لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 238 - الجزء 5

  يقال شَعَرٌ وشَعْرٌ، ونصب الهاء أَفصح.

  وقال الفرّاء: في جنات ونَهَرٍ، معناه أَنهار.

  كقوله ø: ويولُّون الدُّبُرَ، أَي الأَدْبارَ، وقال أَبو إِسحق نحوه وقال: الاسم الواحد يدل على الجميع فيجتزأُ به عن الجميع ويعبر بالواحد عن الجمع، كما قال تعالى: ويولُّون الدبر.

  وماء نَهِرٌ: كثير.

  وناقة نَهِرَة: كثيرة النَّهر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكَرْ ... نَهِيرَةُ الأَخْلافِ في غيرِ فَخَرْ

  حَنْدَلِسٌ: ضخمة عظيمة.

  والفخر: أَن يعظم الضرع فيقل اللبن.

  وأَنْهَرَ العِرْقُ: لم يَرْقَأْ دَمُه.

  وأَنْهَرَ الدمَ: أَظهره وأَساله.

  وأَنْهَرَ دَمَه أَي أَسال دمه.

  ويقال: أَنْهَرَ بطنُه إِذا جاء بطنُه مثلَ مجيء النَّهَرِ.

  وقال أَبو الجَرَّاحِ: أَنْهَرَ بطنُه واسْتَطْلَقَتْ عُقَدُه.

  ويقال: أَنْهَرْتُ دَمَه وأَمَرْتُ دَمَه وهَرَقْتُ دَمَه.

  والمَنْهَرَةُ: فضاء يكون بين بيوت القوم وأَفْنيتهم يطرحون فيه كُناساتِهم.

  وحَفَرُوا بئراً فأَنْهَرُوا: لم يصيبوا خيراً؛ عن اللحياني.

  والنَّهار: ضِياءُ ما بين طلوع الفجر إِلى غروب الشمس، وقيل: من طلوع الشمس إِلى غروبها، وقال بعضهم: النهار انتشار ضوء البصر واجتماعه، والجمع أَنْهُرٌ؛ عن ابن الأَعرابي، ونُهُرٌ عن غيره.

  الجوهري: النهار ضد الليل، ولا يجمع كما لا يجمع العذاب والسَّرابُ، فإِن جمعت قلت في قليلة: أَنْهُر، وفي الكثير: نُهُرٌ، مثل سحاب وسُحُب.

  وأَنْهَرْنا: من النهار؛ وأَنشد ابن سيده:

  لولا الثَّرِيدَانِ لَمُتْنا بالضُّمُرْ: ... ثَرِيدُ لَيْلٍ وثَرِيدُ بالنُّهُرْ

  قال ابن بري: ولا يجمع، وقال في أَثناء الترجمة: النُّهُر جمع نَهار ههنا.

  وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم قال: النهار اسم وهو ضد الليل، والنهار اسم لكل يوم، والليل اسم لكل ليلة، لا يقال نهار ونهاران ولا ليل وليلان، إِنما واحد النهار يوم، وتثنيته يومان، وضد اليوم ليلة، ثم جمعوه نُهُراً؛ وأَنشد:

  ثريد ليل وثريد بالنُّهُر

  ورجل نَهِرٌ: صاحب نهار على النسب، كما قالوا عَمِلٌ وطَعِمٌ وسَتِه؛ قال:

  لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكني نَهِرْ

  قال سيبويه: قوله بليليٍّ يدل أَن نَهِراً على النسب حتى كأَنه قال نَهاريٌّ.

  ورجل نَهِرٌ أَي صاحب نَهارٍ يُغِيرُ فيه؛ قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد:

  إِن تَكُ لَيْلِيّاً فإِني نَهِرُ ... متى أَتى الصُّبْحُ فلا أَنْتَظِرُ⁣(⁣١)

  قال: ومعنى نَهِر أَي صاحب نهار لست بصاحب ليل؛ وهذا الرجز أَورده الجوهري:

  إِن كنتَ لَيْلِيّاً فإِني نَهِرُ

  قال ابن بري: البيت مغير، قال: وصوابه على ما أَنشده سيبويه:

  لستُ بلَيْلِيٍّ ولكني نَهِرْ ... لا أُدْلِجُ الليلَ، ولكن أَبْتَكِرْ

  وجعل نَهِر في نقابلة لَيْلِيٍّ كأَنه قال: لست بليليّ ولكني نهاريّ.

  وقالوا: نهارٌ أَنْهَرُ كَلَيْلٍ أَلْيَل ونَهارٌ نَهِرٌ كذلك؛ كلاهما على المبالغة.

  واسْتَنْهَرَ الشيءُ أَي اتسع.

  والنَّهار: فَرْخُ القَطا والغَطاط، والجمع أَنْهِرَةٌ، وقيل: النَّهار ذكر


(١) قوله [متى أتى] في نسخ من الصحاح متى أرى.