لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 281 - الجزء 4

  تَدِرُّ بالمطر. والريحُ تُدِرُّ السَّحابَ وتَسْتَدِرُّه أَي تَسْتَجْلبه؛ وقال الحادِرَةُ واسمه قُطْبَةُ بن أَوس الغَطَفَانِيُّ:

  فَكأَنَّ فاها بَعْدَ أَوَّلِ رَقْدَةٍ ... ثَغَبٌ بِرابَيَةٍ، لَذيذُ المَكْرَعِ

  بِغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا ... من ماء أَسْحَرَ، طَيِّبَ المُسْتَنْقَعِ

  والثغب: الغدير في ظل جبل لا تصيبه الشمس، فهو أَبرد له.

  والغريض: الماء الطري وقت نزوله من السحاب.

  وأَسحرُ: غديرٌ حُرُّ الطِّين؛ قال ابن بري: سمي هذا الشاعر بالحادرة لقول زَبَّانَ بنَ سَيَّارٍ فيه:

  كأَنَّكَ حادِرَةُ المَنْكِبَيْنِ ... رَصْعَاءُ تُنْقِضُ في حادِرِ

  قال: شبهه بِضفْدَعَةٍ تُنْقِضُ في حائر، وإِنقاضها: صوتها.

  والحائر: مُجْتَمَعُ الماء في مُنْخَفِضٍ من الأَرض لا يجد مَسْرَباً.

  والحادرة: الضخمة المنكبين.

  والرصعاء والرسحاء: الممسوحة العجيزة.

  وللسَّاقِ دِرَّةٌ: اسْتِدْارَارٌ للجري.

  وللسُّوقِ درَّة أَي نَفَاقٌ.

  ودَرَّت السُّوقُ: نَفَقَ متاعها، والاسم الدِّرَّة.

  ودَرَّ الشيء: لانَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  إِذا اسْتَدْبَرَتْنا الشمسُ دَرَّتْ مُتُونُنا ... كأَنَّ عُرُوقَ الجَوفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَما

  وذلك لأَن العرب تقول: إِن استدبار الشمس مَصَحَّةٌ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  تَخْبِطُ بالأَخْفَافِ والمَنَاسِمِ ... عن دِرَّةٍ تَخْضِبُ كَفَّ الهاشِمِ

  فسره فقال: هذه حرب شبهها بالناقة، ودِرَّتُها: دَمُها.

  ودَرَّ النباتُ: الْتَفَّ.

  ودَرَّ السِّراجُ إِذا أَضاء؛ وسراج دارٌّ ودَرِيرٌ.

  ودَرَّ الشيءُ إِذا جُمِعَ، ودَرَّ إِذا عُمِلَ.

  والإِدْرارُ في الخيل: أَن يُقِلَّ الفرسُ يَدَه حين يَعْتِقُ فيرفعها وقد يضعها.

  ودَرَّ الفرسُ يَدِرٌ دَرِيراً ودِرَّةً: عدا عَدْواً شديداً.

  ومَرَّ على دِرَّتِه أَي لا يثنيه شيء.

  وفرس دَرِيرٌ: مكتنز الخَلْقِ مُقْتَدِرٌ؛ قال امرؤ القيس:

  دَرِيرٌ كَخُذْرُوف الوَليدِ، أَمَرَّه ... تَتابُعُ كَفَّيه بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ

  ويروي: تَقَلُّبُ كفيه، وقيل: الدَّرِير من الخيل السريع منها، وقيل: هو السريع من جميع الدواب؛ قال أَبو عبيدة: الإِدْرَارُ في الخيل أَن يَعْتِقَ فيرفع يداً ويضعها في الخبب؛ وأَنشد أَبو الهيثم:

  لما رَأَتْ شيخاً لها دَرْدَرَّى ... في مِثلِ خَيطِ العَهِنِ المُعَرَّى

  قال: الدردرّى من قولهم فرس دَرِيرٌ، والدليل عليه قوله:

  في مثل خيط العهن المعرّى

  يريد به الخذروف، والمعرّى جعلت له عروة.

  وفي حديث أَبي قِلابَةَ: صليت الظهر ثم ركبت حماراً دَرِيراً؛ الدرير: السريع العدو من الدواب المكتنز الخلق، وأَصل الدَّرِّ في كلام العرب اللبنُ.

  ودَرَّ وَجْه الرجل يَدِرُّ إِذا حسن وجهه بعد العلة.

  الفرّاء: والدِّرْدَرَّى الذي يذهب ويجيء في غير حاجة.

  وأَدَرَّت المرأَةُ المِغْزَلَ، وهي مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ؛ الأَخيرة على النَّسَب، إِذا فتلته فتلاً شديداً فرأَيته كأَنه واقف من شدة دورانه.

  قال: وفي بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها: إِذا رأَيته واقفاً لا يتحرك من