لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 51 - الجزء 6

  الحديث: إِن الشيطان حَسَّاس لَحَّاسٌ؛ أَي شديد الحسَّ والإَدراك.

  وما سمع له حِسّاً ولا جِرْساً؛ الحِسُّ من الحركة والجِرْس من الصوت، وهو يصلح للإِنسان وغيره؛ قال عَبْدُ مَناف بن رِبْعٍ الهُذَليّ:

  وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغَمَةٌ ... حِسَّ الجَنُوبِ تَسُوقُ الماءَ والبَرَدا

  والحِسُّ: الرَّنَّةُ.

  وجاءَ بالمال من حِسَّه وبِسِّه وحَسِّه وبَسِّه، وفي التهذيب: من حَسِّه وعَسِّه أَي من حيث شاءَ.

  وجئني من حَسِّك وبَسِّك؛ معنى هذا كله من حيث كان ولم يكن.

  وقال الزجاج: تأْويله جئ به من حيث تُدركه حاسَّةٌ من حواسك أَو يُدركه تَصَرُّفٌ من تَصَرٍّفِك.

  وفي الحديث أَن رجلاً قال: كانت لي ابنة عم فطلبتُ نَفْسَها، فقالت: أَو تُعْطيني مائة دينار؟ فطلبتها من حِسِّي وبِسِّي؛ أَي من كل جهة.

  وحَسَّ، بفتح الحاء وكسر السين وترك التنوين: كلمة تقال عند الأَلم.

  ويقال: إِني لأَجد حِسّاً من وَجَعٍ؛ قال العَجَّاجُ:

  فما أَراهم جَزَعاً بِحِسِّ ... عَطْفَ البَلايا المَسَّ بعد المَسِّ

  وحَرَكاتِ البَأْسِ بعد البَأْسِ ... أَن يَسْمَهِرُّوا لضِراسِ الضَّرْسِ

  يسمهرّوا: يشتدوا.

  والضِّراس: المُعاضَّة.

  والضَّرْسُ: العَضُّ.

  ويقال: لآخُذَنَّ منك الشيء بِحَسٍّ أَو بِبَسٍّ أَي بمُشادَّة أَو رفق، ومثله: لآخذنه هَوْناً أَو عَتْرَسَةً.

  والعرب تقول عند لَذْعة النار والوجع الحادِّ: حَسِّ بَسِّ، وضُرِبَ فما قال حَسٍّ ولا بَسٍّ، بالجر والتنوين، ومنهم من يجر ولا ينوَّن، ومنهم من يكسر الحاء والباء فيقول: حِسٍّ ولا بِسٍّ، ومنهم من يقول حَسّاً ولا بَسّاً، يعني التوجع.

  ويقال: اقْتُصَّ من فلان فما تَحَسَّسَ أَي ما تَحَرَّك وما تَضَوَّر.

  الأَزهري: وبلغنا أَن بعض الصالحين كان يَمُدُّ إِصْبعه إِلى شُعْلَة نار فإِذا لذعته قال: حَسِّ حَسِّ كيف صَبْرُكَ على نار جهنم وأَنت تَجْزَعُ من هذا؟ قال الأَصمعي: ضربه فما قال حَسِّ، قال: وهذه كلمة كانت تكره في الجاهلية، وحَسِّ مثل أَوَّه، قال الأَزهري: وهذا صحيح.

  وفي الحديث: أَنه وضع يده في البُرْمَة ليأْكل فاحترقت أَصابعه فقال: حَسِّ؛ هي بكسر السين والتشديد، كلمة يقولها الإِنسان إِذا أَصابه ما مَضَّه وأَحرقه غفلةً كالجَمْرة والضَّرْبة ونحوها.

  وفي حديث طلحة، ¥: حين قطعت أَصابعه يوم أُحُدٍ قال: حَسَّ، فقال رسول اللَّه، : لو قلت بسم اللَّه لرفعتك الملائكة والناس ينظرون.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، كان ليلة يَسْري في مَسِيره إِلى تَبُوك فسار بجنبه رجل من أَصحابه ونَعَسا فأَصاب قَدَمُه قَدَمَ رسول اللَّه، ، فقال: حَسِّ؛ ومنه قول العجاج، وقد تقدم.

  وبات فلانٌ بِحَسَّةٍ سَيِّئة وحَسَّةِ سَوْءٍ أَي بحالة سَوْءٍ وشدّة، والكسر أَقيس لأَن الأَحوال تأْتي كثيراً على فِعْلَة كالجِيْئَةِ والتَّلَّةِ والبِيْئَةِ.

  قال الأَزهري: والذي حفظناه من العرب وأَهل اللغة: بات فلان بجيئة سوء وتلة سوء وبيئة سوء، قال: ولم أَسمع بحسة سوء لغير الليث.

  وقال اللحياني: مَرَّتْ بالقوم حَواسُّ أَي سِنُونَ شِدادٌ.

  والحَسُّ: القتل الذريع.

  وحَسَسْناهم أَي استَأْصلناهم قَتْلاً.

  وحَسَّهم يَحُسُّهم حَسّاً: قتلهم