لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 231 - الجزء 6

  فكأَنها يَبِست من شدة العطش.

  ويقال: جاءنا بخبز ناسٍّ وناسَّةٍ⁣(⁣١) وقد نَسَّ الشيءُ يَنُسُّ ويَنِسُّ نَسّاً.

  وأَنْسَسْتُ الدابة: أَعطشتها.

  وناسَّةٌ والنَّاسَّة؛ الأَخيرة عن ثعلب: من أَسماء مكة لقلة مائها، وكانت العرب تسمي مكة النَّاسَّة لأَن من بغى فيها أَو أَحدث فيها حدثاً أَخرج عنها فكأَنها ساقته ودفعته عنها؛ وقال ابن الأَعرابي في قول العجاج:

  حَصْبَ الغُواةِ العَوْمَجَ المَنْسُوسا

  قال: المَنْسُوسُ المطرود والعَوْمَجُ الحية.

  والنَّسِيسُ: المَسوق؛ ومنه حديث عمر، ¥: أَنه كان يَنُسُّ أَصحابه أَي يمشي خلفهم.

  وفي النهاية: وفي ضفته، ، كان يَنُسُّ أَصحابه أَي يسوقهم يقدِّمهم ويمشي خلفهم.

  والنَّسُّ: السوق الرقيق.

  وقال شمر: نَسْنَسَ ونَسَّ مثل نَشَّ ونَشْنَشَ، وذلك إِذا ساق وطرد، وحديث عمر: كان يَنُسُّ الناس بعد العشاء بالدِّرَّة ويقول: انصرفوا إِلى بيوتكم؛ ويروى بالشين، وسيأْتي ذكره.

  ونَسَّ الحطبُ يَنِسُّ نُسُوساً: أَخرجت النار زَبَدَه على رأْسه، ونَسِيسه: زَبَدُه وما نَسَّ منه.

  والنَّسِيسُ والنَّسِيسَة: بقية النَّفْسِ ثم استعمل في سِواه؛ وأَنشد أَبو عبيد لأَبي زبيد الطائي يصف أَسداً:

  إِذا عَلِقَتْ مَخالِبُه بِقِرْنٍ ... فَقَدْ أَوْدى، إِذا بَلَغَ النَّسِيس

  كأَنَّ، بنحره وبمنكبيه ... غَبِيراً باتَ تَعْبَؤُه عَرُوس

  وقال: أَراد بقية النفس بقية الروح الذي به الحياة، سمي نَسيساً لأَنه يساق سوقاً، وفلان في السِّياق وقد ساق يَسُوق إِذا حَضَرَ رُوحَه الموتُ.

  ويقال: بلغ من الرجل نَسِيسُه إِذا كان يموت، وقد أَشرف على ذهاب نَكِيثَتِه وقد طُعِنَ في حَوْصِه مثله.

  وفي حديث عمر: قال له رجل شَنَقْتُها بِجَبُوبَة حتى سكن نَسِيسُها أَي ماتت.

  والنَّسِيسُ: بقية النفس.

  ونَسِيس الإِنسانِ وغيره ونَسْناسه، جميعاً: مجهوده، وقيل: جهده وصبره؛ قال:

  ولَيْلَةٍ ذاتِ جَهامٍ أَطْباقْ ... قَطَعْتُها بِذاتِ نَسناسٍ باقْ

  النَّسْناسُ: صبرها وجهدها؛ قال أَبو تراب: سمعت الغنوي يقول: ناقة ذات نَسْناسٍ أَي ذات سير باقٍ، وقيل: النَّسِيسُ الجهد وأَقصى كل شيء.

  الليث: النَّسِيسُ غاية جهد الإِنسان؛ وأَنشد:

  باقي النَّسِيسِ مُشْرِفٌ كاللَّدْنِ

  ونَسَّت الجُمَّةُ: شَعِثَتْ.

  والنَّسْنَسَةُ: الضعف.

  والنِّسْناس والنَّسْناس: خَلْقٌ في صورة الناس مشتق منه لضعف خلقهم.

  قال كراع: النِّسْناسُ والنَّسناس فيما يقال دابة في عِدادِ الوحش تصاد وتؤكل وهي على شكل الإِنسان بعين واحدة ورجل ويد تتكلم مثل الإِنسان.

  الصحاح: النِّسْناس والنَّسْناس جنس من الخلق يَثبُ أَحَدُهم على رِجْلٍ واحدةٍ.

  التهذيب: النِّسْناسُ والنَّسْناس خَلْق على صورة بني آدم أَشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم، وقيل: هم من بني آدم.

  وجاء في حديثٍ: أَنَّ حَيّاً من قوم عاد عَصَوْا رسولهم فمسخهم اللَّه نَسْناساً، لكل إِنسان منهم يد ورجل من شِقٍّ واحد، يَنْقُزُون كما يَنْقُزُ الطائر ويَرْعَوْن كما ترعى البهائم،


(١) قوله [ناس وناسة] كذا بالأَصل.