لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 327 - الجزء 1

  والحُقْبَةُ: سكون الرِّيحِ، يمانيةٌ.

  وحَقِبَ المَعْدِنُ، وأَحْقَبَ: لم يوجد فيه شيء، وفي الأَزهري: إذا لم يُرْكِزْ.

  وحَقِبَ نائِلُ فلان إذا قلَّ وانْقَطَعَ.

  وفي حديث ابن مسعود، ¥: الإِمَّعةُ فيكم اليَوْمَ المُحْقِبُ الناسَ دِينَه؛ وفي رواية: الذي يُحْقِبُ دِينَه الرِّجالَ؛ أَراد: الذي يُقَلِّد دينَه لكل أَحد أَي يَجْعَلُ دِينَه تابعاً لدينِ غيره، بلا حُجّة ولا بُرْهانٍ ولا رَوِيَّةٍ، وهو من الإِرْدافِ على الحقيبة.

  وفي صفة الزبير، ¥: كانَ نُفُجَ الحَقِيبةِ أَي رابِيَ العَجُز، ناتئه، وهو بضم النون والفاء؛ ومنه انْتَفَجَ جَنْبا البعير أَي ارتفعا.

  والأَحْقَبُ: زعموا اسم بعض الجنْ الذين جاؤُوا يستمعون القرآن من النبي، .

  قال ابن الأَثير: وفي الحديث ذكر الأَحقب، وهو أَحَدُ النفَر الذين جاؤُوا إلى النبي، ، من جنّ نَصِيبِينَ، قيل: كانوا خمسةً: خَسا، ومَسا، وشاصه، وباصه، والأَحقَب.

  والحِقابُ: جبل بعَيْنه، مَعْروف؛ قال الراجز، يَصِفُ كَلْبةً طَلَبَتْ وَعِلاً مُسِنّاً في هذا الجَبَل:

  قد قُلْتُ، لمَّا جَدَّتِ العُقابُ ... وضَمَّها، والبَدنَ، الحِقابُ:

  جِدِّي، لكلِّ عامِلٍ ثَوابُ ... الرَّأْسُ والأَكْرُعُ والإِهابُ

  البَدنُ: الوَعِلُ المُسِنُّ؛ قال ابن بري: هذا الرجز ذكره الجوهري:

  قد ضَمَّها، والبَدنَ، الحِقابُ

  قال: والصواب: وضَمَّها، بالواو، كما أَوردناه.

  والعُقابُ: اسم كَلْبَتِه؛ قال لها لمَّا ضَمَّها والوَعِل الجَبَلُ: جِدِّي في لحَاق هذا الوَعِلِ لتأْكُلِي الرَّأْسَ والأَكْرُعَ والإِهابَ.

  حقطب: الأَزهري، أَبو عمرو: الحَقْطَبَةُ صِياحُ الحَيْقُطان، وهو ذَكَر الدُرَّاج؛ والله أَعلم.

  حلب: الحَلَبُ: استِخراجُ ما في الضَرْعِ من اللبَنِ، يكونُ في الشاءِ والإِبِل والبَقَر.

  والحَلَبُ: مَصْدَرُ حَلَبها يَحْلُبُها ويَحْلِبُها حَلْباً وحَلَباً وحِلاباً، الأَخيرة عن الزجاجي، وكذلك احْتَلَبها، فهو حالِبٌ.

  وفي حديث الزكاة: ومِن حَقِّها حَلَبُها على الماءِ، وفي رواية: حَلَبُها يومَ وِرْدِها.

  يقال: حَلَبْت الناقَة والشاةَ حَلَباً، بفتح اللام؛ والمراد بحَلْبِها على الماء ليُصِيبَ الناسُ من لَبَنِها.

  وفي الحديث أَنه قال لقَوْمٍ: لا تسْقُونِي حَلَبَ امرأَةٍ؛ وذلك أَن حَلَب النساءِ عَيْبٌ عند العَرَب يُعَيَّرون به، فلذلك تَنَزَّه عنه؛ وفي حديث أَبي ذَرٍّ: هل يُوافِقُكم عَدُوُّكم حَلَبَ شاةٍ نَثُورٍ؟ أَي وَقْتَ حَلَب شاةٍ، فحذف المضاف.

  وقومٌ حَلَبةٌ؛ وفي المثل: شَتَّى حتى تؤُوب⁣(⁣١) الحَلَبةُ، ولا تَقُل الحَلَمة، لأَنهم إذا اجْتَمَعوا لحَلْبِ النَّوقِ، اشْتَغَل كلُّ واحدٍ منهم بحَلْبِ ناقَتِه أَو حَلائِبِه، ثم يؤُوبُ الأَوَّلُ فالأَوَّلُ منهم؛


(١) قوله [شتى حتى تؤوب الخ] هكذا في أُصول اللسان التي بأيدينا، والذي في أمثال الميداني شتى تؤوب الخ، وليس في الأَمثال الجمع بين شتى وحتى فلعل ذكر حتى سبق قلم.