لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 41 - الجزء 6

  وشُهْدٌ أَي غليظ.

  وفي حديث النساءِ: بِزَوْلَةٍ وجَلْسِ.

  ويقال: امرأَة جَلْسٌ للتي تجلس في الفِناء ولا تبرح؛ قالت الخَنْساء:

  أَمّا لَياليَ كنتُ جارِيةً ... فَحُفِفْتُ بالرٍقَباء والجَلْسِ

  حتى إِذا ما الخِدْرُ أَبْرَزَني ... نُبِذَ الرِّجالُ بِزَوْلَةٍ جَلْسِ

  وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني ... وحمٍ يَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ

  قال ابن بري: الشعر لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ، قال: وليس للخنساء كما ذكر الجوهري، وكان حُمَيْدٌ خاطب امرأَة فقالت له: ما طَمِعَ أَحدٌ فيّ قط، وذكرت أَسبابَ اليَأْسِ منها فقالت: أَما حين كنتُ بِكْراً فكنت محفوفة بمن يَرْقُبُني ويحفظني محبوسةً في منزلي لا أُتْرَكُ أَخْرُجُ منه، وأَما حين تزوَّجت وبرز وجهي فإِنه نُبِذَ الرجالُ الذين يريدون أَن يروني بامرأَة زَوْلَةٍ فَطِنَةٍ، تعني نفسها، ثم قالت: ورُمِيَ الرجالُ أَيضاً بامرأَة شوهاء أَي حديدة البصر ترقبني وتحفظني ولي حَمٌ في البيت لا يبرح كالحِلْسِ الذي يكون للبعير تحت البرذعة أَي هو ملازم للبيت كما يلزم الحِلْسُ برذعة البعير، يقال: هو حِلْسُ بيته إِذا كان لا يبرح منه.

  والجَلْسُ: الصخرة العظيمة الشديدة.

  والجَلْسُ: ما ارتفع عن الغَوْرِ، وزاد الأَزهري فخصص: في بلاد نَجْدٍ.

  ابن سيده: الجَلْسُ نَجْدٌ سميت بذلك.

  وجَلَسَ القومُ يَجْلِسونَ جَلْساً: أَتوا الجَلْسَ، وفي التهذيب: أَتوا نَجْداً؛ قال الشاعر:

  شِمالَ مَنْ غارَ به مُفْرِعاً ... وعن يَمينِ الجالِسِ المُنْجدِ

  وقال عبد اللَّه بن الزبير:

  قُلْ للفَرَزْدَقِ والسَّفاهَةُ كاسْمِها: ... إِن كنتَ تارِكَ ما أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ

  أَي ائْتِ نَجْداً؛ قال ابن بري: البيت لمَرْوان ابن الحَكَمِ وكان مروان وقت ولايته المدينة دفع إِلى الفرزدق صحيفة يوصلها إِلى بعض عماله وأَوهمه أَن فيها عطية، وكان فيها مثل ما في صحيفة المتلمس، فلما خرج عن المدينة كتب إِليه مروان هذا البيت:

  ودَعِ المدينةَ إِنَّها مَحْرُوسَةٌ ... واقْصِدْ لأَيْلَةَ أَو لبيتِ المَقْدِسِ

  أَلْقِ الصحيفةَ يا فَرَزْدَقُ، إِنها ... نَكْراءُ، مِثلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ

  وإِنما فعل ذلك خوفاً من الفرزدق أَن يفتح الصحيفة فيدري ما فيها فيتسلط عليه بالهجاء.

  وجَلَسَ السحابُ: أَتى نَجْداً أَيضاً؛ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة:

  ثم انتهى بَصَري، وأَصْبَحَ جالِساً ... منه لنَجْدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ

  وعداه باللام لأَنه في معنى عامداً له.

  وناقة جَلْسٌ: شديدة مَشْرِفَة شبهت بالصخرة، والجمع أَجْلاسٌ؛ قال ابن مقبل:

  فأَجْمَعُ أَجْلاساً شِداداً يَسُوقُها ... إِليَّ، إِذا راحَ الرِّعاءُ، رِعائِيا

  والكثير جِلاسٌ، وجَمَلٌ جَلْسٌ كذلك، والجمع جِلاسٌ.

  وقال اللحياني: كل عظيم من الإِبل والرجال جَلْسٌ.

  وناقة جَلْسٌ وجَمَلٌ جَلْسٌ: وثيق جسيم، قيل: أَصله جَلْزٌ فقلبت الزاي سيناً كأَنه جُلِزَ جَلْزاً أَي فتل حتى اكْتَنَزَ واشتد أَسْرُه؛ وقالت طائفة: يُسَمَّى جَلْساً لطوله وارتفاعه.

  وفي