لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 253 - الجزء 5

  على غيره؛ قال:

  لما دَنا من ذاتِ حُسْنٍ مُهْجِر

  والهَجِيرُ: كالمُهْجِرِ؛ ومنه قول الأَعرابية لمعاوية حين قال لها: هل من غَدَاء؟ فقالت: نعم، خُبْزٌ خَمِير ولَبَنٌ هَجِير وماءٌ نَمِير أَي فائق فاضل.

  وجَمَلٌ هَجْر وكبشٌ هَجْر: حسن كريم.

  وهذا المكان أَهْجَر من هذا أَي أَحسن؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد:

  تَبَدَّلْتُ داراً من دِيارِكِ أَهْجَرَا

  قال ابن سيده: ولم نسمع له بفعل فعسى أَن يكون من باب أَحنك الشاتين وأَحنك البعيرين.

  وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَكرم، يقال في كل شيء؛ وينشد:

  وماء يَمانٍ دونه طَلَقٌ هَجْرُ

  يقول: طَلَقٌ لا طَلَقَ مثله.

  والهَاجِرُ: الجَيِّدُ الحَسَنُ من كل شيء.

  والهُجْرُ: القبيح من الكلام، وقد أَهْجَرَ في منطقه إِهْجاراً وهُجْراً؛ عن كراع واللحياني، والصحيح أَن الهُجْر، بالضم، الاسم من الإِهْجار وأَن الإِهْجارَ المصدر.

  وأَهْجَرَ به إِهْجاراً: استهزأَ به وقال فيه قولًا قبيحاً.

  وقال: هَجْراً وبَجْراً وهُجْراً وبُجْراً، إِذا فتح فهو مصدر، وإِذا ضم فهو اسم.

  وتكلم بالمَهاجِر أَي بالهُجْر، ورماه بِهاجِرات ومُهْجِرات، وفي التهذيب: بِمُهَجِّرات أَي فضائح.

  والهُجْرُ: الهَذيان.

  والهُجْر، بالضم: الاسم من الإِهْجار، وهو الإِفحاش، وكذلك إِذا أَكثر الكلام فيما لا ينبغي.

  وهَجَرَ في نومه ومرضه يَهْجُرُ هَجْراً وهِجِّيرَى وإِهْجِيرَى: هَذَى.

  وقال سيبويه: الهِجِّيرَى كثرة الكلام والقول السيّء.

  الليث: الهِجِّيرَى اسم من هَجَر إِذا هَذَى.

  وهَجَر المريضُ يَهْجُر هَجْراً، فهو هاجِرٌ، وهَجَرَ به في النوم يَهْجُر هَجْراً: حَلَمَ وهَذَى.

  وفي التنزيل العزيز: مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ وتُهْجِرُون؛ فَتُهْجِرُون تقولون القبيح، وتَهْجُرُونَ تَهْذُون.

  الأَزهري قال: الهاء في قوله ø للبيت العتيق تقولون نحن أَهله، وإِذا كان الليلُ سَمَرْتم وهَجَرْتُمُ النبيَّ، ، والقرآنَ، فهذا من الهَجْر والرَّفْضِ، قال: وقرأَ ابن عباس، ®: تُهْجِرُون، من أَهْجَرْتُ، وهذا من الهُجْر وهو الفُحْش، وكانوا يسبُّون النبي، ، إِذا خَلَوْا حولَ البيت ليلًا؛ قال الفراء: وإِن قُرئَ تَهْجُرون، جعل من وقولك هَجَرَ الرجلُ في منامه إِذا هَذَى، أَي أَنكم تقولون فيه ما ليس فيه وما لا يضره فهو كالهَذيان.

  وروي عن أَبي سعيد الخدري، ¥، أَنه كان يقول لبنيه: إِذا طفتم بالبيت فلا تَلْغُوا ولا تهْجُروا، يروى بالضم والفتح، من الهُجْر الفُحْش والتخليط؛ قال أَبو عبيد: معناه ولا تَهْذُوا، وهو مثل كلام المحموم والمُبَرْسَمِ.

  يقال: هَجَر يَهْجُر هَجْراً، والكلام مَهْجُور، وقد هَجَر المريضُ.

  وروي عن إِبراهيم أَنه قال في قوله ø: إِنَّ قومي اتَّخَذُوا هذا القرآنَ مَهْجُوراً، قال: قالوا فيه غير الحق، أَلم ترَ إِلى المريض إِذا هجر قال غير الحق؟ وعن مجاهد نحوه.

  وأَما قول النبي، : إِني كنت نَهَيْتُكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هُجْراً، فإِنَّ أَبا عبيد ذكر عن الكسائي والأَصمعي أَنهما قالا: الهُجْرُ الإِفحاش في المنطق والخنا، وهو بالضم، من الإِهْجار، يقال منه: يُهْجِرُ؛ كما قال الشماخ:

  كماجِدَةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ ... عليها كلاماً، جارَ فيه وأَهْجَرا