لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 474 - الجزء 4

  ذهب أَبو علي إِلى أَن معنى صارَ صَوَّرَ، قال ابن سيده: ولم أَرها لغيره.

  وصارَ الرجلُ: صَوَّتَ.

  وعصفور صَوَّارٌ: يجيب الداعيَ إِذا دعا.

  والصَّوَرُ، بالتحريك: المَيَل.

  ورجل أَصْوَرُ بيّن الصَّوَرِ أَي مائل مشتاق.

  الأَحمر: صُرْتُ إِليَّ الشيءَ وأَصَرْتُه إِذا أَملتَه إِليك، وأَنشد:

  أَصارَ سَدِيسَها مَسَدٌ مَرِيجُ

  ابن الأَعرابي: في رأْسه صَوَرٌ إِذا وجد فيه أُكالاً وهميماً.

  وفي رأْسه صَوَرٌ أَي مَيَل.

  وفي صفة مشيه، #: كان فيه شيء من صَوَرٍ أَي مَيَل، قال الخطابي: يشبه أَن يكون هذا الحال إِذا جدَّ بِه السير لا خلقة.

  وفي حديث عمر وذكر العلماء فقال: تَنْعَطِف عليهم بالعلم قلوبٌ لا تَصُورُها الأَرحام أَي لا تُمِيلُها، هكذا أَخرجه الهروي عن عمر، وجعله الزمخشري من كلام الحسَن.

  وفي حديث ابن عمر: إِني لأُدْني الحائِضَ منِّي وما بي إِليها صَوَرَةٌ أَي مَيْل وشهوة تَصُورُني إِليها.

  وصارَ الشيءَ صَوْراً وأَصارَه فانْصار: أَماله فمال، قالت الخنساءُ.

  لَظَلَّت الشُّهْبُ مِنْها وهْيَ تَنصارُ

  أَي تصدّعُ وتفلَّقُ، وخص بعضه به إِمالة العنق.

  وصَوِرَ يَصْوَرُ صوراً، وهو أَصْوَرُ: مال، قال:

  اللَّه يَعْلَمُ أَنَّا، في تَلَفُّتِنا ... يَوْمَ الفِراقِ إِلى أَحْبابِنَا، صُورُ

  وفي حديث عكرمة: حَمَلَةُ العَرْشِ كلُّهم صُورٌ،⁣(⁣١) هو جمع أَصْوَر، وهو المائل العنق لثقل حِمْلِه.

  وقال الليث: الصَّوَرُ المَيل.

  والرجلُ يَصُور عُنُقَه إِلى الشيء إِذا مال نحوه بعنقه، والنعت أَصْوَر، وقد صَوِرَ.

  وصارَه يَصُورُه ويَصِيرُه أَي أَماله، وصارَ وجهَه يَصُورُ: أَقْبَل به.

  وفي التنزيل العزيز: فَصُرْهُنَّ إِليك، وهي قراءة عليٍّ وابن عباس وأَكثر الناس، أَي وَجِّهْهن، وذكره ابن سيده في الياء أَيضاً لأَن صُرْت وصِرْت لغتان، قال اللحياني: قال بعضهم معنى صُرْهُنَّ وجِّهْهُنَّ، ومعنى صِرْهن قَطِّعْهن وشَقِّقهن، والمعروف أَنهما لغتان بمعنى واحد، وكلهم فسروا فَصُرْهن أَمِلْهن، والكسر فُسر بمعنى قَطِّعْهن، قال الزجاج: قال أَهل اللغة معنى صُرْهُنَّ إِليك أَمِلْهن واجمعهن إِليك، وأَنشد:

  وجاءَتْ خُلْعَةٌ دُهْسٌ صَفايا ... يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ

  أَي يَعطِف عنوقَها تَيْسٌ أَحْوى، ومن قرأَ: فَصِرهن إِليك، بالكسر، ففيه قولان: أَحدهما أَنه بمعنى صُرْهن، يقال: صارَه يَصُورُه ويَصِيرُه إِذا أَماله، لغتان، الجوهري: قرئ فصرهن، بضم الصاد وكسرها، قال الأَخفش: يعني وَجِّهْهن، يقال: صُرْ إِليَّ وصر وجهك إِليَّ أَي أَقبل عليَّ.

  الجوهري: وصُرْتُ الشيءَ أَيضاً قطعتُه وفَصَلتُه، قال العجاج:

  صُرْنا بِه الحُكْمَ وأَعْيا الحَكَما

  قال: فَمَن قال هذا جعل في الآية تقديماً وتأْخيراً، كأَنه قال: خُذْ إِليك أَربعةً فَصُرْهن، قال ابن بري: هذا الرجز الذي نسبه الجوهري للعجاج ليس هو للعجاج، وإِنما هو لرؤبة يخاطب الحَكَم بن صخر وأَباه صخر بن عثمان، وقبله:


(١) ١ قوله في رأسه صور ضبطه في شرح القاموس بالتحريك، وفي متنه: والصورة بالفتح شبه الحكة في الرأس.