[فصل الحاء المهملة]
  قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا الرجز بمعدن الملك؛ وقبله:
  إِن أَبا العباس أَولَى نَفْسِ
  وأَبو العباس هو الوليد بن عبد الملك، أَي هو أَولى الناس بالخلافة وأَولى نفس بها، وقوله:
  ليس بمقلوع ولا منحس
  أَي ليس بمحوّل عنه ولا مُنْقَطِع.
  الأَزهري: والحُساسُ مثل الجُذاذ من الشيء، وكُسارَةُ الحجارة الصغار حُساسٌ؛ قال الراجز يذكر حجارة المنجنيق:
  شَظِيَّة من رَفْضَّةِ الحُساسِ ... تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِم التَّرَّاسِ
  والحَسُّ والاحْتِساسُ في كل شيء: أَن لا يترك في المكان شيء.
  والحُساس: سمك صِغار بالبحرين يجفف حتى لا يبقى فيه شيء من مائه، الواحدة حُساسَة.
  قال الجوهري: والحُساس، بالضم، الهِفُّ، وهو سمك صغار يجفف.
  والحُساسُ: الشُّؤْمُ والنَّكَدُ.
  والمَحْسوس: المشؤوم؛ عن اللحياني.
  ابن الأَعرابي: الحاسُوس المشؤوم من الرجال.
  ورجل ذو حُساسٍ: ردِيء الخُلُقِ؛ قال:
  رُبَّ شَريبٍ لك ذي حُساسِ ... شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِي
  فالحُساسُ هنا يكون الشُّؤْمَ ويكون رَداءة الخُلُق.
  وقال ابن الأَعرابي وحده: الحُساسُ هنا القتل، والشريب هنا الذي يُوارِدُك على الحوض؛ يقول: انتظارك إِياه قتل لك ولإِبلك.
  والحِسُّ: الشر؛ تقول العرب: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ؛ الإِسُّ هنا الأَصل، تقول: أَلحق الشر بأَهله؛ وقال ابن دريد: إِنما هو أَلصِقوا الحِسَّ بالإِسِّ أَي أَلصقوا الشر بأُصول من عاديتم.
  قال الجوهري: يقال أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ، معناه أَلحق الشيء بالشيء أَي إِذا جاءَك شيء من ناحية فافعل مثله.
  والحِسُّ: الجَلْدُ.
  وحَسَّ الدابة يَحُسُّها حَسّاً: نفض عنها التراب، وذلك إِذا فَرْجَنها بالمِحَسَّة أَي حَسَّها.
  والمِحَسَّة، بكسر الميم: الفِرْجَوْنُ؛ ومنه قول زيد بن صُوحانَ حين ارْتُثَّ يوم الجمل: ادفنوني في ثيابي ولا تَحُسُّوا عني تراباً أَي لا تَنْفُضوه، من حَسَّ الدابة، وهو نَفْضُكَ التراب عنها.
  وفي حديث يحيى بن عَبَّاد: ما من ليلة أَو قرية إِلا وفيها مَلَكٌ يَحُسُّ عن ظهور دواب الغزاة الكَلالَ أَي يُذْهب عنها التَّعَب بَحسِّها وإِسقاط التراب عنها.
  قال ابن سيده: والمِحَسَّة، مكسورة، ما يُحَسُّ به لأَنه مما يعتمل به.
  وحَسَسْتُ له أَحِسُّ، بالكسر، وحَسِسْتُ حِسّاً فيهما: رَقَقْتُ له.
  تقول العرب: إِن العامِرِيَّ ليَحِسَّ للسَّعْدِي، بالكسر، أَي يَرِقُّ له، وذلك لما بينهما من الرَّحِم.
  قال يعقوب: قال أَبو الجَرَّاحِ العُقَيْلِيُّ ما رأَيت عُقيليّاً إِلا حَسَسْتُ له؛ وحَسِسْتُ أَيضاً، بالكسر: لغة فيه؛ حكاها يعقوب، والاسم الحِسُّ؛ قال القُطامِيُّ:
  أَخُوكَ الذي تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُه ... وتَرْفَضُّ، عند المُحْفِظاتِ، الكتائِفُ
  ويروى: عند المخطفات.
  قال الأَزهري: هكذا روى أَبو عبيد بكسر الحاء، ومعنى هذا البيت معنى المثل السائر: الحَفائِظُ تُحَلِّلُ الأَحْقادَ، يقول: إِذا رأَيتُ قريبي يُضام وأَنا عليه واجدٌ أَخرجت ما في قلبي من السَّخِيمة له ولم أَدَعْ نُضْرَته ومعونته، قال: والكتائف الأَحقاد، واحدتها كَتِيفَة.
  وقال أَبو زيد: