن المفرد فيهما. وفي المصباح: والجدار الحائط والجمع جدر مثل كتاب وكتب والجدر لغة في الجدار وجمعه جدران.