لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 342 - الجزء 4

  رقيق، ليس بمُحَقَّق. وفي المثل: عَرْضٌ سابِريٌّ؛ يقوله من يُعْرَضُ عليه الشيءُ عَرْضاً لا يُبالَغُ فيه لأَن السابِرِيّ من أَجْود الثيابِ يُرْغَبُ فيه بأَدْنى عَرْض؛ قال الشاعر:

  بمنزلة لا يَشْتَكِي السِّلَّ أَهْلُها ... وعَيْشٍ كَمِثْلِ السابِرِيِّ رَقِيقِ

  وفي حديث حبيب بن أَبي ثابت: رأَيْت على ابن عباس ثوباً سابِرِيّاً أَسْتَشِفُّ ما وراءه.

  كلُّ رقيق عندهم: سابِرِيٌّ، والأَصل فيه الدُّروع السابِرِيَّةُ منسوبة إِلى سابُورَ.

  والسابِريُّ: ضربٌ من التمر؛ يقال: أَجْوَدُ تَمْرِ الكوفة النِّرْسِيانُ والسابِرِيُّ.

  والسُّبْرُورُ: الفقير كالسُّبْروتِ؛ حكاه أَبو علي، وأَنشد:

  تُطْعِمُ المُعْتَفِينَ ممَّا لَدَيْها ... مِنْ جَناها، والعائِلَ السُّبْرُورا

  قال ابن سيده: فإِذا صح هذا فتاء سُبْرُوتٍ زائدة وسابورُ: موضع، أَعجمي مُعَرَّب؛ وقوله:

  ليس بِجَسْرِ سابُورٍ أَنِيسٌ ... يُؤَرِّقُه أَنِينُك، يا مَعِينُ

  يجوز أَن يكون اسم رجل وأَن يكون اسم بلد.

  والسَّبَارى: أَرضٌ؛ قال لبيد:

  دَرَى بالسِّبارَى حَبَّةً إِثْرَ مَيَّةٍ ... مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ

  سبطر: السِّبَطْرَى: الانبساطُ في المشي.

  والضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ: من نَعْتِ الأَسد بالمَضاءَةِ والشِّدَّةِ.

  والسِّبَطْرُ: الماضي.

  والسِّبَطْرَى: مِشْيَةُ التبَخْتُر؛ قال العجاج:

  يمشي السِّبَطْرَى مِشْيَةَ التبَخْتُر

  رواه شمر مشية التَّجَيْبُرِ أَي التجَبُّر.

  والسِّبَطْرَى: مِشْيَةٌ فيها تَبَخْتُر.

  واسْبَطَرَّ: أَسرَعَ وامتَدَّ.

  والسَّبَطْرُ: السَّبْطُ الممتَدُّ.

  قال سيبويه: جَمَلٌ سِبَطْر وجمال سِبَطْراتٌ سريعة، ولا تُكَسَّر.

  واسْبَطَرَّتْ في سَيْرِها: أَسرَعَتْ وامتدّتْ.

  وحاكمت امرأَةٌ صاحِبَتَها إِلى شريح في هرّة بيدها فقال: أَدْنُوها من المُدَّعِيَةِ⁣(⁣١).

  فإِنْ هي قَرَّتْ ودَرَّتْ واسْطَرَّتْ فهي لها، وإن فَرَّتْ وازْبأَرَّتْ فليست لها؛ معنى اسْبَطَرَّتْ امتدّت واستقامت لها، قال ابن الأَثير: أَي امتدّت للإِرضاع ومالت إِليه.

  واسْبَطَرَّتْ الذبيحة إِذا امتدّت للموت بعد الذبح.

  وكل ممتدٍّ: مُسْبَطِرٌّ.

  وفي حديث عطاء: سئل عن رجل أَخذ من الذبيحة شيئاً قبل أَن تَسْبَطِرّ فقال: ما أَخَذْتَ منها فهي سُنَّة أَي قبل اين تمتَدَّ بعد الذبح.

  والسِّبَطْرة: المرأَة الجسيمة.

  شمر: السِّبَطْر من الرجال السَّبْطُ الطويل.

  وقال الليث: السِّبَطْر الماضي؛ وأَنشد:

  كَمِشْيَةِ خادِرٍ ليْثٍ سِبَطْر

  الجوهري: اسْبَطَرَّ اضْطَجَع وامتدَّ.

  وأَسَد سِبَطْر، مثال هِزَبْر، أَي يَمتدُّ عند الوثْبَة.

  الجوهري: وجِمال سِبَطْراتٌ طِوال على وجه الإِرض، والتاء ليست للتأْنيث، وإِنما هي كقولهم حمامات ورجالات في جمع المذكر؛ قال ابن بري: التاء في سِبَطْراتٍ للتأْنيث لأَن سِبَطْراتٍ من صفة الجِمال، والجِمالُ مؤنثة تأْنيث الجماعة بدليل قولهم: الجمال سارتْ ورَعَتْ وأَكلت وشربت؛ قال: وقول الجوهري إِنما هي كحَمَّاماتٍ ورِجالاتٍ وهَم في خلطه رِجالاتٍ بحَمَّامات لأَن رجالاً جماعة مؤنثة،


(١) قوله: [أدنوها من المدعية إلخ] لعل المدعية كان معها ولد للهرة صغير كما يشعر به بقية الكلام.