لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 232 - الجزء 4

  ويوم خَدِرٌ: بارِدٌ نَدٍ، وليلة خَدِرَةٌ؛ قال ابن بري: لم يذكر الجوهري شاهداً على ذلك؛ قال: وفي الحاشية بيت شاهد عليه وقد ذكره غيره، وهو:

  وبِلاد زَعِل ظُلِمْانُها ... كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليومِ الخَدِرْ

  قال ابن بري: البيت لطرفة بن العبد.

  والظلمان: ذكور النعام، الواحد ظليم.

  والزَّعِلُ: النشيط والمَرِحُ.

  والمخاض: الحوامل؛ شبه النعام بالمخاض الجُرْبِ لأَن الجُرْبَ تطلى بالقَطِرانِ ويصير لونها كلون النعام، وخص اليومَ النَّدِيَّ البارد لأَن الجَرْبَى يجتمع فيه بعضُها إِلى بعض؛ ومنه قيل للعُقابِ: خُدارِيَّة لشدّة سوادها؛ قال العجاج:

  وخَدَرَ الليل فَيجْتابُ الخَدَر

  وقال ابن الأَعرابي: أَصل الخُداري أَن الليل يخدر الناس أَي يُلْبِسهُم؛ ومنه قوله: [والدَّجْنُ مُخْدِرٌ].

  أَي ملبس؛ ومنه قيل للأَسد.

  خادر؛ قال الأَزهري: وأَنشدني عمارة لنفسه:

  فِيهِنَّ جائِلَةُ الوِشَاحِ كأَنَّها ... شَمسُ النَّهارِ، أَكَلَّها الإِخْدارُ

  أَكلها: أَبرزها، وأَصله من الانكِلالِ وهو التبسم.

  والخَدَرُ والخَدِرُ: الظلمة.

  والخُدْرَةُ: الظلمة الشديدة، وليل أَخْدَرُ وخَدِرٌ وخَدُرٌ وخُدارِيُّ: مظلم؛ وقال بعضهم: الليل خمسة أَجزاء: سُدْفَةٌ وسُتْفَةٌ وهَجْمَةٌ ويَعْفُورٌ وخُدْرَةٌ؛ فالخُدْرَةُ على هذا آخر الليل.

  وأَخْدَرَ القومُ: كأَلْيَلُوا.

  وأَخْدَرَه الليلُ إِذا حبسه، والليل مُخْدِرٌ؛ قال العجاج يصف الليل:

  ومُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِيُّ

  والخُدارِيُّ: السحاب الأَسودُ.

  وبعير خُدارِيُّ أَي شديد السسواد، وناقةٌ خُدارِيَّة والعُقابُ الخُدارِيَّةُ والجارية الخُدارِيَّةُ الشَّعَرِ.

  وعُقابٌ خُدارِيَّةٌ: سوداء؛ قال ذو الرمة:

  ولم يَلْفِظِ الغَرْثَى الخُدارِيَّةَ الوَكْرُ

  قال شمر: يعني الوكر لم يلفظ العُقابَ، جعل خروجها من الوكر لفظاً مثل خروج الكلام من الفم، يقول: بَكَرَتْ هذه المرأَة قبل أَن تطير العُقابُ من وَكْرِها؛ وقوله:

  كأَنَّ عُقاباً خُدارِيَّةً ... تُنَشَّرُ في الجَوِّ منها جَناحَا

  فسره ثعلب فقال: تكون العُقابُ الطائرة، وتكون الرايَةَ لأَن الراية يقال لها عُقابٌ.

  وتكون أَبْراداً أَي أَنهم يبسطون أَبْرادَهُمْ فوقهم.

  وشَعَرٌ خُدارِيُّ: أَسود.

  وكل ما منع بصراً عن شيء، فقد أَخْدَرَه.

  والخَدَرُ: المكان المظلم الغامض؛ قال هدبة؛

  إِنِّي إِذا اسْتَخَفَى الجَبانُ بالخَدَرْ

  والخَدَرُ: امْذِلالٌ يغشى الأَعضاء: الرِّجلَ واليدَ والجسدَ.

  وقد خَدِرَتِ الرِّجْلُ تَخْدَرُ؛ والخَدَرُ من الشراب والدواء: فُتُورٌ يعتري الشاربَ وضَعْفٌ.

  ابن الأَعرابي: الخُدْرَةُ ثقل الرِّجل وامتناعها من المشي.

  خَدِرَ خَدَراً، فهو خَدِرٌ، وأَخْدَرَه ذلك.

  والخَدَرُ في العين: فتورها، وقيل: هو ثِقَلٌ فيها من قَذًى يصيبها؛ وعين خَدْراءُ: خَدِرَةٌ.

  والخَدَرُ: الكسَلُ والفُتور؛ وخَدِرَتْ عظامه؛ قال طرفة:

  جازَتِ البِيدَ إِلى أَرْحُلِنَا ... آخِرَ الليلِ، بِيَعْفُورٍ خَدِرْ