لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 625 - الجزء 4

  وضعف. وقال الجوهري: فلان عُيَيْرُ وَحْدِه وهو المعجب برأْيه، وإِن شئت كسرت أَوله مثل شُيَيْخٍ وشِيَيْخٍ، ولا تقل: عُوَير ولا شُوَيخ.

  والعارُ: السُّبّة والعيب، وقيل: هو كل شيء يلزم به سُبّة أَو عيب، والجمع أَعْيارٌ.

  ويقال: فلان ظاهرُ الأَعْيارِ أَي ظاهر العيوب؛ قال الراعي:

  ونَبَتَّ شَرَّ بَني تميم مَنْصِباً ... دَنِسَ المُروءَةِ ظاهرَ الأَعْيارِ

  كأَنه مما يُعَيَّر به، والفعل منه التَّعْيير، ومن هذا قيل: هم يَتَعَيَّرون من جيرانِهم الماعونَ والأَمتعة؛ قال الأَزهري: وكلام العرب يَتَعَوَّرون، بالواو، وقد عيّره الأَمرَ؛ قال النابغة:

  وعَيَّرَتْني بنو ذُبْيانَ خَشيَتَه ... وهل عليّ بأَنْ أَخْشاكَ مِن عار؟

  وتعايرَ القومُ: عَيَّر بعضُهم بعضاً، والعامة تقول: عيّره بكذا.

  والمَعايرُ: المعايب؛ يقال: عارَه إِذا عابَه؛ قالت ليلى الأَخيلية:

  لعَمْرُك ما بالموت عارٌ على امرئٍ ... إِذا لم تُصِبْه في الحياة المَعايرُ

  وتعايرَ القومُ: تعايَبُوا.

  والعارِيَّة: المَنيحة، ذهب بعضهم إِلى أَنها مِن العارِ، وهو قُوَيل ضعيف، وإِنما غرّهم منه قولهم يَتَعَيَّرون العَواريِّ، وليس على وضعه إِنما هي مُعاقبة من الواو إِلى الياء.

  وقال الليث: سميت العاريّة عاريَّةً لأَنها عارٌ على من طلبها.

  وفي الحديث: أَن امرأَة مخزومية كانت تَسْتَعِير المتاعَ وتَجْحَده فأَمر بها فقُطعَت يدُها؛ الاستعارةُ من العاريّة، وهي معروفة.

  قال ابن الأَثير: وذهب عامة أَهل العلم إِلى أَن المُسْتَعِير إِذا جحد العاريَّة لا يُقْطَع لأَنه جاحد خائن، وليس بسارق، والخائن والجاحد لا قطع عليه نصّاً وإِجماعاً.

  وذهب إِسحق إِلى القول بظاهر هذا الحديث، وقال أَحمد: لا أَعلم شيئاً يدفعه؛ قال الخطابي: وهو حديث مختصرُ اللفظ والسياقِ وإِنما قُطِعَت المخزومية لأَنها سَرَقت، وذلك بَيِّنٌ في رواية عائشة لهذا الحديث؛ ورواه مسعود بن الأَسود فذكر أَنها سرقت قَطِيفة من بيت رسولُ الله، ، وإِنما ذكرت الاستعارة والجحد في هذه القصة تعريفاً لها بخاصّ صفتها إِذ كانت الاستعارة والجحد معروفة بها ومن عادتها، كما عُرِّفت بأَنها مخزوميَّة، إِلَّا أَنها لما استمر بها هذا الصنيع ترقَّت إِلى السرقة، واجترأَت عليها، فأَمر بها فقطعت.

  والمُسْتَعِير: السَّمِين من الخيل.

  والمُعارُ: المُسَمَّن.

  يقال: أَعَرْت الفرس أَسْمنْتُه؛ قال:

  أَعِيرُوا خَيْلَكم ثم ارْكُضوها ... أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعارُ

  ومنهم من قال: المُعار المنتوف الذنب، وقال قوم: المُعار المُضَمَّر المُقَدَّح، وقيل: المُضَمَّر المُعار لأَن طريقة متنه نتأَت فصار لها عيرٌ ناتئ، وقال ابن الأَعرابي وحده: هو من العاريَّة، وذكره ابن بري أَيضاً وقال: لأَن المُعارَ يُهان بالابتذال ولا يُشْفَق عليه شفقة صاحبه؛ وقيل في قوله:

  أَعيروا خيلكم ثم اركبوها

  إِن معنى أَعيروها أَي ضَمِّروها بترديدها، من عارَ يَعير، إِذا ذهب وجاء.

  وقد روي المِعار، بكسر الميم، والناس رَوَوْه المُعار؛ قال: والمِعارُ الذي يَحِيد عن الطريق براكبه كما يقال حادَ عن الطريق؛ قال الأَزهري: مِفْعَل من عارَ يَعِير كأَنه في الأَصل مِعْيَر، فقيل مِعار.

  قال الجوهري: وعارَ الفَرَسُ أَي انفَلَت وذهب