لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الغين المعجمة

صفحة 5 - الجزء 5

  واغْبَرَّ اليوم: اشتدَّ غُباره؛ عن أَبي عليّ.

  وأَغْبَرْتُ: أَثَرْت الغُبار، وكذلك غَبَّرْت تَغْبِيراً.

  وطَلَب فلاناً فما شَقَّ غُبَارَه أَي لم يُدْرِكه.

  وغَبَّرَ الشيءَ: لَطَّخَه بالغُبارِ.

  وتَغَبَّر: تلطَّخ به.

  واغبَرَّ الشيءُ: عَلاه الغُبار.

  والغَبْرةُ: لطخُ الغُبار.

  والغُبْرَة: لَوْنُ الغُبار؛ وقد غَبِرَ واغْبَرَّ اغْبِرَاراً، وهو أَغْبَرُ.

  والغُبْرة: اغْبِرار اللوْن يَغْبَرُّ للهمِّ ونحوه.

  وقوله ø: ووجوه يومئذ عليها غَبَرة تَرْهَقُها قَتَرة؛ قال: وقول العامة غُبْرة خطأ، والغُبْرة لون الأَغْبر، وهو شبيه بالغُبار.

  والأَغْبر: الذئب للونه؛ التهذيب: والمُغَبِّرة قوم يُغَبِّرون بذكر الله تعالى بدعاء وتضرّع، كما قال:

  عبادك المُغَبِّره ... رُشَّ علينا المَغفِرَه

  قال الأَزهري: وقد سَمَّوْا يُطَرِّبون فيه من الشِّعْر في ذكر الله تَغْبيراً كأَنهم تنَاشَدُوه بالأَلحان طَرَّبوا فَرَقَّصوا وأَرْهَجوا فسُمّوا مُغَبِّرة لهذا المعنى.

  قال الأَزهري: وروينا عن الشافعي، ¥، أَنه قال: أَرى الزَّنادِقة وَضَعوا هذا التَّغْبِير ليَصُدّوا عن ذكر الله وقراءة القرآن.

  وقال الزجاج: سُمّوا مُغَبِّرين لتزهيدهم الناس في الفانية، وهي الدنيا، وترغيبهم في الآخرة الباقية، والمِغْبار من النخل: التي يعلوها الغُبار؛ عن أَبي حنيفة.

  والغَبْراء: الأَرض لغُبْرة لونها أَو لما فيها من الغُبار.

  وفي حديث أَبي هريرة: بَيْنا رجُل في مفازة غَبْراء؛ هي التي لا يهتدى للخروج منها.

  وجاء على غَبْراء الظهر وغُبَيراء الظهر، يعني الأَرض.

  وتركه على غُبَيراء الظهر أَي ليس له شيء.

  التهذيب: يقال جاء فلان على غُبَيراء الظهر، ورجع عَوْده على بَدْئه، ورجع على أَدْراجه ورَجَع دَرَجَه الأَوَّل، ونكَص على عَقِبَيْه، كل ذلك إِذا رجع ولم يصِب شيئاً.

  وقال ابن أَحمر: إِذا رجع ولم يقدر على حاجته قيل: جاء على غُبَيراء الظهر كأَنه رجع وعلى ظهره غُبار الأَرض.

  وقال زيد بن كُثْوة: يقال تركته على غُبَيراء الظهر إِذا خاصَمْت رجلًا فَخَصَمته في كل شيء وغلبته على ما في يديه.

  والوَطْأَة الغَبْراء: الجديدة، وقيل: الدارسة وهو مثل الوَطأَة السَّوداء.

  والغَبراء: الأَرض في قوله، : ما أَظلَّت الخَضراء ولا أَقلَّت الغَبْراء ذا لَهْجة أَصْدَقَ من أَبي ذرّ؛ قال ابن الأَثير: الخَضراء السماء، والغَبْراء الأَرض؛ أَراد أَنه مُتَناه في الصِّدق إِلى الغاية فجاء به على اتِّساع الكلام والمجاز.

  وعِزٌّ أَغْبر: ذاهبٌ دارِس؛ قال المخبَّل السعدي:

  فأَنْزَلَهم دارَ الضَّياع، فأَصْبَحوا ... على مَقْعَدٍ من مَوْطِن العِزِّ أَغْبَرا

  وسَنة غبراء: جَدْبة، وبَنُو غَبْراء: الفقراء، وقيل: الغُرَباء، وقيل: الصَّعالِيك، وقيل: هم القوم يجتمعون للشراب من غير تعارُف؛ قال طرفَة:

  رأَيتُ بني غَبْراء لا ينكرونني ... ولا أَهلُ هَذاك الطِّراف المُمَدَّد

  وقيل: هم الذين يَتناهَدون في الأَسفار.

  الجوهري: وبَنُو غَبْراء الذين في شِعْر طرفة المَحَاويج، ولم يذكر الجوهري البيت، وذكره ابن بري وغيره وهو:

  رأَيت بني غَبْراء لا ينكرونني

  قال ابن بري: وإِنما سمى الفقراء بني غَبْراء للُصوقهم بالتُّراب، كما قيل لهم المُدْقِعُون للصوقهم بالدَّقْعاء، وهي الأَرض كأَنهم لا حائل بينهم وبينها.

  وقوله: ولا أَهلُ مرفوع بالعطف على الفاعل المضمَر في يُنكرونني، ولم يحتج إِلى تأْكيد لطول الكلام بلا