لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الغين المعجمة

صفحة 30 - الجزء 5

  وعامَتْ، وهي قاصِدةٌ، بإِذْنٍ ... ولولا اللَّه جارَ بها الجَوارُ

  إِلى الجوديّ حتى صارَ حِجْراً ... وحانَ لِتَالِكَ الغُمَرِ انْحِسارُ

  فهذا فيه مَوْعِظةٌ وحكْم ... ولكنِّي امرؤٌ فيَّ افْتِخارُ

  الحِجْر: الممنوع الذي له حاجز، قال ابن سيده: وجمع السلامة أَكثر.

  وشجاع مُغامِرٌ: يَغْشَى غَمَراتِ الموت.

  وهو في غَمْرةٍ من لَهْوٍ وشَبِيبة وسُكْرٍ، كله على المثل.

  وقوله تعالى: وذَرْهُم في غَمْرَتِهم حتى حِين؛ قال الفراء أَي في جهلهم.

  وقال الزجاج: وقرئ في غَمَراتِهم أَي في عَمايَتِهم وحَيْرتِهم؛ وكذلك قوله تعالى: بل قلوبُهم في غَمْرة مِنْ هذا؛ يقول: بل قلوب هؤلاء في عَمايةٍ من هذا.

  وقال القتيبي: أَي في غطاء وغفلة.

  والغَمْرةُ: حَيْرةُ الكفّار.

  وقال الليث: الغَمْرةُ مُنْهَمَك الباطل، ومُرْتَكضُ الهولِ غَمْرةُ الحَرْب.

  ويقال: هو يضرب في غَمْرَةِ اللَّهْو ويَتَسَكَّع في غمرة الفتنة، وغَمْرةُ الموت: شدّة همومِه؛ قال ذو الرمة:

  كأَنَّني ضاربٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ

  أَي سابح في ماء كثير.

  وفي حديث القيامة: فيقذِفُهم في غَمَراتِ جهنَّم أَي المواضع التي تكثر فيها النار.

  وفي حديث أَبي طالب: وجَدْتُه في غَمَراتٍ من النار، واحدتها غَمْرةٌ.

  والمُغامِرُ والمُغَمِّرُ: المُلْقي بنفسه في الغَمَراتِ.

  والغَمْرة: الزَّحْمةُ من الناس والماء، والجمع غِمارٌ.

  وفي حديث أُويس: أَكُون في غِمارِ الناس أَي جَمْعِهم المتكاثف.

  وفي حديث أَبي بكر، ¥: أَمّا صاحِبُكم فقد غامَرَ أَي خاصَم غيرَه، ومعناه دخل في غَمْرةِ الخصومة وهي معظمها.

  والمُغامِرُ: الذي رمى بنفسه في الأُمور المُهْلكة، وقيل: هو من الغِمْر، بالكسر، وهو الحِقْد، أَي حاقد غيره؛ وفي حديث خيبر:

  شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ

  أَي مُخاصِمٌ أَو مُحاقِدٌ.

  وفي حديث الشهادة: ولا ذي غِمْرٍ على أخيه أَي ضِغْنٍ وحقد.

  وغَمْرةُ الناس والماء وغَمْرُهم وغُمارُهم وغِمارهم: جماعتهم ولَفيفُهم وزحمتهم.

  ودخلت في غُمارِ الناس وغَمارِهم، يضم ويفتح، وخُمارِهم وخَمارِهم وغَمَرِهم وخَمَرِهم أَي في زحمتهم وكثرتهم.

  واغْتَمَر في الشيء: اغْتَمَس.

  والاغْتِمارُ: الاغْتِماسُ.

  والانْغِمارُ: الانْغِماسُ في الماء.

  وطعامٌ مُغْتَمِرٌ إِذا كان بقشره.

  والغَمِيرُ: شيء يخرج في البُهْمَى في أَول المطر رطباً في يابس، ولا يعرف الغَميرُ في غير البهمي.

  قال أَبو حنيفة: الغَميرُ حبُّ البهمى الساقط من سنبله حين يَيْبَس، وقيل: الغَميرُ ما كان في الأَرض من خُضْرة قليلًا إِمَّا ريحةً وإِمَّا نباتاً، وقيل: الغَميرُ النبت ينبت في أَصل النبت حتى يَغْمُره الأَول، وقيل: هو الأَخضر الذي غَمَرَه اليبيس يذهبون إِلى اشتقاقه، وليس بقويّ، والجمع أَغْمِراء.

  أَبو عبيدة: الغَميرة الرَّطْبة والقتُّ اليابس والشعير تعلفه الخيل عند تضميرها.

  الجوهري: الغَميرُ نبات قد غَمَره اليَبِيس؛ قال زهير يصف وحشاً:

  ثَلاثٌ كأَقْواسِ السَّراءِ وناشِطٌ ... قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمير جَحافِلُه

  وفي حديث عمرو بن حُرَيْثٍ: أَصابَنا مطرٌ ظهر منه الغَميرُ، بفتح الغين وكسر الميم، هو نبت البقل