لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 271 - الجزء 5

  ووَأَرَها ووَأَرَ لها وَأْراً وإِرةً: عمل لها إِرَةً.

  قال أَبو حنيفة: الوُؤْرةُ في وزن الوُعْرَةِ حُفْرَة المَلَّةِ، والجمع وُأَرٌ مثل وُعَرٍ، ومنهم من يقول أُوَرٌ مثل عُوَرٍ، صَيَّرُوا الواو لما انضمت همزة وصيروا الهمزة التي بعدها واواً.

  والإِرَةُ: شحمة السَّنام.

  والإِرَةُ أَيضاً: لحم يطبخ في كرش.

  وفي الحديث: أُهْدِيَ لهم إِرَةٌ أَي لحم في كرش.

  ابن الأَعرابي: الإِرَةُ النار، والإِرَةُ الحُفْرة للنار، والإِرَةُ اسْتِعارُ النار وشدَّتها، والإِرَةُ الخَلْعُ، وهو أَن يُغْلَى اللحم والخل إِغلاءً ثم يحمل في الأَسفار، والإِرَةُ القَدِيدُ؛ ومنه خبر بلال: قال لنا رسول الله، : أَمعكم شيءٌ من الإِرَةِ؟ أَي القديد.

  قال أَبو عمرو: هو الإِرَةُ والقَدِيدُ والمُشَنَّقُ والمُشَرَّقُ والمُتَمَّرُ والموحر والمفرند⁣(⁣١) والوَشِيقُ.

  ويقال: ائْتِنا بِإِرَةٍ أَي بنارٍ.

  والإِرَةُ: العداوة أَيضاً؛ وأَنشد:

  لِمُعالِجِ الشَّحْناءِ ذي إِرَةٍ

  وقال أَبو عبيد: الإِرَةُ الموضع الذي تكون فيه الخُبْزَةُ، قال: وهي المَلَّةُ.

  قال: والخبزة هي المَلِيلُ.

  وأَرض وَئِرَةٌ، مثل فَعِلَةٍ، وهي شديدة الأُوارِ، وهو الحَرُّ، قال: وهي مقلوبة.

  الليث: يقال من الإِرَةِ: وأَرْتُ إِرَة، وهي إِرَةٌ مَوْؤُورَةٌ، قال: وهي مُسْتَوْقَدُ النار تحت الحَمَّامِ وتحت أَتُّونِ الجِرارِ والحَصَّاصَةِ، إِذا حَفَرْتَ حُفْرَة لإِيقاد النار.

  يقال: وأَرْتُها أَئِرُها وأْراً وإِرَةً.

  التهذيب: الوِئارُ الممدّدة وهي مَخاضُ الطين⁣(⁣٢) الذي يُلاطُ به الحِياض؛ قال:

  بذي وَدَعٍ يَحُلُّ بكُلّ وَهْدٍ ... رَوايا الماء يَظَّلِمُ الوِئارا

  وبر: الوَبَرُ: صوف الإِبل والأَرانب ونحوها، والجمع أَوْبارٌ.

  قال أَبو منصور: وكذلك وَبَرُ السَّمُّور والثعالب والفَنَكِ، الواحدة وَبَرَةٌ.

  وقد وَبِرَ البعير، بالكسر؛ وحاجى به ثعلبةُ بن عبيد فاستعمله للنحل فقال:

  شَتَتْ كَثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تَتَّقي ... ولا الذِّئْبَ تَخْشى، وهي بالبَلَدِ المُفْضي

  يقال: جمل وَبِرٌ وأَوْبَرُ إِذا كان كثير الوَبَرِ، وناقة وَبِرَةٌ ووَبْراءُ.

  وفي الحديث: أَحَبُّ إِليّ من أَهل الوَبَرِ والمَدَرِ أَي أَهل البوادي والمُدْنِ والقُرى، وهو من وَبَرِ الإِبل لأَن بيوتهم يتخذونها منه، والمَدَرُ جمع مَدَرَة، وهي البِنْيَةُ.

  وبناتُ أَوْبَرَ: ضَرْبٌ من الكمأَة مُزْغِبٌ؛ قال أَبو حنيفة: بناتُ أَوبَرَ كَمْأَةٌ كأَمثال الحصى صِغارٌ، يَكنَّ في النقص من واحدة إِلى عشر، وهي رديئة الطعم، وهي أَول الكمأَة؛ وقال مرة: هي مثل الكمأَة وليست بكمأَة وهي صغار.

  الأَصمعي: يقال للمُزْغِبَةِ من الكمأَة بناتُ أَوْبَرَ، واحدها ابن أَوبر، وهي الصغار.

  قال أَبو زيد: بناتُ الأَوْبَرِ كمأَةٌ صغار مُزْغِبَةٌ على لون التراب؛ وأَنشد الأَحمر:

  ولقد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلًا ... ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ

  أَي جنيت لك، كما قال تعالى: وإِذا كالوهم أَو وَزَنُوهم؛ قال الأَصمعي: وأَما قول الشاعر:

  ولقد نهيتك عن بنات الأَوبر


(١) قوله [والموحر والمفرند] كذا بالأَصل.

(٢) قوله [وهي مخاض الطين] عبارة القاموس محافر الطين.