لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 542 - الجزء 4

  وهو غير العَثَرِي الذي جاء في الحديث مخففَ الثاء، وهذا مشدد الثاء.

  وفي الحديث: أَنه مَرَّ بأَرض تسمى عَثِرةً فسماها خَضِرةً؛ العَثِرةُ من العِثْيَرِ، وهو الغُبار، والياء زائدة، والمراد بها الصعيد الذي لا نبات فيه.

  وورد في الحديث: هي أَرض عِثْيَرةٌ.

  وعَثَّر: موضع باليمن، وقيل: هي أَرض مَأْسَدَةٌ بناحية تَبَالَةَ على فَعَّل، ولا نظير لها إِلَّا خَضَّمٌ وبَقَّمٌ وبَذَّرٌ؛ وفي قصيد كعب بن زهير:

  من خادِرٍ من لُيُوثِ الأُسْدِ، مَسْكَنُه ... بِبَطْنِ عَثَّرَ، غِيلٌ دونَه غِيلُ

  وقال زهير بن أَبي سُلْمى:

  لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصطادُ الرجالَ، إِذا ... ما الليثُ كَذّبَ عن أَقرانه صَدَقا

  وعَثْر، مخففة: بلد باليمن؛ وأَنشد الأَزهري في آخر هذه الترجمة للأَعشى:

  فبَاتَتْ، وقد أَوْرَثَتْ في الفُؤاد ... صَدْعاً يُخَالِط عَثَّارَها⁣(⁣١)

  عجر: العَجَر، بالتحريك: الحَجْم والنُّتُوُّ.

  يقال: رجل أَعْجَرُ بَيِّن العَجَر أَي عظيم البطن.

  وعَجِر الرجلُ، بالكسر، يعْجَر عَجَراً أَي غلُظ وسَمِن.

  وتَعَجَّر بطنُه: تَعَكَّنَ.

  وعَجِر عَجَراً: ضَخُم بطنُه.

  والعُجْرةُ: موضع العَجَر.

  وروى عن عليّ، كرَّم الله وجهه، أَنه طاف ليلةَ وقعةِ الجمل على القَتْلى مع مَوْلاه قَنْبَرٍ فوقف على طلحةَ بن عبيد الله، وهو صَريع، فبكى ثم قال: عز عليّ أَبا محمد أَن أَراك مُعَفَّراً تحت نجوم السماء؛ إِلى الله أَشكو عُجَرِي وبُجَرِي قال محمد بن يزيد: معناه همومي وأَحزاني، وقيل: ما أُبْدِي وأُخْفِي، وكله على المَثَل.

  قال أَبو عبيد: ويقال أَفضيت إِليه بعُجَرِي وبُجَرِي أَي أَطلعتُه من ثِقتي به على مَعَايِبي.

  والعرب تقول: إِن من الناس من أُحَدِّثه بعُجَرِي وبُجَري أَي أُحدثه بمَساوِيَّ، يقال هذا في إِفشاء السر.

  قال: وأَصل العُجَر العُرُوق المتعقدة في الجسد، والبُجَر العروق المتعقدة في البطن خاصة.

  وقال الأَصمعي: العُجْرَة الشيء يجتمع في الجسد كالسِّلعة، والبُجْرة نحوها، فيراد: أَخْبرته بكل شيء عندي لم أَستر عنه شيئاً من أَمري.

  وفي حديث أُم زرع: إِن أَذكُرْه أَذكُرْ عُجَرَه وبُجَرَه؛ المعنى إِنْ أَذكُرْه أَذكر مَعايِبَه التي لا يعرفها إِلَّا مَن خَبَرَه؛ قال ابن الأَثير: العُجَر جمع عُجْرة، هو الشيء يجتمع في الجسد كالسِّلعة والعُقْدة، وقيل: هو خَرَز الظهر، قال: أَرادت ظاهرَ أَمره وباطنَه وما يُظْهِرُه ويُخفيه.

  والعُجْرَة: نَفْخَة في الظهر، فإِذا كانت في السرة فهي بُجْرة، ثم يُنْقَلانِ إِلى الهموم والأَحزان.

  قال أَبو العباس: العُجَر في الظهر والبُجر في البطن.

  وعَجَرَ الفرسُ يَعْجِرُ إِذا مدَّ ذنبه نحو عَجُزِه في العَدْو؛ وقال أَبو زيد:

  وهَبَّتْ مَطاياهُمْ، فَمِنْ بَيْنَ عاتبٍ ... ومِنْ بَيْنِ مُودٍ بالبَسِيطَةِ يَعْجِرُ

  أَي هالك قد مَدَّ ذنبه.

  وعَجَر الفرسُ يَعْجِرُ عَجْراً وعَجَرَاناً وعاجَرَ إِذا مَرَّ مَرّاً سريعاً من خوف ونحوه.

  ويقال: فرس عاجِر، وهو الذي يَعْجِر برجليه كقِماص الحِمار، والمصدر العَجَران؛ وعَجَرَ الحمارُ يَعْجِر عَجْراً: قَمصَ؛ وأَما قول


(١) قوله: [يخالط عثارها] العثار ككتان: قرحة لا تجف، وقيل: عتارها هو الأَعشى عثر بها فابتلى وتزود منها صدعاً في الفؤاد، أَفاده شارح القاموس.