لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 204 - الجزء 6

  لَبِسْتُ لِغالِبٍ أُذُنَيَّ، حتَّى ... أَراد لقَوْمِه أَنْ يأْكُلُوني

  يقول: تغافَلْت له حتى أَطمَعَ قومَه فيَّ.

  واللَّبْسُ واللَّبَسُ: اختلاط الأَمر.

  لبَسَ عليه الأَمرَ يَلْبِسُه لَبْساً فالْتَبَسَ إِذا خَلَطَه عليه حتى لا يعرِف جِهَتَه.

  وفي المَوْلَدِ والمَبْعَثِ: فجاء المَلَكُ فشقَّ عن قلبه، قال: فَخِفْتْ أَن يكون قد الْتُبِسَ بي أَي خُولِطْت في عَقْلي، من قولك في رَأْيه لَبْسٌ أَي اختلاطٌ، ويقال للمجنون: مُخالَط.

  والْتَبَسَ عليه الأَمر أَي اختلَطَ واشْتَبَه.

  والتَّلْبيسُ: كالتَّدْليس والتَّخليط، شُدِّد للمبالغة، ورجل لَبَّاسٌ ولا تقل مُلَبَّس.

  وفي حديث جابر: لما نزل قوله تعالى: أَو يُلْبِسَكُم شِيَعاً؛ اللَّبْس: الخلْط.

  يقال: لَبَسْت الأَمر، بالفتح، أَلْبِسُه إِذا خَلَطت بعضه ببعض، أَي يَجْعَلكم فِرَقاً مختلفين؛ ومنه الحديث: فَلَبَسَ عليه صَلاتَه.

  والحديث الآخر: من لَبَسَ على نفسه لَبْساً، كلُّه بالتخفيف؛ قال: وربما شدد للتكثير؛ ومنه حديث ابن صيّاد: فَلَبَسَني أَي جَعَلني أَلْتَبِسُ في أَمره، والحديث الآخر: لَبَسَ عليه.

  وتَلَبَّس بيَ الأَمرُ: اختلط وتعلق؛ أَنشد أَبو حنيفة:

  تَلَبَّسَ حُبُّها بَدَمي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بفُرُوعِ ضالِ

  وتَلَبَّسَ بالأَمر وبالثَّوْب.

  ولابَسْتُ الأَمرَ: خالَطْتُه.

  وفيه لُبْسٌ ولُبْسَةٌ أَي التِباسٌ.

  وفي التنزيل العزيز: وللبَسْنا عليهم ما يَلْبِسُون؛ يقال: لَبَسْت الأَمر على القوم أَلْبِسُه لَبْساً إِذا شَبَّهْتَه عليهم وجَعَلتَه مُشْكِلاً، وكان رؤساء الكفار يَلْبِسُون على ضَعَفَتهم في أَمر النبي، ، فقالوا: هَلَّا أُنزل إِلينا مَلَك؟ قال اللَّه تعالى: ولو أَنزَلْنا مَلَكاً فرأَوْه، يعني المَلَك، رجُلاً لكان يَلْحَقهم فيه من اللَّيْس مثل ما لحق ضَعَفَتَهُم منه.

  ومن أَمثالهم: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْتَبِس إِذا سأَلتَه عن أَمر فلم يُبَيِّنْه لك.

  وفي التهذيب: أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ؛ يُضرَب هذا المَثَل لِمَن اتَّسَعت فِرْقَتُه أَي كثر من يَتَّهِمُه فيما سَرَقه.

  والمِلْبَس: الذي يلبسُك ويُجلِّلك.

  والمِلْبَسُ: الليل بعَيْنه كما تقول إِزارٌ ومِئْزَرٌ ولِحافٌ ومِلْحَفٌ؛ ومن قال المَلْبَس أَراد ثَوْب اللُّبْس كما قال:

  وبَعْدَ المَشِيبِ طُول عُمْرٍ ومَلْبَسَا

  وروي عن الأَصمعي في تفسير هذا المثل قال: ويقال ذلك للرجل، يقال له: ممن أَنت؟ فيقول: من مُضَر أَو من رَبيعَة أَو من اليَمَن أَي عَمَمْت ولم تخصَّ.

  واللَّبْسُ: اختِلاطُ الظلام.

  وفي الحديث: لُبْسَةٌ، بالضم، أَي شُبْهَةٌ ليس بواضح.

  وفي الحديث: فيَأْكلُ فما يَتَلَبَّسُ بِيَدِه طَعام أَي لا يَلْزَق به لنظافة أَكله؛ ومنه الحديث: ذهب ولم يَتَلَبَّسْ منها بشيء يعني من الدنيا.

  وفي كلامه لَبُوسة ولُبُوسَة أَي أَنه مُلْتَبِس؛ عن اللحياني، ولَبَّسَ الشيءُ: الْتَبَسَ، وهو من باب:

  قد بَيَّنَ الصبحُ لِذِي عَينَيْن

  ولابَسَ الرجلُ الأَمر: خالطَه.

  ولابَسْتَ فلاناً: عَرَفت باطنَه.

  وما في فلان مَلبَس أَي مُسْتَمْتَع.

  ورجل البِيسٌ: أَحمق⁣(⁣١).


(١) قوله [البيس أَحمق] كذا في الأَصل. وفي شرح القاموس: ورجل لبيس، بكسر اللام. أَحمق.