لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 342 - الجزء 1

  والأُنثى: خَبَّة. وقد خَبَّ يَخَبُّ خِبّاً، وهو بَيِّنُ الخِبِّ، وقد خَبِبْتَ يارجُلُ تَخَبُّ خِبّاً، مثلُ عَلِمْتَ تَعْلمِ عِلْماً؛ ابن الأَعرابي في قوله:

  لا أُحْسِنُ قَتْوَ المُلوكِ والخَبَبا⁣(⁣١)

  قال: الخَبَبُ الخُبْثُ، وقال غيره: أَراد بالخَبَبِ مصدَر خَبَّ يَخُبُّ إذا عَدَا.

  وفي الحديث: لا يدخُلُ الجنَّةَ خَبٌّ ولا خائنٌ.

  الخَبُّ، بالفتْح: الخَدَّاعُ وهو الجُرْبُزُ الذي يَسْعَى بينَ الناسِ بالفَساد؛ ورجلٌ خَبٌّ وامرأَةٌ خَبَّةٌ، وقد تُكْسَرُ خاؤُه، فأَمَّا المصدر فبالكسر لا غير.

  والتَّخبِيبُ: إفْسادُ الرجُل عَبْداً أَو أَمَةً لغيره؛ يقال: خَبَّبَها فأَفسَدَها.

  وخَبَّبَ فلانٌ غُلامي أَي خَدَعَه.

  وقال أَبو بكر في قولهم، خَبَّبَ فلانٌ على فلانٍ صَديقَه: معناه أَفسده عليه؛ وأَنشد:

  أُمَيْمة أَمْ صارتْ لقَوْلِ المُخَبِّبِ

  والخِبُّ: الفسادُ.

  وفي الحديث: من خَبَّبَ امرَأَةً ومَمْلوكاً على مُسْلِمٍ فلَيس منَّا، أَي خدَعَه وأَفسده؛ ورجل خَبٌّ ضَبٌّ، وفي الحديث: المُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ، والكافِرُ خَبٌّ لَئيمٌ؛ فالغِرُّ الذي لا يَفْطُن للشَّرّ، والخَبُّ: ضِدُّ الغِرِّ، وهو الخَدَّاعُ المُفْسِدُ.

  يقال: ما كنْت خَبّاً، ولقد خَبِبْتَ تَخَبُّ خِبًّا.

  وقال ابنُ سيرين: إني لَسْت بِخَبٍّ، ولكِنِ الخَبُّ لا يَخْدَعُني.

  والخُبُّ: هَيَجانُ البَحْرِ واضْطِرابُه؛ يقال أَصَابَهُم خِبٌّ إذا هَاجَ بِهِمُ البَحْر؛ خَبَّ يَخِبُّ.

  التهذيب: يقال أَصابهم الخِبُّ إذا اضطربت أَمواج البحر، والْتَوَتِ الرياحُ في وَقْتٍ مَعلُومٍ، تُلْجَأُ السُّفُنُ فيه إلى الشَّط، أَو يُلْقَى الأَنجَر.

  ابن الأَعرابي: الخِبابُ ثَوَرانُ البَحْر.

  وفي الحديث: أَنَّ يونس، على نَبِيِّنا وعَلَيه الصلاة والسلامُ، لمَّا رَكِبَ البَحْر أَخَذَهم خِبٌّ شدِيدٌ.

  يقال: خَبَّ البَحرُ إذا اضطرب.

  والخَبُّ: حَبْلٌ من الرَّمْلِ، لاطِئٌ بالأَرض.

  والخُبَّةُ: مُسْتَنْقَعُ الماء.

  قال أَبو حنيفة: الخُبَّة من الرمْلِ، كَهَيْئَةِ الفَالِقِ، غير أَنَّها أَوْسع وأَشَدُّ انتِشاراً، ولَيْسَتْ لها جِرَفَة، وهي الخِبَّة والخَبِيبة؛ وقيل الخِبَّة والخَبَّة والخُبَّة: طَريقٌ من رَمْلٍ، أَو سَحابٍ، أَو خِرْقَةٌ كالعِصابة، والخَبِيبَة مثْلُه.

  قال أَبو عبيدة: الخَبِيبَة كلُّ ما اجْتَمَع فطَالَ من اللَّحْمِ؛ قال: وكلُّ خَبِيبَةٍ من لَحْمٍ، فهو خَصيلَةٌ، في ذِراعٍ كانَتْ أَو غَيرِها.

  ويقال: أَخَذَ خَبِيبَةَ الفَخِذ.

  ولَحْمُ المَتْنِ يقال له الخَبِيبَةُ، وهنَّ الخَبائِبُ.

  والخُبُّ: الغامِضُ من الأَرض، والجمع أَخْباب وخُبُوب.

  والمَخَبَّة: بَطْنُ الوادي⁣(⁣٢)، وهي الخَبِيبَةُ والخُبَّةُ والخَبِيبُ.


(١) قوله [لا أحسن الخ] هو عجز بيت، وصدره:

اني امرؤ من بني فزارة

(٢) قوله [والمخبة بطن الوادي] هكذا في الأصل والمحكم وفي القاموس والخبة بالضم مستنقع الماء وموضع وبطن الوادي.