لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 297 - الجزء 6

  في خُشَشاوَيْ حُرَّةِ التَحْريرِ

  وهما خُشَشاوانِ.

  ونظيرُها من الكلام القُوْباءُ وأَصلُه القُوَباءُ، بالتحريك، فسكَنت استثقالاً للحركة على الواو ولأَنّ فُعْلاءَ، بالتسكين، ليس من أَبْنِيَتِهم، قال: وهو وزنٌ قليلٌ في العربية.

  وفي حديث عمر، ¥، أَن قَبيصةَ بن جابر قال لعُمر: إِني رَمَيْتُ ظَبْياً وأَنا مُحْرِمٌ فأَصَبْتُ خُشَشاءَه فأَسِن فمات؛ قال أَبو عبيد: الخُشَشاءُ هو العظْمُ الناشِزُ خلف الأُذن وهمْزتُه منقلبة عن أَلف التأَنيث.

  الليث: الخُشَشاوان عظْمان ناتئان خلف الأُذنين، وأَصل الخُشَشاء⁣(⁣١) على فُعَلاءَ.

  والخَشَّاءُ، بالفتح: الأَرض التي فيها رمل، وقيل: طين.

  والخَشَّاءُ أَيضاً: أَرض فيها طين وحصًى؛ وقال ثعلب: هي الأَرض الخَشِنةُ الصلبة، وجمع ذلك كلَّه خَشَّاواتٌ وخَشاشِيّ.

  ويقال: أَنْبَطَ في خَشَّاءَ.

  وقيل: الخَشُّ أَرض غليظة فيها طين وحَصْباءُ.

  والخَشُّ: القليلُ من المطر؛ قال الشاعر:

  يسائلني بالمُنْحَنى عن بِلادِه ... فقلت: أَصابَ الناس خَشٌّ من القَطْرِ

  والخَشْخَشَةُ: صَوتُ السلاح واليَنْبُوتِ، وفي لغة ضعيفة شَخْشَخَةٌ.

  وكلُّ شيء يابسٍ يحُكُّ بعضه بعضاً: خَشْخاشٌ.

  وفي الحديث أَنه قال لبلال: ما دخلتُ الجنة إِلا وسمِعتُ خَشْخَشَةً، فقلتُ: من هذا؟ فقالوا: بلالٌ؛ الخَشْخَشَةُ: حركة لها صوت كصوت السلاح.

  ويقال للرجَّالة: الخَشُّ والحَشُّ والصف والبت⁣(⁣٢)، قال: وواحد الخَشّ خاشٌّ.

  ابن الأَعرابي: الخِشاشُ الغضب.

  يقال: قد حرّك خِشاشَه إِذا أَغضبه والخُشاشُ: الشجاع، بضم الخاء.

  قال: والخُشَيشُ الغزال الصغير.

  والخُشَيشُ: تصغير خُشٍّ وهو التلُّ.

  والخِشاشُ: الجوالقُ؛ وأَنشد:

  بينَ خِشاشٍ بازِلٍ جِوَرِّ

  ورواه أَبو مالك: بين خِشاشَيْ بازلٍ.

  قال: وخشاشاً كل شيء جَنْباه؛ وقال شمر في قول جرير:

  من كلّ شَوْشاءِ لمَّا خُشَّ ناظرُها ... أَدْنَتْ مُذَمِّرَها من واسط الكُورِ

  قال: والخِشاشُ يقع على عِرْق الناظر، وعِرْقا الناظرَينِ يكْتَنِفان الأَنف، فإِذا خُشَّتْ لانَ رأَسها، فإِذا جُذِبت أَلْقت مُذَمِّرُها على الرحل من شدة الخِشاشِ عليها.

  والمُذَمَّرُ: العِلْباوان في العُنق يُشْرِفان على الأَخدَعَين.

  وقوله في الحديث: عليه خُشاشانِ أَي بُرْدتان؛ قال ابن الأَثير: إِن كانت الروايةُ بالتخفيف فيريد خفَّتهما ولُطْفَهُما، وإِن كانت بالتشديد فيريد به حركَتهما كأَنهما كانتا مصقُولتين كالثياب الجدُد المصقولة.

  والخَشْخاشُ: الجماعةُ الكثيرة من الناس، وفي المحْكم: الجماعة؛ قال الكميت:

  في حَوْمةِ الفَيْلَقِ الجَأْواءِ، إِذْ ركِبَتْ ... قَيْسٌ، وهَيْضَلُها الخَشْخاشُ إِذ نَزَلُوا

  وفي الصحاح: الخَشْخاشُ الجماعةُ عليهم سلاح ودروع،


(١) قوله [وأَصل الخششاء الخ] كذا بالأَصل ولعل فيه سقطاً وحق العبارة وأصل الخشاء الخششاء.

(٢) قوله [والحش والبت] كذا بالأَصل وفي الشارح بدل الثاني بث بالمثلثة.