لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 175 - الجزء 4

  حاذرون؛ بالدال، وقال مُؤْدُونَ في الكُراعِ والسِّلاح؛ قال الأَزهري: والقراءة بالذال لا غير، والدال شاذة لا تجوز عندي القراءة بها، وقرأَ عاصم وسائر القراء بالذال.

  ورجل حَدْرَدٌ: مستعجل.

  والحَيْدارُ من الحصى: ما صَلُبَ واكتنز؛ ومنه قول تميم بن أَبي مقبل:

  يَرْمِي النِّجادَ بِحَيْدارِ الحَصى قُمَزاً ... في مِشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفانِينَا

  وقال أَبو زيد: رماه الله بالحَيْدَرَةِ أَي بالهَلَكَةِ وحَيٌّ ذو حَدُورَةٍ أَي ذو اجتماع وكثرة.

  وروى الأَزهري عن المُؤَرِّج: يقال حَدَرُوا حوله ويَحْدُرُون به إِذا أَطافوا به؛ قال الأَخطل:

  ونَفْسُ المَرْءِ تَرْصُدُها المَنَايا ... وتَحْدُرُ حَوْلَه حتى يُصارَا

  الأَزهري: قال الليث: امرأَة حَدْراءُ ورجل أَحدر؛ قال الفرزدق:

  عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، وما كِدْتَ تَعْزِفُ ... وأَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كنتَ تَعْرِفُ

  قال: وقال بعضهم: الحدراء في نعت الفرس في حسنها خاصة.

  وفي الحديث: أَن أُبيّ بن خلف كان على بعير له وهو يقول: يا حَدْرَاها؛ يريد: هل رأَى أَحد مثل هذا؟ قال: ويجوز أَن يريد يا حَدْراءَ الإِبل، فقصر، وهي تأْنيث الأَحدر، وهو الممتلئ الفخذ والعجز الدقيق الأَعلى، وأَراد بالبعير ههنا الناقة وهو يقع على الذكر والأُنثى كالإِنسان.

  وتَحَدُّرُ الشيء: إِقباله؛ وقد تَحَدَّرَ تَحَدُّراً؛ قال الجعدي:

  فلما ارْعَوَتْ في السَّيْرِ قَضَّيْنَ سَيْرَها ... تَحَدُّرَ أَحْوَى، يَرْكَبُ الدّرَّ، مُظْلِم

  الأَحوى: الليل.

  وتحدّره: إِقباله.

  وارعوت أَي كفت.

  وفي ترجمة قلع: الانحدار والتقلع قريب بعضه من بعض، أَرد أَنه كان يستعمل التثبيت ولا يبين منه في هذه الحال استعجال ومبادرة شديدة.

  وحَدْراءُ: اسم امرأَة.

  حدبر: الحِدْبارُ: العَجْفاءُ الظَّهْرِ.

  ودابة حِدْبِيرٌ: بَدَتْ حراقِيفُه ويَبِسَ من الهزال.

  وناقة حِدْبارٌ وحِدْبيرٌ، وجمعها حَدابِيرُ، إِذا انحنى ظهرها من الهزال ودَبِرَ، الجوهري: الحِدْبار من النوق الضامرة التي قد يبس لحمها من الهزال وبدت حراقفها.

  وفي حديث علي، #، في الاستسقاء: اللهم إِنا خرجنا إِليك حين اعْتَكَرَتْ علينا حَدابِيرُ السِّنِين؛ الحدابِيرُ: جمعُ حِدْبار وهي الناقة التي بدا عظم ظهرها ونَشَزَتْ حراقيفها من الهزال، فشبه بها السنين التي كثر فيها الجدب والقحط.

  ومنه حديث ابن الأَشعث أَنه كتب إِلى الحجاج: سأَحملك على صَعْبٍ حِدْباءَ يَنِجُّ ظهرها؛ ضرب ذلك مثلاً للأَمر الصعب والخُطَّةِ الشديدة.

  حذر: الحِذْرُ والحَذَرُ: الخيفة.

  حَذِرَه يَحْذَرُه حَذَراً واحْتَذَرَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

  قلتُ لقومٍ خَرجُوا هَذالِيلْ: ... احْتَذِرُوا لا يَلْقَكُمْ طَمالِيلْ

  ورجلُ حَذِرٌ وحَذُرٌ⁣(⁣١) وحاذُورَةٌ وحِذْرِيانٌ: متيقظ شديد الحَذَرِ والفَزَعِ، متحرّز؛ وحاذِرٌ: متأَهب مُعِدٌّ كأَنه يَحْذَرُ أَن يفاجَأَ؛ والجمع حَذِرُونَ وحَذارَى.

  الجوهري: الحَذَرُ والحِذْرُ التحرّز؛ وأَنشد سيبويه في تعدِّيه:


(١) قوله: [وحذر] بفتح الحاء وضم الذال كما هو مضبوط بالأَصل، وجرى عليه شارح القاموس خلافاً لما في نسخ القاموس من ضبطه بالشكل بسكون الذال.