[فصل الباء]
  أَلم تَعْلَما أَنَّا نَبِشُّ إِذا دَنَتْ ... بأَهْلِك مِنَّا طِيّة وحُلُول؟
  بكسر الباء، فإِما أَن تكون بَشَشْت مَقُولَةً، وإِما أَن يكون مما جاء على فَعِلَ يَفْعِل.
  والبَشِيشُ: الوَجْه.
  يقال: فلان مُضِيءُ البَشِيش، والبَشِيشُ كالبَشاشَة؛ قال رؤبة:
  تكرّما، والهَشّ للتَّهْشِيشِ ... وارِي الزنادِ مُسْفِر البَشِيشِ
  يعقوب: يقال لَقِيتُه فَتَبَشْبَشَ بي، وأَصله تَبَشّشَ فأَبدلوا من الشين الوسطى باء كما قالوا تجفف.
  وتَبَشّش به وتَبَشْبَشَ مفكوك من تبشّش.
  وفي الحديث: لا يُوطِنُ الرجُلُ المساجدَ للصّلاة والذِّكر إِلا تَبَشْبَشَ اللَّه به كما يتَبَشْبَشُ أَهل البيت بغائبهم إِذا قَدِم عليهم؛ وهذا مثل ضربه لتَلَقّيه جل وعز إيَّاه بِبِرِّه وكراماته وتقريبه إِياه.
  ابن الأَعرابي: البشّ فرحُ الصَّدِيق واللطفُ في المسأَلة والإِقبالُ عليه.
  والتَّبَشْبُشُ في الأَصل: التَّبَشُّش فاستثقل الجمع بين ثلاث شينات فلقلب إِحداهن باء.
  وبنو بَشَّة: بطن من بَلْعَنْبَر.
  بطش: البَطْش: التناول بشدة عند الصَّوْلة والأَخذُ الشديدُ في كل شيء بطشٌ؛ بَطَشَ يَبْطُش ويَبْطِش بَطْشاً.
  وفي الحديث: فإِذا موسى باطِشٌ بجانب العرش أَي متعلق به بقوَّة.
  والبَطْشُ: الأَخذ القويّ الشديد.
  وفي التنزيل: إِذا بَطَشْتُم بَطَشْتُم جبَّارين؛ قال الكلبي: معناه تَقْتُلون عند الغضب.
  وقال غيره: تَقْتُلون بالسوط، وقال الزجاج: جاء في التفسير أَن بَطْشَهُم كان بالسَّوط والسَّيْف، وإِنما أَنكر اللَّه تعالى ذلك لأَنه كان ظُلماً، فأَما في الحق فالبَطْش بالسيف والسوط جائز، والبَطْشة: السَّطْوة والأَخذُ بالعُنْف؛ وباطَشَه مُباطَشَةً وباطَشَ كبَطَش؛ قال:
  حُوتاً إِذا ما زادُنا جئنا به ... وقَمْلَةً إِن نحنُ باطَشْنا به
  قال ابن سيده: ليْسَتْ به مِنْ قوله باطَشْنا به كَبِه من سَطَوْنا بِه إِذا أَردت بِسَطَوْنا معنى قوله تعالى: يكادُونَ يُسْطونَ بالذين، وإِنما هي مثلُ بِه من قولك استَعْنَّا به وتَعاونَّا به، فافهم.
  وبَطَشَ به يُبْطش بَطْشاً: سَطا عليه في سُرْعة.
  وفي التنزيل العزيز: فلما أَن أَراد أَن يُبْطِش بالذي هو عدوّ لهما.
  وقال أَبو مالك: يقال بطَشَ فلانٌ من الحُمّى إِذا أَفاق منها وهو ضعيف.
  وبِطاشٌ ومُباطِشٌ: اسمان.
  بغش: البَغْشُ والبَغْشة: المَطَرُ الضعيف الصغِيرُ القَطْر، وقيل: هما السحابة التي تَدْفع مطَرها دُفْعة، بَغَشَتْهم السماء تَبْغَشُهم بَغْشاً، وقيل البغشة المطَرَة الضعيفة وهي فوق الطِّشَّة؛ ومَطَرٌ باغِشٌ، وبُغِشَت الأَرضُ، فهي مَبْغوشة.
  ويقال: أَصابتهم بَغْشَة من المطر أَي قليل من المطر.
  الأَصمعي: أَخَفُّ المطر وأَضعفُه الطَّلُّ ثم الرَّذاذُ ثم البَغْشُ.
  وفي الحديث عن أَبي المليح الهذلي عن أَبيه قال: كُنَّا مع النبي، ﷺ، ونَحْن في سَفَر فأَصابنا بَغْشٌّ من مطر، فنادى منادي النبي، ﷺ: أَن من شاء أَن يُصَلِّيَ في رَحْله فَلْيَفْعَلْ، وفي رواية: فأَصابنا بُغَيْش، تصْغير بَغْش وهو المطر القليل، أَوّلُه الطَّل ثم الرّذَاذُ ثم البَغْش، وقد بَغَشَت السماء تبْغَش بَغْشاً.
  بنش: بَنِّشْ أَي اقْعُدْ؛ عن كراع، كذلك حكاه بالأَمْر، والسين لغة، وهو مذكور في موضعه: