[فصل الجيم]
  زادت على أَحد عشر شهراً ولم تضع ما في بطنها، وكلما جَرَّتْ كان أَقوى لولدها، وأَكثرُ زَمَنِ جَرِّها بعد أَحد عشر شهراً خمس عشرة ليلة وهذا أَكثر أَوقاتها.
  أَبو عبيدة: وقت حمل الفرس من لدن أَن يقطعوا عنها السِّقادَ إِلى أَن تضعه أَحد عشر شهراً، فإِن زادت عليها شيئاً قالوا: جَرَّتْ.
  التهذيب: وأَما الإِبل الجارَّةُ فهي العوامل.
  قال الجوهري: الجارَّةُ الإِبل التي تُجَرُّ بالأَزِمَّةِ، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية، وماء دافق بمعنى مدفوق، ويجوز أَن تكون جارَّةً في سيرها.
  وجَرُّها: أَن تُبْطِئَ وتَرْتَع.
  وفي الحديث: ليس في الإِبل الجارَّةِ صَدَقَةٌ، وهي العوامل، سميت جارَّةً لأَنها تُجَرُّ جَرّاً بِأَزِمَّتِها أَي تُقاد بخُطُمِها وأَزِمَّتِها كأَنها مجرورة فقال جارَّة، فاعلة بمعنى مفعولة، كأَرض عامرة أَي معمورة بالماء، أَراد ليس في الإِبل العوامل صدقة؛ قال الجوهري: وهي ركائب القوم لأَن الصدقة في السوائم دون العوامل.
  وفلانٌ يَجُرُّ الإِبل أَي يسوقها سَوْقاً رُوَيْداً؛ قال ابن لجَأَ:
  تَجُرُّ بالأَهْوَنِ من إِدْنائِها ... جَرَّ العَجُوزِ جانِبَيْ خَفَائِها
  وقال:
  إِن كُنْتَ يا رَبِّ الجِمالِ حُرَّا ... فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا
  يقول: إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً فارفع في سيرها، وهذا كقوله: إِذا سافرتم في الجدْبِ فاسْتَنْجُوا؛ وقال الآخر:
  أَطْلَقَها نِضْوَ بلى طلح ... جَرّاً على أَفْواهِهِنَّ السُّجُحِ(١)
  أَراد أَنها طِوال الخراطيم.
  وجَرَّ النَّوْءُ المكانَ: أَدامَ المَطَرَ؛ قال حُطَامٌ المُجاشِعِيُّ:
  جَرَّ بها نَوْءٌ من السِّماكَيْن
  والجَرُورُ من الرَّكايا والآبار: البعيدةُ القَعْرِ.
  الأَصمعي: بِئْرٌ جَرُورٌ وهي التي يستقى منها على بعير، وإِنما قيل لها ذلك لأَن دَلْوها تُجَرُّ على شَفِيرها لبُعْدِ قَعْرِها.
  شمر: امرأَة جَرُورٌ مُقْعَدَةٌ، ورَكِيَّةٌ جَرُورٌ: بعيدة القعر؛ ابن بُزُرْجٍ: ما كانت جَرُوراً ولقد أَجَرَّتْ، ولا جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ، ولا عِدّاً ولقد أَعَدَّتْ.
  وبعير جَرُورٌ: يُسْنى بِه، وجمعه جُرُرٌ.
  وجَرَّ الفصيلَ جَرّاً وأَجَرَّه: شق لسانه لئلا يَرْضَعَ؛ قال:
  على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجُورِ ... لمك تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ
  وقيل: الإِجْرارُ كالتَّفْلِيك وهو أَن يَجْعَلَ الراعي من الهُلْبِ مثل فَلْكَةِ المِغْزَل ثم يَثْقُب لسانَ البعير فيجعله فيه لئلا يَرْضَعَ؛ قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور:
  فَكَرَّ إِليها بِمْبراتِه ... كما خَلَّ ظَهْرَ اللسانِ المُجِرّ
  واسْتَجَرَّ الفصِيلُ عن الرَّضاع: أَخذته قَرْحَةٌ في فيه أَو في سائر جسده فكفّ عنه لذلك.
  ابن السكيت: أَجْرَرْتُ الفصيل إِذا شَقَقْتَ لسانه لئلا يَرْضَع؛ وقال عمرو بن معد يكرب:
  فلو أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رِماحُهُمْ ... نَطَقْتُ، ولكِنَّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ
  أَي لو قاتلوا وأَبلوا لذكرت ذلك وفَخَرْتُ بهم، ولكن رماحهم أَجَرَّتْنِي أَي قطعت لساني عن الكلام بِفِرارِهم، أَراد أَنهم لم يقاتلوا.
  الأَصمعي: يقال
(١) قوله: [بلى طلح] كذا بالأَصل.