لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 309 - الجزء 6

  يكن عليه قُذَذٌ، والقِذاذ: ريشُ السهم، الواحدة قُذّة، والتعقيبُ: أَن يُشدَّ عليه العَقَبُ وهي الأَوتار، والأَفْوَقُ: السهم المكسور الفوقِ، والفيوق: موضع الوَتَرِ من السهم، والناصلُ: الذي لا نَصْل فيه، والمعصوب: الذي عُصِب بِعصابة بعد انكساره؛ وأَنشد سيبويه لابن ميَّادة:

  وارْتَشْنَ، حين أَرَدْنَ أَن يَرْمِينَنا ... نَبْلاً بلا رِيشٍ ولا بِقِداح

  وفي حديث عمر قال لجرير بن عبد اللَّه وقد جاء من الكوفة: أَخْبِرني عن الناس، فقال: هم كسِهامِ الجَعْبةِ منها القائمُ الرائِشُ أَي ذو الريش إِشارة إِلى كماله واستقامته.

  وفي حديث أَبي جُحَيفة: أَبْرِي النَّبْلَ وأَرِيشُها أَي أَعْمَلُ لها رِيشاً، يقال منه: رِشْتُ السهم أَرِيشُه.

  وفلان لا يَرِيشُ ولا يَبْرِي أَي لا يضر ولا ينفع.

  أَبو زيد: يقال لا تَرِشْ عليّ يا فلانُ أَي لا تَعْترض لي في كلامي فتَقْطَعه عليّ.

  والرَّيْشُ، بالفتح: مصدرُ راش سهمَه يَرِيشُه رَيْشاً إِذا ركَّب عليه الرِّيشَ.

  ورِشْتُ السهمَ: أَلْزَقْتُ عليه الرِّيشَ، فهو مَرِيشٌ؛ ومنه قولهم: ما لَه أَقذُّ ولا مَرِيشٌّ أَي ليس له شيء.

  والرائِشُ: الذي يُسْدِي بين الراشي والمُرْتَشي.

  والراشي: الذي يتردّد بينهما في المُصانعةِ فَيرِيش المُرْتَشي من مال الراشي.

  وفي الحديث: لَعَنَ اللَّه الراشِيَ والمُرْتَشِيَ والرائش؛ والرائشُ: الذي يسعى بين الراشي والمُرْتَشِي ليَقْضِيَ أَمرَهما.

  وبُرْدٌ مُرَيّشٌ؛ عن اللحيَاني: خطوطُ وشْيِه على أَشكال الرِّيش.

  نصيرٌ: الرِّيَشُ الزبَب، وناقة رَياشٌ، والزبَب: كثرةُ الشعر في الأُذنين ويَعْتَري الأَزَبَّ النِّفارُ؛ وأَنشد:

  أَنْشدُ من خَوّارةٍ رَياشِ ... أَخْطَأَها في الرَّعْلةِ الغَواشِ،

  ذُو شَمْلة تَعْثُرُ بالإِنْفاشِ

  والريشُ: شعرُ الأُذن خاصّة.

  ورجل أَرْيَشُ وراشٌ: كثير شعر الأُذُن.

  وراشَه اللَّه يَرِيشُه رَيْشاً: نَعشَه.

  وتَرَيَّش الرجلُ وارْتاشَ: أَصابَ خيراً فرُئيَ عليه أَثَرُ ذلك.

  وارْتاشَ فلانٌ إِذا حسُنَتْ حالُه.

  ورِشْتُ فلاناً إِذا قوَّيْته وأَعَنْته على معاشه وأَصْلَحْت حالَه؛ قال الشاعر عمير⁣(⁣١) بن حبَّاب:

  فرِشْني بخيرٍ، طالَما قد بَرَيْتَني ... وخَيْرُ المَوالي مَنْ يَرِيشُ ولا يَبْري

  والرِّيشُ والرِّياشُ: الخِصْبُ والمعاشُ والمالُ والأَثاثُ واللِّباسُ الحسَنُ الفاخرُ.

  وفي التنزيل العزيز: ورِيشاً ولِباسُ التَّقْوى، وقد قرئ: رِياشاً، على أَن ابن جني قال: رِياشٌ قد يكون جمعَ ريش كلِهْبٍ ولِهابٍ؛ وقال محمد بن سَلامٍ: سمعت سلاماً أَبا مُنْذِرٍ القارئ يقول: الرِّيشُ الزِّينةُ والرِّياشُ كلُّ اللباس، قال: فسأَلت يونسَ فقال: لم يقل شيئاً، هما سواءٌ، وسأَل جماعةً من الأَعراب فقالوا كما قال؛ قال أَبو الفضل: أَراه يعني كما قال أَبو المنذر قال: وقال الحَرَّاني سمعت ابن السكيت قال: الريشُ جمعُ ريشة.

  وفي حديث عليّ: أَنه اشترى قَميصاً بثلاثة دَراهم وقال: الحمدُ للِّه الذي هذا من رِياشه؛ الرِّيشُ والرِّياشُ: ما ظهَر من اللباس.

  وفي حديثه الآخَر: أَنه كان يُفْضِلُ على امرأَةٍ مُؤْمِنَةٍ من رِياشِه أَي مما يستفيده، وهذا من الرِّياشِ الخِصْبِ والمعاشِ والمال المستفاد.

  وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، ®: يَفُكّ


(١) قوله [قال الشاعر عمير الخ] هكذا في الأَصل، وعبارة شارح القاموس: قال سويد الأَنصاري.