لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 49 - الجزء 6

  والحَرْسانِ: الجَبَلانِ يقال لأَحدهما حَرْسُ قَسا؛ وقال:

  هُمُ ضَرَبُوا عن قَرْحِها بِكَتِيبَةٍ ... كبَيْضاءِ حَرْسٍ في طَرائِفِها الرَّجْلُ⁣(⁣١)

  البيضاء: هَضْبَةٌ في الجَبَلِ.

  حربس: أَرض حَرْبَسِيسٌ: صُلْبَة كعَرْبَسيس.

  حرقس: الحُرْقُوسُ: لغة في الحُرْقُوص وهو مذكور في باب الصاد.

  حرمس: الحِرْمِسُ: الأَمْلَسُ.

  والحِرْماسُ: الأَمْلَسُ.

  وأَرض حِرْماس: صُلبة شديدة.

  أَبو عمرو: بلد حِرْماس أَي أَملس؛ وأَنشد:

  جاوَزْنَ رَمْلَ أَيْلَةَ الدَّهَاسا ... وبَطْنَ لُبْنَى بَلَداً حِرْماسا

  وسِنونَ حَرامِسُ أَي شِدادٌ مُجْدِبَةٌ، واحدها حِرْمِسٌ.

  حسس: الحِسُّ والحَسِيسُ: الصوتُ الخَفِيُّ؛ قال اللَّه تعالى: لا يَسْمَعُون حَسِيسَها.

  والحِسُّ، بكسر الحاء: من أَحْسَسْتُ بالشيء.

  حسَّ بالشيء يَحُسُّ حَسّاً وحِسّاً وحَسِيساً وأَحَسَّ به وأَحَسَّه: شعر به؛ وأَما قولهم أَحَسْتُ بالشيء فعلى الحَذْفِ كراهية التقاء المثلين؛ قال سيبويه: وكذلك يفعل في كل بناء يُبْنى اللام من الفعل منه على السكون ولا تصل إِليه الحركة شبهوها بأَقَمْتُ.

  الأَزهري: ويقال هل أَحَسْتَ بمعنى أَحْسَسْتَ، ويقال: حَسْتُ بالشيء إِذا علمته وعرفته، قال: ويقال أَحْسَسْتُ الخبَرَ وأَحَسْتُه وحَسَيتُ وحَسْتُ إِذا عرفت منه طَرَفاً.

  وتقول: ما أَحْسَسْتُ بالخبر وما أَحَسْت وما حَسِيتُ ما حِسْتُ أَي لم أَعرف منه شيئا⁣(⁣٢).

  قال ابن سيده: وقالوا حَسِسْتُ به وحَسَيْتُه وحَسِيت به وأَحْسَيْتُ، وهذا كله من محوَّل التضعيف، والاسم من كل ذلك الحِسُّ.

  قال الفراء: تقول من أَين حَسَيْتَ هذا الخبر؛ يريدون من أَين تَخَبَرْته.

  وحَسِسْتُ بالخبر وأَحْسَسْتُ به أَي أَيقنت به.

  قال: وربما قالوا حَسِيتُ بالخبر وأَحْسَيْتُ به، يبدلون من السين ياء؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:

  خَلا أَنَّ العِتاقَ من المَطايا ... حَسِينَ به، فهنّ إِليه شُوسُ

  قال الجوهري: وأَبو عبيدة يروي بيت أَبي زبيد:

  أَحَسْنَ به فهن إليه شُوسُ

  وأَصله أَحْسَسْنَ، وقيل أَحْسَسْتُ؛ معناه ظننت ووجدت.

  وحِسُّ الحمَّى وحِساسُها: رَسُّها وأَولها عندما تُحَسُّ؛ الأَخيرة عن اللحياني.

  الأَزهري: الحِسُّ مس الحُمَّى أَوّلَ ما تَبْدأُ، وقال الأَصمعي: أَول ما يجد الإِنسان مَسَّ الحمى قبل أَن تأْخذه وتظهر، فذلك الرَّسُّ، قال: ويقال وَجَدَ حِسّاً من الحمى.

  وفي الحديث: أَنه قال لرجل متى أَحْسَسْتَ أُمْ مِلْدَمٍ؟ أَي متى وجدت مَسَّ الحمى.

  وقال ابن الأَثير: الإِحْساسُ العلم بالحواسِّ، وهي مَشاعِرُ الإِنسان كالعين والأُذن والأَنف واللسان واليد، وحَواسُّ الإِنسان: المشاعر الخمس وهي


(١) قوله [عن قرحها] الذي في ياقوت: عن وجهها.

(٢) عبارة المصباح: وأحس الرجل الشيء إحساساً علم به، وربما زيدت الباء فقيل: أحسّ به على معنى شعر به. وحسست به من باب قتل لغة فيه، والمصدر الحس، بالكسر، ومنهم من يخفف الفعلين بالحذف يقول: أحسته وحست به، ومنهم من يخفف فيهما بإبدال السين ياء فيقول: حسيت وأَحسيت وحست بالخبر من باب تعب ويتعدى بنفسه فيقال: حست الخبر، من باب قتل. اه. باختصار.