لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 287 - الجزء 1

  بِناءٍ جَوْبةٌ أَي حتى صار الغَيْمُ والسَّحابُ مُحِيطاً بآفاق المدينةِ.

  والجَوْبةُ: الفُرْجةُ في السَّحابِ وفي الجبال.

  وانْجابَتِ السَّحابةُ: انْكَشَفَتْ.

  وقول العَجَّاج:

  حتى إذا ضَوْءُ القُمَيْرِ جَوَّبا ... لَيْلاً، كأَثْناءِ السُّدُوسِ، غَيْهَبا

  قال: جَوَّبَ أَي نَوَّرَ وكَشَفَ وجَلَّى.

  وفي الحديث: فانْجابَ السَّحابُ عن المدينةِ حتى صار كالإِكْلِيل أَي انْجَمَعَ وتَقَبَّضَ بعضُه إلى بعض وانْكَشَّفَ عنها.

  والجَوْبُ: كالبَقِيرة.

  وقيل: الجَوْبُ: الدِّرْعُ تَلْبَسُه المرأَةُ.

  والجَوْبُ: الدَّلْو الضَّخْمةُ، عن كراع.

  والجَوْبُ: التُّرْسُ، والجمع أَجْوابٌ، وهو المِجْوَبُ.

  قال لبيد:

  فأَجازَني منه بِطِرْسٍ ناطِقٍ ... وبكلِّ أَطْلَسَ، جَوْبُه في المَنْكِبِ

  يعني بكل حَبَشِيٍّ جَوْبه في مَنْكِبَيْه.

  وفي حديث غَزْوة أُحُدٍ: وأَبو طلحةَ مُجَوِّبٌ على النبي، ، بحَجَفَةٍ أَي مُتَرِّسٌ عليه يَقِيه بها.

  ويقال للتُّرْسِ أَيضاً: جَوبةٌ.

  والجَوْبُ: الكانُونُ.

  قال أَبو نخلةَ:

  كالجَوْبِ أَذْكَى جَمرَه الصَّنَوْبَرُ

  وجابانُ: اسمُ رجل، أَلفُه منقلبة عن واو، كأَنه جَوَبانُ، فقلبت الواو قلباً لغير علة، وإنما قيل فيه إنه فَعَلانُ ولم يقل إنه فاعال من ج ب ن لقول الشاعر:

  عَشَّيْتُ جابانَ، حتى اسْتَدَّ مَغْرِضُه ... وكادَ يَهْلِكُ، لولا أَنه اطَّافا

  قُولا لجَابانَ: فلْيَلْحَقْ بِطِيَّتِه ... نَوْمُ الضُّحَى، بَعْدَ نَوْمِ الليلِ، إِسْرافُ⁣(⁣١)

  فَتَركَ صَرْفَ جابانَ فدلَّ ذلك على أَنه فَعَلانُ ويقال: فلان فيه جَوْبانِ من خُلُقٍ أَي ضَرْبان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحدٍ.

  قال ذو الرمة:

  جَوْبَيْنِ مِن هَماهِمِ الأَغْوالِ

  أَي تَسْمَعُ ضَرْبَيْنِ من أَصوات الغِيلانِ.

  وفي صفةِ نَهَرِ الجنة: حافَتاه الياقوتُ المُجَيَّبُ.

  وجاءَ في مَعالِم السُّنَن: المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّبُ، بالباءِ فيهما على الشك، وأَصله: من جُبْتُ الشيءَ إذا قَطَعْتَه، وسنذكره أَيضاً في جيب.

  والجابَتانِ: موضِعانِ.

  قال أَبو صَخْرٍ الهُذلي:

  لمَن الدِّيارُ تَلُوحُ كالوَشْمِ ... بالجَابَتَيْنِ، فَرَوْضةِ الحَزْمِ

  وتَجُوبُ: قَبيلةٌ من حِمْيَر حُلَفاءُ لمُرادٍ، منهم ابن مُلْجَمٍ، لَعَنَه اللَّه.

  قال الكميت:

  أَلا إنَّ خَيْرَ الناسِ، بَعْدَ ثلاثةٍ ... قَتِيلُ التَّجُوِبيِّ، الذي جاءَ مِنْ مِصْرِ

  هذا قول الجوهري.

  قال ابن بري: البيت للوَليد بن عُقْبة، وليس للكميت كما ذكر، وصواب إنشاده:

  قَتِيلُ التُّجِيبِيِّ الذي جاءَ من مصرِ


(١) قوله [إسراف] هو بالرفع في بعض نسخ المحكم وبالنصب كسابقه في بعضه أيضاً وعليها فلا اقواء.