لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 403 - الجزء 4

  وقال الآخر:

  وتُلْقَى عَلَيْه، كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ ... شَرَاشِرُ مِنْ حَيَّيْ نِزَارٍ وأَلْبُبُ

  الأَلْبُبُ: عروق متصلة بالقلب.

  يقال: أَلقى عليه بنات أَلْبُبه إِذا أَحبه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  وما يَدْرِي الحَرِيصُ عَلامَ يُلْقي ... شَرَاشِرَه، أَيُخْطِئُ أَم يُصِيبُ؟

  والشَّرَاشِرُ: الأَثقال، الواحدةُ شُرْشُرَةٌ⁣(⁣١).

  يقال: أَلقى عليه شراشره أَي نفسه حرصاً ومحبة، وقيل: أَلقى عليه شَراشره أَي أَثقاله.

  وشَرْشَرَ الشيءَ: قَطَّعَه، وكل قطعة منه شِرْشِرَةٌ.

  وفي حديث الرؤيا: فَيُشَرْشِرُ بِشِدْقِه إِلى قَفاه؛ قال أَبو عبيد: يعني يُقَطِّعُه ويُشَقِّقُه؛ قال أَبو زبيد يصف الأَسد:

  يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَه مِنْ فَرَائِسٍ ... رُفَاتُ عِظَامٍ، أَو عَرِيضٌ مُشَرشَرُ

  وشَرْشَرَةُ الشيء: تَشْقِيقُه وتقطيعه.

  وشَرَاشِرُ الذنَب: ذَباذِبُه.

  وشَرْشَرَتْه الحية: عَضَّتْه، وقيل: الشَّرْشَرَةُ أَن تَعَضَّ الشيء ثم تنفضه.

  وشَرْشَرَتِ الماشِيَةُ النباتَ: أَكلته؛ أَنشد ابن دريد لجُبَيْها الأَشْجَعِيِّ:

  فَلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ ... نَفَى الدِّقَّ عنه جَدْبُه، فَهْوَ كَالحُ

  وشَرْشَرَ السِّكِّين واللحم: أَحَدَّهما على حجر.

  والشُّرْشُور: طائر صغير مثل العصفور؛ قال الأَصمعي: تسميه أَهل الحجاز الشُّرْشُورَ، وتسميه الأَعراب البِرْقِشَ، وقيل: هو أَغبر على لطافة الحُمَّرَةِ، وقيل: هو أَكبر من العصفور قليلاً.

  والشَّرْشَرُ: نبت.

  ويقال: الشَّرْشِرُ، بالكسر.

  والشَّرْشِرَةُ: عُشْبَة أَصغر من العَرْفَج، ولها زهرة صفراء وقُضُبٌ وورق ضخام غُبْرٌ، مَنْبِتُها السَّهْلُ تنبت متفسحة كأَن أَقناءها الحِبالُ طولاً، كَقَيْسِ الإِنسان قائماً، ولها حب كحب الهَرَاسِ، وجمعها شِرْشِرٌ؛ قال:

  تَرَوَّى مِنَ الأَحْدَاثِ حَتَّى تَلاحَقَتْ ... طَرَائِقُه، واهْتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ

  قال أَبو حنيفة عن أَبي زياد: الشِّرْشِرُ يذهب حِبالاً على الأَرض طولاً كما يذهب القُطَبُ إِلا أَنه ليس له شوك يؤذي أَحداً؛ الليث في ترجمة قسر:

  وشَرْشَرٌ وقَسْوَرٌ نَصْرِيُّ

  قال الأَزهري: فسره الليث فقال: والشرشر الكلب، والقسور الصياد؛ قال الأَزهري: أَخطأَ الليث في تفسيره في أَشياء فمنها قوله الشرشر الكلب وإِنما الشرشر نبت معروف، قال: وقد رأَيته بالبادية تسمن الإِبل عليه وتَغْزُرُ، وقد ذكره ابن الأَعرابي: من البقول الشَّرْشَرُ.

  قال: وقيل للأَسدية أَو لبعض العرب: ما شجرة أَبيك؟ قال: قُطَبٌ وشَرْشَرٌ ووَطْبٌ جَشِرٌ؛ قال: الشِّرْشِرُ خير من الإِسْلِيح والعَرْفَج.

  أَبو عمرو: الأَشِرَّةُ واحدها شَرِيرٌ: ما قرب من البحر، وقيل: الشَّرِيرُ شجر ينبت في البحر، وقيل: الأَشِرَّةُ البحور؛ وقال الكميت:

  إِذا هو أَمْسَى في عُبابِ أَشِرَّةٍ ... مُنِيفاً على العَبْرَيْنِ بالماء، أَكْبَدا


(١) قوله: [الواحدة شرشرة] بضم المعجمتين كما في القاموس، وضبطه الشهاب في العناية بفتحهما.