[فصل الخاء المعجمة]
  ويوم خَدِرٌ: بارِدٌ نَدٍ، وليلة خَدِرَةٌ؛ قال ابن بري: لم يذكر الجوهري شاهداً على ذلك؛ قال: وفي الحاشية بيت شاهد عليه وقد ذكره غيره، وهو:
  وبِلاد زَعِل ظُلِمْانُها ... كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليومِ الخَدِرْ
  قال ابن بري: البيت لطرفة بن العبد.
  والظلمان: ذكور النعام، الواحد ظليم.
  والزَّعِلُ: النشيط والمَرِحُ.
  والمخاض: الحوامل؛ شبه النعام بالمخاض الجُرْبِ لأَن الجُرْبَ تطلى بالقَطِرانِ ويصير لونها كلون النعام، وخص اليومَ النَّدِيَّ البارد لأَن الجَرْبَى يجتمع فيه بعضُها إِلى بعض؛ ومنه قيل للعُقابِ: خُدارِيَّة لشدّة سوادها؛ قال العجاج:
  وخَدَرَ الليل فَيجْتابُ الخَدَر
  وقال ابن الأَعرابي: أَصل الخُداري أَن الليل يخدر الناس أَي يُلْبِسهُم؛ ومنه قوله: [والدَّجْنُ مُخْدِرٌ].
  أَي ملبس؛ ومنه قيل للأَسد.
  خادر؛ قال الأَزهري: وأَنشدني عمارة لنفسه:
  فِيهِنَّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كأَنَّها ... شَمسُ النَّهارِ، أَكَلَّها الإِخْدارُ
  أَكلها: أَبرزها، وأَصله من الانكِلالِ وهو التبسم.
  والخَدَرُ والخَدِرُ: الظلمة.
  والخُدْرَةُ: الظلمة الشديدة، وليل أَخْدَرُ وخَدِرٌ وخَدُرٌ وخُدارِيُّ: مظلم؛ وقال بعضهم: الليل خمسة أَجزاء: سُدْفَةٌ وسُتْفَةٌ وهَجْمَةٌ ويَعْفُورٌ وخُدْرَةٌ؛ فالخُدْرَةُ على هذا آخر الليل.
  وأَخْدَرَ القومُ: كأَلْيَلُوا.
  وأَخْدَرَه الليلُ إِذا حبسه، والليل مُخْدِرٌ؛ قال العجاج يصف الليل:
  ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُّ
  والخُدارِيُّ: السحاب الأَسودُ.
  وبعير خُدارِيُّ أَي شديد السسواد، وناقةٌ خُدارِيَّة والعُقابُ الخُدارِيَّةُ والجارية الخُدارِيَّةُ الشَّعَرِ.
  وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ: سوداء؛ قال ذو الرمة:
  ولم يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدارِيَّةَ الوَكْرُ
  قال شمر: يعني الوكر لم يلفظ العُقابَ، جعل خروجها من الوكر لفظاً مثل خروج الكلام من الفم، يقول: بَكَرَتْ هذه المرأَة قبل أَن تطير العُقابُ من وَكْرِها؛ وقوله:
  كأَنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً ... تُنَشَّرُ في الجَوِّ منها جَناحَا
  فسره ثعلب فقال: تكون العُقابُ الطائرة، وتكون الرايَةَ لأَن الراية يقال لها عُقابٌ.
  وتكون أَبْراداً أَي أَنهم يبسطون أَبْرادَهُمْ فوقهم.
  وشَعَرٌ خُدارِيُّ: أَسود.
  وكل ما منع بصراً عن شيء، فقد أَخْدَرَه.
  والخَدَرُ: المكان المظلم الغامض؛ قال هدبة؛
  إِنِّي إِذا اسْتَخَفَى الجَبانُ بالخَدَرْ
  والخَدَرُ: امْذِلالٌ يغشى الأَعضاء: الرِّجلَ واليدَ والجسدَ.
  وقد خَدِرَتِ الرِّجْلُ تَخْدَرُ؛ والخَدَرُ من الشراب والدواء: فُتُورٌ يعتري الشاربَ وضَعْفٌ.
  ابن الأَعرابي: الخُدْرَةُ ثقل الرِّجل وامتناعها من المشي.
  خَدِرَ خَدَراً، فهو خَدِرٌ، وأَخْدَرَه ذلك.
  والخَدَرُ في العين: فتورها، وقيل: هو ثِقَلٌ فيها من قَذًى يصيبها؛ وعين خَدْراءُ: خَدِرَةٌ.
  والخَدَرُ: الكسَلُ والفُتور؛ وخَدِرَتْ عظامه؛ قال طرفة:
  جازَتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلِنَا ... آخِرَ الليلِ، بِيَعْفُورٍ خَدِرْ