لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 359 - الجزء 4

  السِّرَّ سِرَرٌ نادر، وجمع السَّرارِ أَسِرَّةٌ كَقَذالٍ وأَقْذِلَة، وجمع السَّرارِة سَراثرُ.

  الأَصمعي: سَرارُ الأَرض أَوسَطُه وأَكرمُه.

  ويقال: أَرض سَرَّاءُ أَي طيبة.

  وقال الفراء: سِرٌّ بَيِّنُ السِّرارةِ، وهو الخالص من كل شيء.

  وقال الأَصمعي: السَّرُّ من الأَرض مثل السَّرارةَ أَكرمها؛ وقول الشاعر:

  وأَغْفِ تحتَ الأَنْجُمِ العَواتم ... واهْبِطْ بها مِنْكَ بِسِرٍّ كاتم

  قال: السر أَخْصَبُ الوادي.

  وكاتم أَي كامن تراه فيه قد كتم ولم ييبس؛ وقال لبيد يرثي قوماً:

  فَساعَهُمُ حَمْدٌ، وزانَتْ قُبورَهمْ ... أَسِرَّةُ رَيحانٍ، بِقاعٍ مُنَوَّر

  قال: الأَسرَّةُ أَوْساطُ الرِّياضِ، وقال أَبو عمرو: واحد الأَسِرَّةِ سِرَارٌ؛ وأَنشد:

  كأَنه عن سِرارِ الأَرضِ مَحْجُومُ

  وسِرُّ الحَسَبِ وسَرارُه وسَرارَتُه: أَوسطُه.

  ويقال: فلان في سِرِّ قومه أَي في أَفضلهم، وفي الصحاح: في أَوسطهم.

  وفي حديث ظبيان: نحن قوم من سَرارةِ مَذْحِجٍ أَي من خيارهم.

  وسِرُّ النسَبِ: مَحْضُه وأَفضلُه، ومصدره السَّرارَةُ، بالفتح.

  والسِّرُّ من كل شيء: الخالِصُ بَيِّنُ السَّرارةِ، ولا فعل له؛ وأَما قول امرئ القيس في صفة امرأَة:

  فَلَها مُقَلَّدُها ومُقْلَتُها ... ولَها عليه سَرارةُ الفضلِ

  فإِنه وصف جاريةً شبهها بظبيةٍ جيداً ومُقْلَةً ثم جعل لها الفضل على الظبية في سائر مَحاسِنها، أَراد بالسَّرارةِ كُنْه الفضل.

  وسَرارةُ كلِّ شيء: محضُه ووسَطُه، والأَصل فيهعا سَرَارةُ الروضة، وهي خير منابتها، وكذلك سُرَّةُ الروضة.

  وقال الفراء: لها عليها سَرارةُ الفضل وسَراوةُ الفضل أَي زيادة الفضل.

  وسَرارة العيش: خيره وأَفضله.

  وفلان سِرُّ هذا الأَمر إِذا كان عالماً به.

  وسِرُّ الوادي: أَفضل موضع فيه، والجمع أَسِرَّةٌ مثل قِنٍّ وأَقِنَّةٍ؛ قال طرفة:

  تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ في الشَّوْلِ تَرْتَعِي ... حَدائِقَ مَوْليِّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ

  وكذلك سَرارةُ الوادي، والجمع سرارٌ؛ قال الشاعر:

  فإِن أَفْخُرْ بِمَجْدِ بَني سُلَيْمٍ ... أَكُنْ منها التَّخُومَةَ والسَّرَارا

  والسُّرُّ والسِّرُّ والسِّرَرُ والسِّرارُ، كله: خط بطن الكف والوجه والجبهة؛ قال الأَعشى:

  فانْظُرْ إِلى كفٍّ وأَسْرارها ... هَلْ أَنتَ إِنْ أَوعَدْتَني ضائري؟

  يعني خطوط باطن الكف، والجمع أَسِرَّةٌ وأَسْرارٌ، وأَسارِيرُ جمع الجمع؛ وكذلك الخطوط في كل شيء؛ قال عنترة:

  بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ ... قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشَّمالِ مُفَدَّم

  وفي حديث عائشة في صفته، : تَبْرُقُ أَسارِيرُ وجهه.

  قال أَبو عمرو: الأَسارير هي الخطوط التي في الجبهة من التكسر فيها، واحدها سِرَرٌ.

  قال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول في قوله تبرق أَسارِيرُ وجهه، قال: خطوط وجهه سِرٌّ وأَسرارٌ، وأَسارِيرُ جمع الجمع.

  قال: وقال بعضهم الأَساريرُ الخدّان والوجنتان ومحاسن الوجه، وهي شآبيبُ الوجه أَيضاً وسُبُحاتُ الوجه.

  وفي حديث علي، #: كأَنَّ ماءَ الذهبِ يجري في