لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 160 - الجزء 4

  وثوبٌ حَبِيرٌ أَي جديد.

  والحِبْرُ والحَبْرُ والحَبْرَةُ والحُبْرَةُ والحِبِرُ والحِبِرَةُ، كل ذلك: صُفْرة تَشُوبُ بياضَ الأَسْنَان؛ قال الشاعر:

  تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذا أُشُرٍ ... كَعارِضِ البَرْق لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا

  قال شمر: أَوّله الحَبْرُ وهي صفرة، فإِذا اخْضَرَّ، فهو القَلَحُ، فإِذا أَلَحَّ على اللِّثَةِ حتى تظهر الأَسْناخ، فهو الحَفَرُ والحَفْرُ.

  الجوهري: الحِبِرَة، بكسر الحاء والباء، القَلَح في الأَسنان، والجمع بطرح الهاء في القياس، وأَما اسم البلد فهو حِبِرٌّ، بتشديد الراء.

  وقد حَبِرتْ أَسنانه تَحْبَرُ حَبَراً مثال تَعِبَ تَعَباً أَي قَلِحَتْ، وقيل: الحبْرُ الوسخ على الأَسنان.

  وحُبِرَ الجُرْحُ حَبْراً أَي نُكسَ وغَفَرَ، وقيل: أَي برئ وبقيت له آثار.

  والحَبِيرُ: اللُّغام إِذا صار على رأْس البعير، والخاء أَعلى؛ هذا قول ابن سيده.

  الجوهري: الحَبِيرُ لُغامُ البعير.

  وقال الأَزهري عن الليث: الحَبِيرُ من زَبَدِ اللُّغامِ إِذا صار على رأْس البعير، ثم قال الأَزهري: صحف الليث هذا الحرف، قال: وصوابه الخبير، بالخاء، لِزَبَدِ أَفواه الإِبل، وقال: هكذا قال أَبو عبيد.

  وروى الأَزهري بسنده عن الرِّياشِي قال: الخبير الزَّبَدُ، بالخاء.

  وأَرض مِحْبَارٌ: سريعة النبات حَسَنَتُه كثيرة الكلإِ؛ قال:

  لَنَا جِبَالٌ وحِمًى مِحْبَارُ ... وطُرُقٌ يُبْنَى بِهَا المَنارُ

  ابن شميل: الأَرض السريعةُ النباتِ السهلةُ الدَّفِئَةُ التي ببطون الأَرض وسَرَارتِها وأَراضَتِها، فتلك المَحابِيرُ.

  وقد حَبِرَت الأَرض، بكسر الباء، وأَحْبَرَتْ؛ والحَبَارُ: هيئة الرجل؛ عن اللحياني، حكاه عن أَبي صَفْوانَ؛ وبه فسر قوله:

  أَلا تَرى حَبَارَ مَنْ يَسْقيها

  قال ابن سيده: وقيل حَبَارُ هنا اسم ناقة، قال: ولا يعجبني.

  والحُبْرَةُ: السِّلْعَةُ تخرج في الشجر أَي العُقْدَةُ تقطع ويُخْرَطُ منها الآنية.

  والحُبَارَى: ذكر الخَرَبِ؛ وقال ابن سيده: الحُبَارَى طائر، والجمع حُبَارَيات⁣(⁣١).

  وأَنشد بعض البغداديين في صفة صَقْرٍ:

  حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوين

  قال سيبويه: ولم يكسر على حَبَارِيَّ ولا حَبَائِرَ ليَفْرُقُوا بينها وبين فَعْلاء وفَعَالَةٍ وأَخواتها.

  الجوهري: الحُبَارَى طائر يقع على الذكر والأُنثى، واحدها وجمعها سواء.

  وفي المثل: كُلُّ شيء يُحِبُّ ولَدَه حتى الحُبَارَى، لأَنها يضرب بها المَثلُ في المُوقِ فهي على مُوقها تحب ولدها وتعلمه الطيران، وأَلفه ليست للتأْنيث⁣(⁣٢).

  ولا للإِلحاق، وإِنما بني الاسم عليها فصارت كأَنها من نفس الكلمة لا تنصرف في معرفة ولا نكرة أَي لا تنوّن.

  والحبْرِيرُ والحُبْرور والحَبَرْبَرُ والحُبُرْبُورُ واليَحْبُورُ: وَلَدُ الحُبَارَى؛ وقول أَبي بردة:


(١) عبارة المصباح: الحبارى طائر معروف، وهو على شكل الأَوزة، برأسه وبطنه غبرة ولون ظهره وجناحيه كلون السماني غالباً، والجمع حبابير وحباريات على لفظه أَيضاً.

(٢) قوله: [وألفه ليست للتأنيث] قال الدميري في حياة الحيوان بعد أَن ساق عبارة الجوهري هذه، قلت: وهذا سهو منه بل ألفها للتأنيث كسماني، ولو لم تكن له لانصرفت اه. ومثله في القاموس. قال شارحه: ودعواه أنها صارت من الكلمة من غرائب التعبير، والجواب عنه عسير.