لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 245 - الجزء 5

  قال: الشعر لأَبي شقيق الباهلي واسمه جَزْءُ بن رَباح، قال: وقيل هو لزغبة الباهلي، قال: وقوله أَنوراً بمعنى أَنِفاراً سَرُعَ ذا يا فروق أَي ما أَسرعه، وذا فاعل سَرُعَ وأَسكنه للوزن، وما زائدة.

  والبين ههنا: الوصل، ومنه قوله تعالى: لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم؛ أَي وصْلُكم، قال: ويروى وحبل البين منتكث؛ ومنتكث: منتقض.

  وحذيق: مقطوع؛ وبعده:

  أَلا زَعَمَتْ علاقَةُ أَنَّ سَيْفي ... يُفَلِّلُ غَرْبَه الرأْسُ الحَليقُ؟

  وعلاقة: اسم محبوبته؛ يقول: أَزعمت أَن سيفي ليس بقاطع وأَن الحليف يفلل غربه؟ وامرأَة نَوارٌ: نافرة عن الشر والقبيح.

  والنَوارُ: المصدر، والنِّوارُ: الاسم، وقيل: النِّوارُ النِّفارُ من أَي شيء كان؛ وقد نارها ونَوَّرها واستنارها؛ قال ساعدة بن جؤية يصف ظبية:

  بِوادٍ حَرامٍ لم يَرُعْها حِبالُه ... ولا قانِصٌ ذو أَسْهُمٍ يَسْتَنِيرُها

  وبقرة نَوَارٌ: تنفر من الفحل.

  وفي صفة ناقة صالح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: هي أَنور من أَن تُحْلَبَ أَي أَنْفَرُ.

  والنَّوَار: النِّفارُ.

  ونُرْتُه وأَنرْتُه: نَفَّرْتُه.

  وفرس وَدِيق نَوارٌ إِذا استَوْدَقَت، وهي تريد الفحل، وفي ذلك منها ضَعْفٌ تَرْهَب صَوْلَةَ الناكح.

  ويقال: بينهم نائِرَةٌ أَي عداوة وشَحْناء.

  وفي الحديث: كانت بينهم نائرة أَي فتنة حادثة وعداوة.

  ونارُ الحرب ونائِرَتُها: شَرُّها وهَيْجها.

  ونُرْتُ الرجلَ: أَفْزَعْتُه ونَفَّرْتُه؛ قال:

  إِذا هُمُ نارُوا، وإِن هُمْ أَقْبَلُوا ... أَقْبَلَ مِمْساحٌ أَرِيبٌ مِفْضَلُ

  ونار القومُ وتَنَوَّرُوا انهزموا.

  واسْتَنارَ عليه: ظَفِرَ به وغلبه؛ ومنه قول الأَعشى:

  فأَدْرَكُوا بعضَ ما أَضاعُوا ... وقابَلَ القومُ فاسْتَنارُوا

  ونُورَةُ: اسم امرأَة سَحَّارَة؛ ومنه قيل: هو يُنَوِّرُ عليه أَي يُخَيِّلُ، وليس بعربيّ صحيح.

  الأَزهري: يقال فلان يُنَوِّرُ على فلان إِذا شَبَّه عليه أَمراً، قال: وليست هذه الكلمة عربية، وأَصلها أَن امرأَة كانت تسمى نُورَةَ وكانت ساحرة فقيل لمن فعل فعلها: قد نَوَّرَ فهو مُنَوِّرٌ.

  قال زيد بن كُثْوَةَ: عَلِقَ رجلٌ امرأَة فكان يَتَنَوَّرُها بالليل، والتَّنَوُّرُ مثل التَّضَوُّء، فقيل لها: إِن فلاناً يَتَنَوَّرُكِ، لتحذره فلا يرى منها إِلا حَسَناً، فلما سمعت ذلك رفعت مُقَدَّمَ ثوبها ثم قابلته وقالت: يا مُتَنَوِّراً هاه فلما سمع مقالتها وأَبصر ما فعلت قال: فبئسما أَرى هاه وانصرفت نفسه عنها، فصيرت مثلًا لكل من لا يتقي قبيحاً ولا يَرْعَوي لحَسَنٍ.

  ابن سيده: وأَما قول سيبويه في باب الإِمالة ابن نُور فقد يجوز أَن يكون اسماً سمي بالنور الذي هو الضوء أَو بالنُّورِ الذي هو جمع نَوارٍ، وقد يجوز أَن يكون اسماً صاغه لتَسُوغَ فيه الإِمالة فإِنه قد يَصوغ أَشياء فَتَسوغ فيها الإِمالة ويَصُوغ أَشياءَ أُخَرَ لتمتنع فيها الإِمالة.

  وحكى ابن جني فيه: ابن بُور، بالباء، كأَنه من قوله تعالى: وكنتم قوماً بُوراً، وقد تقدم.

  ومَنْوَرٌ: اسم موضع صَحَّتْ فيه الواوُ صِحَّتَها في مَكْوَرَةَ للعلمية؛ قال بشر بن أَبي خازم:

  أَلَيْلى على شَحْطِ المَزارِ تَذَكَّرُ؟ ... ومن دونِ لَيْلى ذو بِحارٍ ومَنْوَرُ