لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الياء]

صفحة 302 - الجزء 5

  كذا وكذا.

  واليَعُورَةُ واليَعُورُ: الشاة تبول على حالبها وتَبْعَرُ فيفسد اللبن؛ قال الجوهري: هذا الحرف هكذا جاء، قال: وقال أَبو الغَوْثِ هو البَعُورُ، بالباء، يجعله مأُخوذاً من البَعَرِ والبَوْلِ.

  قال الأَزهري: هذا وهَمٌ، شاة يَعُور إِذا كانت كثيرة اليُعارِ، وكأَن الليث رأَى في بعض الكتب شاة يعور فصحَّفه وجعله شاة بعور، بالباء.

  واليَعارَةُ: أَن يُعارِضَ الفحلُ الناقةَ فيعارضها معارضة من غير أَن يُرْسَلَ فيها.

  قال ابن سيده: واعترض الفحلُ الناقةَ يَعارَةً إِذا عارضها فَتَنَوَّخَها، وقيل: اليَعارَةُ أَن لا تُضْرَبَ مع الإِبل ولكن يُقادُ إِليها الفحلُ وذلك لكرمها؛ قال الراعي يصف إِبلًا نجائب وأَن أَهلها لا يَغْفُلون عن إِكرامها ومراعاتها، وليست للنتاج فهنّ لا يضرب فيهن فحل إِلا معارضة من غير اعتماد، فإِن شاءت أَطاعته وإِن شاءت امتنعت منه فلا تُكره على ذلك:

  قلائص لا يُلْقَحْنَ إِلا يَعارَةً ... عِراضاً، ولا يُشْرَيْنَ إِلا غَوالِيا

  لا يشرين إِلا غواليا أَي لكونها لا يوجد مثلها إِلا قليلًا.

  قال الأَزهري: قوله يقاد إِليها الفحل محال، ومعنى بيت الراعي هذا أَنه وصف نجائب لا يرسل فيها الفحل ضِنّاً بِطِرْقِها وإِبقاءً لقوّتها على السير لأَن لِقاحَها يُذهِبُ مُنَّتَها، وإِذا كانت عائطاً فهو أَبقى لسيرها وأَقل لتعبها، ومعنى قوله إِلا يَعارَةً، يقول: لا تُلْقَحُ إِلا أَن يُفْلِتَ فحل من إِبل أُخرى فَيَعِير ويضربها في عَيرَانِه؛ وكذلك قال الطِّرِمَّاحُ في نجيبة حَمَلَت يَعارَةً فقال:

  سَوْفَ تُدْنِيكَ من لَمِيسٍ سَبَنْتاةٌ ... أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ

  أَنْضَجَتْه عشرينَ يوماً، ونِيلَتْ ... حين نِيلَتْ يَعارَةً في عِراضِ

  أَراد أَن الفحل ضربها يَعارَةً، فلما مضى عليها عشرون ليلة من وقتِ طَرَقها الفحلُ أَلقت ذلك الماء الذي كانت عقدت عليه فبقيت مُنَّتُها كما كانت؛ قال أَبو الهيثم: معنى اليَعارَةِ أَن الناقة إِذا امتنعت على الفحل عارَتْ منه أَي نَفَرَتْ، تعارُ، فَيُعارِضها الفحلُ في عَدوِها حتى يَنالها فَيَسْتَنِيخَها ويضربها.

  قال: وقوله يَعارَةً إِنما يريد عائرةً فجعل يَعارة اسماً لها وزاد فيه الهاء، وكان حقه أَن يقال عارَتْ تَعِيرُ فقال تعارُ لدخول أَحد حروف الحلق فيه.

  واليَعْرُ: ضرب من الشجر.

  وفي حديث خزيمة: وعاد لها اليَعارُ مُجْرَنْثِماً؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية وفسر أَنه شجرة في الصحراء تأْكلها الإِبل، وقد وقع هذا الحديث في عدّة تراجم.

  ويَعْرٌ: بلد؛ وبه فسر السُّكَّرِيُّ قول ساعدة بن العَجْلان:

  تَرَكْتَهُمُ وظَلْتَ بِجَرِّ يَعْرٍ ... وأَنتَ زَعَمْتَ ذو خَبَبٍ مُعِيدُ

  يمر: اليامُورُ، بغير همز: الذَّكَرُ من الأَيِّل.

  الليث: اليامُورُ من البحر، يجري على من قتله في الحرم أَو الإِحرام الحكْمُ، وذكر عمرو بن بحر اليامُورَ في باب الأَوعال الجبلية والأَياييل والأَرْوَى، وهو اسم لجنس منها بوزن اليَعْمُور؛ واليَعْمُورُ: الجَدْيُ،