لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 480 - الجزء 4

  الكُتب أَضْبُرُها ضَبْراً إِذا جعلتها إِضْبارَة.

  وفي حديث النبي، ، أَنه ذكر قوماً يخرجون من النار ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، كأَنها جمع ضِبَارَةٍ مثل عِمَارَةٍ وعَمائِر.

  وكل مجتمع: ضِبَارَة.

  والضَّبَائِر: جماعات الناس.

  يقال: رأَيتهم ضَبائرَ أَي جماعات في تَفْرقة.

  وفي حديثٍ آخر: أَتَتْه الملائكةُ بحريرة فيها مِسْك ومن ضَبائِر الريحان.

  والضُّبَار: الكُتُب، لا واحد لها؛ قال ذو الرمة:

  أَقولُ لِنَفْسي واقِفاً عند مُشْرِفٍ ... على عَرَصَاتٍ، كالضبَارِ النَّوَاطق

  والضَّبْر: الجماعة يغزون على أَرجلهم؛ وقال في موضع آخر: الجماعة يغزون.

  يقال: خرج ضَبْرٌ من بني فلان؛ ومنه قول ساعدة بن جؤية الهذلي:

  بَيْنا هُمُ يَوْماً كذلك رَاعَهُمْ ... ضَبْرٌ، لباسُهُمُ القَتيرُ مُؤَلَّبُ

  القَتِير: مسامير الدروع وأَراد به ههنا الدروع.

  ومؤلب: مُجمَّع، ومنه تَأَلَّبُوا أَي تجمَّعوا.

  والضَّبْر: الرَّجَّالة.

  والضَّبْر: جلد يُغَشَّى خَشَباً فيها رجال تُقَرَّبُ إِلى الحُصون لقتال أَهلها، والجمع ضُبُورٌ، ومنه قولهم: إِنا لا نأْمَنُ أَن يأْتوا بضُبُور؛ هي الدَّبَّابات التي تُقَرَّب للحصون لتنقب من نحتها، الواحدة ضَبْرة.

  وضَبَرَ عليه الصَّخْر يَضْبُره أَي نَضَّدَه؛ قال الراجز يصف ناقة⁣(⁣١):

  ترى شُؤُون رأْسِها العَوارِدا ... مَضْبُورَةً إِلى شَباً حَدائِدا،

  ضَبْرَ بَراطِيلَ إِلى جَلامِدا

  والضَّبْرُ والضَّبِر: شجر جَوْز البرّ ينوّر ولا يعقد؛ وهو من نبات جبال السَّرَاةِ، واحدته ضَبِرَة؛ قال ابن سيده: ولا يمتنع ضَبْرَة غير أَني لم أَسمعه.

  وفي حديث الزهري: أَنه ذكر بني إِسرائيل فقال: جعل الله عِنَبَهُمُ الأَرَاكَ وجَوْزَهم الضَّبْرَ ورُمَّانهم المَظَّ؛ الأَصمعي: الضَّبْر جَوْز البر، الجوهري: وهو جوز صلب، قال: وليس هو الرُّمان البري، لأَن ذلك يسمى المَظَّ.

  والضُّبَّار: شجر طيّب الحَطَب؛ عن أَبي حنيفة.

  وقال مرة: الضُّبَّار شجر قريب الشبه من شجر البَلُّوط وحَطَبه جيد مثل حطب المَظَّ، وإِذا جمع حطبه رطباً ثم أُشعلت فيه النار فَرْقَعَ فَرْقَعَة المَخَاريق، ويفعل ذلك بقرب الغيَاض التي تكون فيها الأُسْد فتهرب، واحدته ضُبَّارة.

  ابن الأَعرابي: الضَّبْر الفقر، والضَّبْر الشد، والضَّبْر جمع الأَجزاء؛ وأَنشد:

  مضبورةً إِلى شباً حدائدا ... ضبر براطيلَ إِلى جلامدا

  وقول العجاج يصف المنجنيق:

  وكل أُنثى حَمَلَتْ أَحْجارا ... تُنْتَجُ حين تَلْقَح ابْتِقارا

  قد ضُبِرَ القومُ لها اضْطبارا ... كأَنما تجمَّعوا قُبّارا

  أَي يخرج حجرها من وسطها كما تُبْقر الدابة.

  والقُبّار من كلام أَهل عمان: قومٌ يجتمعون فيحوزون ما يقع في الشِّباك من صَيْد، البحر، فشبه جَذْب أُولئك حِبالَ المنْجَنِيق بجذب هؤُلاء الشباك بما فيها.

  ابن الفرج: الضِّبْر والضِّبْن الإِبْط؛ وأَنشد لجندل:


(١) قوله: [يصف ناقة] في شرح القاموس قال الصاغاني: والصواب يصف جملاً، وهذا موضع المثل: استنوق الجمل. والرجز لأَبي محمد الفقعسي والرواية شؤون رأسه.