لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

حرف السين المهملة

صفحة 7 - الجزء 6

  إِنما تسمحوا بجمعه، وإِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر، والمصدر قلما يجمع إِلا ما قد حدّ النحويون من المحفوظ كالأَمراض والأَشغال والعقول.

  وأَسَّسَ بالحرف: جعله تأْسيساً، وإِنما سمي تأْسيساً لأَنه اشتق من أُسِّ الشيء؛ قال ابن جني: أَلف التأْسيس كأَنها أَلف وأَصلها أُخذ من أُسِّ الحائط وأَساسه، وذلك أَن أَلف التأْسيس لتقدّمها والعناية بها والمحافظة عليها كأَنها أُسُّ القافية اشتق⁣(⁣١) من أَلف التأْسيس، فأَما الفتحة قبلها فجزء منها.

  والأَسُّ والإِسُّ والأُسُّ: الإِفساد بين الناس، أَسَّ بينهم يَؤُس أَسّاً.

  ورجل أَسَّاسٌ: نَمّام مفسد.

  الأُمَويُّ: إِذا كانت البقية من لحم قيل أَسَيْتُ له من اللحم أَسْياً أَي أَبْقَيْتُ له، وهذا في اللحم خاصة.

  والأُسُّ: بقية الرَّماد بين الأَثافيّ.

  والأُسُّ: المُزَيِّن للكذب.

  وإِسْ إِسْ: من زجر الشاة، أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً، وقال بعضهم: نَسّاً.

  وأَسَّ بها: زجرها وقال: إِسْ إِسْ، وإِسْ إِسْ: زجر للغنم كإِسَّ إِسَّ.

  وأُسْ أُسْ: من رُقى الحَيَّاتِ.

  قال الليث: الرَّاقون إِذا رقَوا الحية ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه قال لها: أُسْ، فإِنها تخضَع له وتَلين.

  وفي الحديث: كتب عمر إِلى أَبي موسى: أَسَّسْ بين الناس في وَجْهِك وعَدْلِك أَي سَوِّ بينهم.

  قال ابن الأَثير: وهو من ساس الناسَ يَسوسُهم، والهمزة فيه زائدة، ويروى: آسِ بين الناس من المُواساة.

  ألس: الأَلْسُ والمُؤَالَسَة: الخِداع والخيانة والغشُّ والسَّرَقُ، وقد أَلَس يأْلِس، بالكسر، أَلْساً.

  ومنه قولهم: فلان لا يُدالِسُ ولا يُؤَالِسُ، فالمُدالَسَةُ من الدَّلْس، وهو الظُّلْمَةُ، يراد به لا يُغَمِّي عليك الشيء فيُخْفيه ويستر ما فيه من عيب.

  والمُؤَالَسَةُ: الخِيانة؛ وأَنشد:

  هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فيهمُ ... وهمُ يَمْنَعُونَ جارَهمْ أَن يُقَرَّدا

  والأَلْسُ: أَصله الوَلْسُ، وهو الخيانة.

  والأَلْسُ: الأَصلُ السُّوء.

  والأَلْس: الغدر.

  والأَلْسُ: الكذب.

  والأَلْسُ والأُلْسُ: ذهاب العقل وتَذْهيله؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:

  فقلتُ: إِن أَسْتَفِدْ عِلْماً وتَجْرِبَةً ... فقد تردَّدَ فيكَ الخَبْلُ والأَلْسُ

  وفي حديث النبي، ، أَنه دعا فقال: اللهم إِني أَعوذ بك من الأَلْسِ والكِبْرِ؛ قال أَبو عبيد: الأَلْسُ هو اختلاط العقل، وخطَّأَ ابن الأَنباري من قال هو الخيانة.

  والمأْلُوس: الضعيف العقل.

  وأُلِسَ الرجلُ أَلْساً، فهو مأْلوس أَي مجنون ذهب عقله؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال الراجز:

  يَتْبَعْنَ مِثْلَ العُجَّ المَنْسوسِ ... أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَةَ المَأْلوسِ

  وقال مرة: الأَلْسُ الجُنون.

  يقال: إِن به لأَلْساً أَي جُنوناً؛ وأَنشد:

  يا جِرَّتَيْنا بالحَبابِ حَلْسا ... إِنْ بنا أَو بكمُ لأَلْسا

  وقيل: الأَلْسُ الرَّيبةُ وتَغَيُّر الخُلُق من ريبة، أَو تغير الخُلُقِ من مرض.

  يقال: ما أَلَسَكَ.

  ورجل مَأْلوس: ذاهب العقل والبدن.

  وما ذُقْتُ عنده أَلوساً أَي شيئاً من الطعام.

  وضربه مائة فما تأَلَّسَ أَي ما تَوَجَّع، وقيل: فما تَحَلَّس بمعناه.

  أَبو عمرو: يقال للغريم إِنه ليَتَأَلَّس


(١) قوله [كأنها اس القافية اشتق الخ] هكذا في الأَصل.