لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة]

صفحة 315 - الجزء 5

  بِعِجْلِزَةٍ قد أَتْرَزَ الجَرْيُ لَحْمَها ... كُمَيْتٍ، كأَنها هِراوَةُ مِنْوالِ

  ثم كثر ذلك في كلامهم حتى سَمَّوا الموتَ تارِزاً؛ قال الشماخ:

  كأَنَّ الذي يَرْمي من الموت تارِزٌ

  وفي حديث مجاهد: لا تقوم الساعة حتى يَكْثُرَ التُّرازُ؛ هو بالضم والكسر: موت الفجأَة؛ وأَصله من تَرَزَ الشيءُ إِذا يَبِسَ، وسُمِّيَ المَيِّتُ تارزاً لأَنه يابِسٌ.

  وفي حديث الأَنصاري الذي كان يَسْتَقي لِيَهُودِيٍّ كلَّ دلو بتمرة: واشترط أَن لا يأْخذ تمرةً تارِزَةً أَي حَشَفَةً يابسةً.

  ترمز: التُّرامِزُ من الإِبل: الذي إِذا مَضَغَ رأَيتَ دماغه يَرْتَفِعُ ويَسْفُلُ، وقيل: هو القوي الشديد.

  قال ابن جني: ذهب أَبو بكر إِلى أَن التاء فيها زائدة ولا وجه لذلك لأَنها في موضع عين عذافر، فهذا يقضي بكونها أَصلًا وليس معنى اشتقاق فيقطع بزيادتها؛ أَنشد أَبو زيد:

  إِذا أَرَدْتَ طَلَبَ المَفاوِزِ ... فاعْمِدْ لكُلِّ بازِلٍ تُرامِزِ

  وقال أَبو عمرو: جَمَلٌ تُرامِزُ إِذا أَسَنَّ فترى هامته تَرَمَّزُ إِذا اعتلف.

  وارْتَمَزَ رأْسُه إِذا تحرك؛ قال أَبو النجم:

  شُمُّ الذُّرَى مُرْتَمِزاتُ الهام

  توز: التُّوزُ: الطبيعة والخُلُقُ كالتُّوسِ.

  والتُّوزُ: الأَصل.

  والأَتْوَزُ: الكريم الأَصل.

  والتُّوزُ أَيضاً: شجر.

  وتُوزُ: موضع بين مكة والكوفة؛ قال:

  بَيْنَ سَمِيراءَ وبَيْنَ تُوزِ

  تيز: التَّيَّاز: الرجل المُلَزَّزُ المفاصل الذي يَتَتَيَّزُ في مِشْيَتِه لأَنه يَتَقَلَّعُ من الأَرض تَقَلُّعاً؛ وأَنشد:

  تَيَّازَةٌ في مَشْيِها قُناخِرَه

  الفراء: رجل تَيَّازٌ كثيرُ العَضَلِ، وهو اللحم.

  وتازَ يَتُوزُ تَوْزاً ويَتِيزُ تَيْزاً إِذا غَلُظَ؛ وأَنشد:

  تُسَوَّى على غُسْنٍ فَتازَ خَصِيلُها

  قال: فمن جعل تازَ من يَتِيزُ جعل التَّيَّازَ فَعَّالًا، ومن جعله من يَتُوزُ جعله فَيْعالًا كالقَيَّام والدَّيَّار من قامَ ودَارَ.

  وقوله تازَ خَصِيلُها أَي غَلُظَ.

  وتازَ السهم في الرَّمِيَّةِ أَي اهتزَّ فيها.

  وتَتَيَّزَ في مشْيَتِه: تَقَلَّعَ.

  والتَّيَّازُ من الرجال: القصير الغليظ المُلَزَّزُ الخَلْقِ الشديدُ العَضَلِ مع كثرة لحم فيها.

  ويقال للرجل إِذا كان فيه غلظ وشدة: تَيَّازٌ؛ قال القَطَامِيُّ يصف بَكْرَةً اقْتَضَبَهَا وقد أَحسن القيام عليها إِلى أَن قويت وسمِنت وصارت بحيث لا يقدر على ركوبها لقوَّتها وعزة نفسها:

  فلما أَنْ جَرَى سِمَنٌ عليها ... كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السِّيَاعا

  أَمَرْتُ بها الرِّجالَ ليَأْخُذُوها ... ونحن نظُنُّ أَن لا تُسْتَطاعا

  إِذا التَّيَّازُ ذو العَضَلاتِ قلنا ... إِليكَ إِليكَ ضاقَ بها ذِراعا

  قال ابن بري: هكذا أَنشده الجوهري وغيره إِليك إِليك وفسر في شعره أَن إِليك بمعنى خذها لتركبها وتَرُوضَها؛ قال: وهذا فيه إِشكال لأَن سيبويه وجميع البصريين ذهبوا إِلى أَن إِليك بمعنى تَنَحَّ وأَنها غير متعدية إِلى مفعول، وعلى ما فسروه في البيت يقضي أَنها متعدية لأَنهم جعلوها بمعنى خذها؛ قال: ورواه أَبو