لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الياء المثناة تحتها]

صفحة 217 - الجزء 1

  خالِدُ بن الوَلِيد استَرْجَعَ عُمَرُ، ¤، فقلت يا أَميرَ المُؤْمِنينَ:

  أَلا أَراك، بُعَيْدَ المَوْتِ، تَنْدُبُنِي ... وفي حَياتيَ ما زَوَّدْتَنِي زادي

  فقال عمر: لا تُؤَنِّبْنِي.

  التَّأْنِيبُ: المُبالغة في التَّوْبِيخ والتَّعْنيف.

  ومنه حديث الحَسَن بن عَليّ لمَّا صَالحَ مُعاوِيةَ، ¤، قيل له: سَوَّدْتَ وُجُوه المُؤُمِنينَ.

  فقال: لا تُؤَنِّبْني.

  ومنه حديث تَوْبةِ كَعْبِ ابن مالك، ¥: ما زالُوا يُؤَنِّبُوني.

  وأَنَّبَه أَيضاً: سأَله فَجَبَهَه.

  والأَنابُ: ضَربٌ مِن العِطْرِ يُضاهي المِسْكَ.

  وأَنشد:

  تَعُلُّ، بالعَنْبَرِ والأَنابِ ... كَرْماً، تَدَلَّى مِنْ ذُرَى الأَعْنابِ

  يَعني جارِيةً تَعُلُّ شَعَرها بالأَنابِ.

  والأَنَبُ: الباذِنْجانُ، واحدته أَنَبَةٌ، عن أَبي حنيفة.

  وأَصْبَحْتُ مُؤْتَنِباً إذا لم تَشْتَه الطَّعامَ.

  وفي حديث خَيْفانَ: أَهْلُ الأَنابِيبِ: هي الرِّماحُ، واحدها أُنْبُوبٌ، يعني المَطاعِينَ بالرِّماحِ.

  أهب: الأُهْبَةُ: العُدَّةُ.

  تَأَهَّبَ: اسْتَعَدَّ.

  وأَخَذ لذلك الأَمْرِ أُهْبَتَه أَي هُبَتَه وعُدَّتَه، وقد أَهَّبَ له وتَأَهَّبَ.

  وأُهْبَةُ الحَرْبِ: عُدَّتُها، والجمع أُهَبٌ.

  والإِهابُ: الجِلْد من البَقَر والغنم والوحش ما لم يُدْبَغْ، والجمع القليل آهِبةٌ.

  أَنشد ابن الأَعرابي:

  سُودَ الوُجُوه يأْكُلونَ الآهِبَه

  والكثير أُهُبٌ وأَهَبٌ، على غير قياس، مثل أَدَمٍ وأَفَقٍ وعَمَدٍ، جمع أَدِيمٍ وأَفِيقٍ وعَمُودٍ، وقد قيل أُهُبٌ، وهو قِياس.

  قال سيبويه: أَهَبٌ اسم للجمع، وليس بجمع إهابٍ لأَن فَعَلاً ليس مما يكسر عليه فِعالٌ.

  وفي الحديث: وفي بَيْتِ النبي، ، أُهُبٌ عَطِنةٌ أَي جُلُودٌ في دِباغِها، والعَطِنَةُ: المُنْتِنةُ التي هي في دِباغِها.

  وفي الحديث: لو جُعِلَ القُرآنُ في إهابٍ ثم أُلْقِيَ في النار ما احْتَرَقَ.

  قال ابن الأَثير: قيل هذا كان مُعْجِزةً للقُرآن في زمن النبي، ، كما تكونُ الآياتُ في عُصُور الأَنْبِياء.

  وقيل: المعنى: من عَلَّمه اللَّه القُرآن لَم تُحْرِقْه نارُ الآخِرة، فجُعِلَ جسْمُ حافِظِ القرآن كالإِهابِ له.

  وفي الحديث: أَيُّما إهابٍ دُبِغَ فقد طَهُرَ.

  ومنه قول عائشة في صفة أَبيها، ®: وحَقَنَ الدِّماء في أُهُبها أَي في أَجْسادِها.

  وأُهْبانُ: اسم فيمن أَخَذَه من الإِهاب، فإن كان من الهبة، فالهمزة بدل من الواو، وهو مذكور في موضعه.

  وفي الحديث ذِكْرُ أَهابَ⁣(⁣١)، وهو اسم موضع بنواحِي المَدينةِ بقُرْبها.

  قال ابن الأَثير: ويقال فيه يَهابُ بالياءِ.

  أوب: الأَوْبُ: الرُّجُوعُ.

  آبَ إلى الشيءِ: رَجَعَ، يُؤُوبُ أَوْباً وإياباً وأوْبَةٌ


(١) قوله [ذكر أهاب] في القاموس وشرحه: وفي الحديث ذكر أهاب كسحاب وهو موضع قرب المدينة هكذا ضبطه الصاغاني وقلده المجد وضبطه ابن الأَثير وعياض وصاحب المراصد بالكسر ا ه ملخصاً. وكذا ياقوت.