[فصل الخاء المعجمة]
  قال أَبو منصور: كل ما حكي في الخَوَصِ صحيحٌ غيرَ ضِيقِ العين فإِن العرب إِذا أَرادت ضِقَها جعلوه الحَوَص، بالحاء.
  ورجل أَحْوَصُ وامرأَة حَوْصاءُ إِذا كانا ضيِّقَي العَينِ، وإِذا أَرادوا غُؤُورَ العينِ فهو الخَوَص، بالخاء معجمة من فوق.
  وروى أَبو عبيد عن أَصحابه: خَوِصَت عينُه ودنَّقَت وقَدّحَت إِذا غارت.
  النضر: الخَوْصاءُ من الرِّياح الحارّةُ يَكسِرُ الإِنسانُ عينَه من حَرِّها ويَتَخاوَصُ لها، والعرب تقول: طَلَعت الجَوْزاءُ وهَبَّت الخَوْصاءُ.
  وتخاوَصَت النجومُ: صَغُرَت للغُؤُور.
  والخَوْصاءُ من الضأْن: السوداءُ إِحدى العينين البيضاءُ الأُخْرى مع سائر الجسد، وقد خَوِصَت خَوَصاً واخْواصَّت اخْوِيصاصاً.
  وخوّص رأْسه: وقع فيه الشيب.
  وخَوّصَه القَتِيرُ: وقع فيه منه شيءٌ بعد شيء، وقيل: هو إِذا استوى سوادُ الشعر وبياضُه.
  والخُوصُ: ورَقُ المُقْلِ والنَّخْلِ والنَّارَجيلِ وما شاكلها، واحدتُه خُوصة.
  وقد أَخْوَصَتِ النخلةُ وأَخْوَصَتِ الخُوصَةُ: بَدَتْ.
  وأَخْوَصَت الشجرةُ وأَخوص الرِّمْثُ والعَرْفَجُ أَي تَقَطَّر بورَقٍ، وعمَّ بعضُهم به الشجر؛ قالت غادية الدُّبَيْرِيّة:
  ولِيتُه في الشَّوْكِ قَدْ تَقَرمَصا ... على نواحِي شَجرٍ قد أَخْوَصا
  وخَوّصَتِ الفسيلة: انْفَتَحَتْ سَعفاتُها.
  والخَوّاصُ: مُعالجُ الخُوص وبَيّاعُه، والخِياصةُ: عَمَلُه.
  وإِناءٌ مُخَوَّصٌ: فيه على أَشْكالِ الخُوصِ.
  والخُوصةُ: من الجَنْبةِ وهي من نبات الصيف، وقيل: هو ما نبت على أَرُومةٍ، وقيل: إِذا ظهرَ أَخْضَرُ العَرْفجِ على أَبيَضه فتلك الخُوصةُ.
  وقال أَبو حنيفة: الخُوصَةُ ما نبت في أَصل(١) ... . حينَ يُصِيبُه المطرُ، قال: ولم تُسمَّ خُوصةً للشَّبَه بالخُوصِ كما قد ظنّ بعضُ الرواة، لو كان ذلك كذلك ما قيل ذلك في العَرْفَج؛ وقد أَخْوَصَ، وقال أَبو حنيفة: أَخاصَ الشجرُ إِخْواصاً كذلك، قال ابن سيده: وهذا طَريفٌ أَعني أَن يجيء الفِعْلُ من هذا الضرب مُعْتلًّا والمصدرُ صحيحاً.
  وكل الشجر يُخِيصُ إِلا أَن يكون شجرَ الشوك أَو البَقْل.
  أَبو عمرو: أَمْتصَخَ الثُّمامُ، خرجت أَماصِيخُه، وأَحْجَنَ خرجت حُجْنَتُه، وكِلاهما خُوص الثُّمامِ.
  قال أَبو عمرو: إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ ولانَ عودُه قيل: نُقِبَ عوده، فإِذا اسودَّ شيئاً قيل: قد قَمِلَ، وإِذا ازْدادَ قليلًا قيل: قد ارْقاطَّ، فإِذا زاد قليلًا آخر قيل: قد أَدْبى فهو حينئذٍ يصلح أَن يؤكل، فإِذا تمّت خُوصتُه قيل: قد أَخْوصَ.
  قال أَبو منصور: كأَن أَبا عمرو قد شاهَد العَرْفَجَ والثُّمامَ حين تَحَوّلا من حال إِلى حال وما يَعْرِف العربُ منهما إِلا ما وصَفَه.
  ابن عياش الضبي: الأَرض المُخَوِّصةُ التي بها خُوصُ الأَرْطى والأَلاءِ والعَرْفجِ والسَّنْطِ؛ قال: وخُوصةُ الأَلاءِ على خِلقَةِ آذان الغَنَم، وخُوصةُ العرفجِ كأَنّها ورق الحِنّاءِ، وخُوصةُ السَّنْط على خِلْقة الحَلْفاءِ، وخُوصة الأَرْطى مثل هَدَبِ الأَثْل.
  قال أَبو منصور: الخُوصةُ خُوصةُ النخلِ والمُقْلِ والعَرْفَجِ، وللثُّمام خُوصةٌ أَيضاً، وأَما البقولُ التي يتناثرُ ورقُها وَقْت الهَيْج فلا خوصة لها.
  وفي حديث أَبان بن سعيد: تركت الثُّمام قد خاصَ؛ قال ابن الأَثير: كذا جاءَ في الحديث وإِنما هو أَخْوَصَ أَي تمّتْ خُوصتُه طالعةً.
  وفي الحديث: مَثَلُ المرأَةِ الصالحة مَثَلُ التاجِ
(١) كذا بياض بالأًّل.