لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 452 - الجزء 4

  إِذا اللَّقاح غَدَتْ مُلْقًى أَصِرَّتُها ... ولا كَريمَ من الوِلْدانِ مَصْبُوحُ

  ورَدَّ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمَةً ... في الرأْس منها وفي الأَصْلاد تَمْلِيحُ

  ورواية سيبويه في ذلك:

  ورَدْ جازِرُهُمْ حَرْفاً مُصَرَّمة ... ولا كريمَ من الوِلْدَان مَصْبُوح

  والصَّرَّةُ: الشاة المُضَرَّاة.

  والمُصَرَّاة: المُحَفَّلَة على تحويل التضعيف.

  وناقةٌ مُصِرَّةٌ: لا تَدِرُّ؛ قال أُسامة الهذلي:

  أَقرَّتْ على حُولٍ عَسُوس مُصِرَّة ... ورَاهَقَ أَخْلافَ السَّدِيسِ بُزُولُها

  والصُّرَّة: شَرَجْ الدَّراهم والدنانير، وقد صَرَّها صَرّاً.

  غيره: الصُّرَّة صُرَّة الدراهم وغيرها معروفة.

  وصَرَرْت الصُّرَّة: شددتها.

  وفي الحديث: أَنه قال لجبريل، #: تأْتِيني وأَنت صارٌّ بين عَيْنَيْك؛ أَي مُقَبِّض جامعٌ بينهما كما يفعل الحَزِين.

  وأَصل الصَّرِّ: الجمع والشدُّ.

  وفي حديث عمران بن حصين: تَكاد تَنْصَرُّ من المِلْءِ، كأَنه من صَرَرْته إِذا شَدَدْته؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في بعض الطرق، والمعروف تنضرج أَي تنشقُّ.

  وفي الحديث: أَنه قال لِخَصْمَيْنِ تقدَّما إِليه: أَخرِجا ما تُصَرّرانه من الكلام، أَي ما تُجَمِّعانِه في صُدُوركما.

  وكلُّ شيء جمعته، فقد، صَرَرْته؛ ومنه قيل للأَسير: مَصْرُور لأَن يَدَيْه جُمِعتَا إِلى عُنقه؛ ولمَّا بعث عبد الله بن عامر إِلى ابن عمر بأَسيرِ قد جُمعت يداه إِلى عُنقه لِيَقْتُلَه قال: أَمَّا وهو مَصْرُورٌ فَلا.

  وصَرَّ الفرسُ والحمار بأُذُنِه يَصُرُّ صَرّاً وصَرَّها وأَصَرَّ بها: سَوَّاها ونَصَبها لِلاستماع.

  ابن السكيت: يقال صَرَّ الفرس أُذنيه ضَمَّها إِلى رأْسه، فإِذا لم يُوقِعوا قالوا: أَصَرَّ الفرس، بالأَلف، وذلك إِذا جمع أُذنيه وعزم على الشَّدِّ؛ وفي حديث سَطِيح:

  أَزْرَقُ مُهْمَى النَّابِ صَرَّارُ الأُذُنْ

  صَرَّ أُذُنه وصَرَّرها أَي نَصَبها وسوَّاها؛ وجاءت الخيلُ مُصِرَّة آذانها إِذا جَدَّت في السير.

  ابن شميل: أَصَرَّ الزرعُ إِصراراً إِذا خَرَج أَطراف السَّفاءِ قبل أَن يخلُص سنبله، فإِذا خَلُص سُنْبُلُه قيل: قد أَسْبَل؛ وقال قي موضع آخر: يكون الزرع صَرَراً حين يَلْتَوي الورَق ويَيْبَس طرَف السُّنْبُل، وإِن لم يخرُج فيه القَمْح.

  والصَّرَر: السُّنْبُل بعدما يُقَصِّب وقبل أَن يظهر؛ وقال أَبو حنيفة: هو السُّنْبُل ما لم يخرج فيه القمح، واحدته صَرَرَة، وقد أَصَرَّ.

  وأَصَرَّ يعْدُو إِذا أَسرع بعض الإِسراع، ورواه أَبو عبيد أَضَرَّ، بالضاد، وزعم الطوسي أَنه تصحيف.

  وأَصَرَّ على الأَمر: عَزَم.

  وهو مني صِرِّي وأَصِرِّي وصِرَّي وأَصِرَّي وصُرَّي وصُرَّى أَي عَزِيمة وجِدُّ.

  وقال أَبو زيد: إِنها مِنِّي لأَصِرِّي أَي لحَقِيقَة؛ وأَنشد أَبو مالك:

  قد عَلِمَتْ ذاتُ الثَّنايا الغُرِّ ... أَن النَّدَى مِنْ شِيمَتي أَصِرِّي

  أَي حَقِيقة.

  وقال أَبو السَّمَّال الأَسَدِي حين ضلَّت ناقته: اللهم إِن لم تردَّها عَلَيَّ فلم أُصَلِّ لك صلاةً، فوجَدَها عن قريب فقال: عَلِمَ الله أَنها مِنِّي صِرَّى أَي عَزْم عليه.

  وقال ابن السكيت: إِنها عَزِيمة مَحْتُومة، قال: وهي مشتقة من أَصْرَرْت على الشيء إِذا أَقمتَ ودُمْت عليه؛ ومنه قوله تعالى: ولم يُصِرُّوا على ما فَعَلُوا وهم يَعْلَمُون.

  وقال