لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الزاي المعجمة]

صفحة 320 - الجزء 4

  وحكى اللحياني: زُحِرَ الرجلُ على صيغة فعل ما لم يسمَّ فاعله من الزَّحِير، فهو مَزْحُورٌ، وهو يَتَزَحَّرُ بماله شُحّاً كأَنه يَئِنُّ ويَتَشَدَّدُ.

  ورجل زُحَرٌ وزَحْرانُ وزَحَّارٌ: بخيل يَئِنُّ عند السؤال؛ عن اللحياني، فأَما قوله:

  أَراكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً وحِرْصاً ... وعند الفَقْرِ زَحَّاراً أُنَانَا

  فإِنه أَراد زَحِيراً فوضع الاسم موضع المصدر، كما قال: عائذاً بالله من شَرِّها؛ حكاه سيبويه وأَورد الأَزهري هذا البيت مستشهداً به على زَحَّار، ولم يعلله ولم يذكر ما أَراد به ونسبه إِلى بعض كلب وقال: أَنشده الفرّاء؛ قال ابن بري: البيت للمغيرة بن حَبْنَاءَ يخاطب أَخاه صَخْراً وكنية صخر أَبو ليلى، وقبله:

  بَلَوْنا فَضْلَ مالِكَ يا ابْنَ لَيْلَى ... فلم تَكُ عند عُسْرَتِنا أَخانا

  وقال: أُنَاناً مصدر أَنَّ يَئِنُّ أَنِيناً وأُناناً كَزَحَرَ يَزْحِرُ زَحِيراً وزُحاراً؛ يقول: بلونا فضل مالك عند حاجتنا إِليه فلم ننتفع به ومع هذا إِنك جمعت مسأَلة الناس والحِرْصَ على ما في أَيديهم وعند ما ينوبك من حق تَزْحَرُ وتَئِنُّ.

  والزُّحَارُ: داء يأْخذ البعير فَيَزْحَرُ منه حتى يَنْقَلِبَ سُرْمُه فلا يخرج منه شيء.

  والزَّحِيرُ: تقطيعٌ في البطن يُمَشِّي دَماً.

  الجوهري: الزَّحِير استطلاقُ البَطْنِ، وكذلك الزُّحارُ، بالضم.

  وزَحَرَه بالرمح زَحْراً: شَجَّه.

  قال ابن دريد: ليس بثَبَتٍ.

  وزَحْرٌ: اسم رجل.

  زخر: زَخَرَ البَحْرُ يَزْخَرُ زَخْراً وزُخُوراً وتَزَخَّرَ: طَمَا وتَمَّلأَ.

  وزَخَرَ الوادِي زَخْراً: مَدَّ جِدّاً وارتفع، فهو زاخِرٌ.

  وفي حديث جابر: فَزَخَرَ البَحْرُ أَي مَدَّ وكَثُرَ ماؤُه وارتفعت أَمواجه.

  وزَخَر القومُ: جاشوا لِنَفِيرٍ أَو حَرْبٍ؛ وكذلك زَخَرَتِ الحربُ نفسُها؛ قال:

  إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ لِيَوْمِ عَظِيمَةٍ ... رأَيتَ بُحُوراً من نُحُورِهِمُ تَطْمُو

  وزَخَرَتِ القِدْرُ تَزْخَرُ زَخْراً: جاشَتْ؛ قال أُمية بن أَبي الصلت:

  فَقُدُوره بِفنائِه ... للضَّيْفِ، مُتْرَعَةٌ زَواخِرْ

  وعِرْقٌ زاخِرٌ: وافِرٌ؛ قال الهذلي:

  صَنَاعٌ بِإِشْفَاها، حَصَانٌ بِشَكْرِها ... جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ، والعِرْقُ زَاخِرُ

  قال الجوهري: معناه يقال إِنها تجود بقوتها في حال الجوع وهيجان الدم والطبائع، ويقال: نسبها مرتفع لأَن عِرْقَ الكريم يَزْخَرُ بالكَرَمِ.

  وقال أَبو عبيدة: عِرق فلان زاخر إِذا كان كريماً يَنْمِي.

  وزَخَرَ النباتُ: طال، وإِذا التف النبات وخرج زهره قيل: قد أَخذ زُخاريَّه.

  وزَخَرَتْ رِجْلُه زَخْراً: مَدَّتْ؛ عن كراع.

  وكلام زَخْوَرِيُّ: فيه تَكبر وتَوَعُّدٌ، وقد تَزَخْوَرَ.

  ونَبْتٌ زَخْوَرٌ وزَخْوَرِيٌّ وزُخارِيٌّ: تامٌّ رَيَّانُ.

  الأَصمعي: إِذا التف العشبُ وأَخرج زَهْرَه قيل: جَنَّ جُنُوناً وقد أَخذ زُخارِيَّه؛ قال ابن مقبل:

  ويَرْتَعِيانِ لَيْلَهُما قَرَاراً ... سَقَتْه كلُّ مُدْجِنَةٍ هَمُوعِ

  زُخارِيَّ النَّباتِ، كأَنَّ فيه ... جِيادَ العَبْقَرِيَّةِ والقُطُوعِ