لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 548 - الجزء 4

  يخفضونها يُسِرّونها، وقيل: معناه هاتِ مَن يَعْذِرُني؛ ومنه قول علي بن أَبي طالب، ¥، وهو ينظر إِلى ابن مُلْجَم:

  عَذِيرَك مِن خَلِيلك مِن مُرادِ

  يقال: عَذِيرَك مِن فلان، بالنصب، أَي هاتِ مَن يَعْذِرُك، فَعِيل بمعنى فاعل، يقال: عَذِيري مِن فُلان أَي مَن يَعْذِرني، ونصبُه على إِضمار هَلُمَّ مَعْذِرَتَك إِيَّاي؛ ويقال: ما عندهم عَذِيرةٌ أَي لا يَعْذِرون، وما عندهم غفيرةٌ أَي لا يَغْفِرُون.

  والعَذِيرُ: النَّصِيرُ؛ يقال: مَن عَذِيرِي مِن فلان أَي مَن نَصِيرِي.

  وعَذِيرُ الرجل: ما يَرُومُ وما يُحاوِلُ مما يُعْذَرُ عليه إِذا فَعَلَه؛ قال العجاج يخاطب امرأَته:

  جارِيَ لا تَسْتَنْكِري عَذِيرِي ... سَيْرِي، وإِشْفاقي على بَعِيرِي

  يريد يا جارية فرخم، ويروى: سَعْيِي، وذلك أَنه عزم على السفر فكانَ يرُمُّ رَحْل ناقته لسفره فقالت له امرأَته: ما هذا الذي ترُمُّ؟ فخاطبها بهذا الشعر، أَي لا تُنْكِري ما أُحاوِلُ.

  والعَذِيرُ: الحال؛ وأَنشد:

  لا تستنكري عذيري

  وجمعه عُذُرٌ مثل سَرِيرٍ وسُرُرٍ، وإِنما خفف فقيل عُذْر؛ وقال حاتم:

  أَماوِيَّ قد طال التجنُّبُ والهجْرُ ... وقد عَذَرَتْنِي في طِلابِكُمُ العُذْرُ

  أَماوِيَّ إِن المال غادٍ ورائحٌ ... ويَبْقَى من المال الأَحاديثُ والذِّكْرُ

  وقد عَلِمَ الأَقوامُ لو أَن حاتماً ... أَرادَ ثَراءَ المالِ، كان له وَفْرُ

  وفي الصحاح:

  وقد عذرتني في طلابكم عذر

  قال أَبو زيد: سمعت أَعرابيين تميميّاً وقيسيّاً يقولان: تَعَذَّرْت إِلى الرجل تَعَذُّراً، في معنى اعْتَذَرْت اعْتِذاراً؛ قال الأَحْوَص بن محمد الأَنصاري:

  طَرِيد تَلافاه يَزِيدُ برَحْمَةٍ ... فلم يُلْفَ مِنْ نَعْمائه يَتَعَذَّرُ

  أَي يَعْتَذر؛ يقول: أَنعم عليه نعمة لم يحتج إِلى أَن يَعْتذر منها، ويجوز أَن يكون معنى قوله يَتَعَذَّر أَي يذهب عنها.

  وتَعَذَّر: تأَخَّر؛ قال امرؤ القيس:

  بِسَيْر يَضِجُّ العَوْدُ منه، يَمُنّه ... أَخُو الجَهْدِ، لا يَلْوِي على مَنْ تَعَذَّرا

  والعَذِيرُ: العاذرُ.

  وعَذَرْته من فلان أَي لُمْت فلاناً ولم أَلُمْه؛ وعَذِيرَك إِيَّايَ منه أَي هَلُمَّ مَعْذِرَتك إِيَّايَّ، وقال خالد بن جَنْبة: يقال أَما تُعذرني من هذا؟ بمعنى أَما تُنْصِفُني منه.

  يقال: أَعْذِرْني من هذا أَي أَنْصِفْني منه.

  ويقال: لا يُعْذِرُك من هذا الرجل أَحدٌ؛ معناه لا يُلْزِمُه الذنب فيما تضيف إِليه وتشكوه منه؛ ومنه قول الناس: مَنْ يَعْذِرُني من فلان أَي من يقوم بعُذْرِي إِن أَنا جازيته بسُوءِ صنيعه، ولا يُلْزِمُني لوْماً على ما يكون مني إِليه؛ ومنه حديث الإِفك: فاسْتَعْذَرَ رسولُ الله، ، من عبد الله بن أُبَيّ وقال وهو على المنبر: من يَعْذِرُني من رجل قد بلغني عنه كذا وكذا؟ فقال سعد: أَنا أَعْذِرُك منه، أَي من يقوم بعُذري إِن كافأْته على سوء صنيعه فلا يلومُني؟ وفي الحديث: أَن النبي، ، استعذرَ أَبا بكر من عائشة، كان