لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 97 - الجزء 7

  لَواقِحَ دُلَّحٍ بالماء سُحْم ... تَمُجُّ الغَيْثَ من خَلَلِ الخَصَاصِ

  سَلِ الخُطَباءَ: هل سَبَحُوا كَسَبْحِي ... بُحورَ القولِ، أَو غاصُوا مَغاصِي؟

  فأَما قول الشاعر أَنشده ثعلب:

  يَلْمَعْن إِذ ولَّيْنَ بالعَصاعِصِ ... لَمْعَ البُروق قي ذُرَى النَّشائِصِ

  فقد يجوز أَن يكون كسّر نَشاصاً على نَشائِصَ كما كسّروا شَمَالًا على شَمائل، وإِن اختلفت الحركتان فإِن ذلك غير مبالىً به، وقد يجوز أَن يكون توهم واحدها نَشاصةً كَسّره على ذلك، وهو القياس وإِن كنا لم نسمعه.

  وقد نَشَصَ يَنْشُص ويَنْشِص نُشوصاً: ارتفع.

  واسْتَنْشَصَتِ الريحُ السحابَ: أَطْلَعَتْه وأَنهَضَتْه ورَفَعَتْه؛ عن أَبي حنيفة.

  وكل ما ارتفع، فقد نَشَصَ.

  ونَشَصَت المرأَةُ عن زوجها تَنْشصُ نُشوصاً ونَشَزَت بمعنى واحد، وهي ناشِصٌ وناشِزٌ: نَشَزَت عليه وفَرَكَتْه؛ قال الأَعشى:

  تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً، فأَصْبَحَتْ ... قُضاعِيّةً تأْتي الكَواهِنَ ناشِصا

  وفرسٌ نَشاصيٌّ: أَبِيٌّ ذو عُرَامٍ، وهو من ذلك؛ أَنشد ثعلب:

  ونَشاصِيّ إِذا تفْرغُه ... لم يَكَدْ يُلْجَمُ إِلا ما قُصِرْ

  ابن الأَعرابي: المِنْشاصُ المرأَة التي تمنع فِراشَها في فِراشِها، فالفِراشُ الأَول الزوج، والثاني المِضْربة.

  وفي النوادر: فلانٌ يَتَنَشَّصُ لكذا وكذا ويَتَنَشَّزُ ويتَشَوَّر ويَترَمَّزُ ويتَفَوَّزُ ويتزَمَّعُ كل هذا النهوضُ والتهيؤ، قريب أَو بعيد.

  ونشَصَت ثِنيّتُه: تحرَّكت فارتفعت عن موضعها، وقيل: خرجت عن موضعها نُشوصاً.

  ونَشَصْت عن بلدي أَي انزعجت، وأَنْشَصْت غيري.

  أَبو عمرو: نَشَصْناهم عن منزلهم أَزْعَجْناهم.

  ويقال: جاشت إِليّ النفسُ ونَشَصَتْ ونَشَزَت.

  ونَشَصَ الوبَرُ: ارتفع.

  ونَشَصَ الوبر والشعر والصوف يَنْشصُ: نصَلَ وبقي مُعَلَّقاً لازِقاً بالجلد لم يَطِرْ بعد.

  وأَنْشَصَه: أَخرجه من بيته أَو جحره.

  ويقال: أَخْفِ شَخْصَك وأَنْشِصْ بشَظْف ضَبّك، وهذا مثل.

  والنَّشُوصُ: الناقة العظيمة السنام.

  نصص: النَّصُّ: رفْعُك الشيء.

  نَصَّ الحديث يَنُصُّه نصّاً: رفَعَه.

  وكل ما أُظْهِرَ، فقد نُصَّ.

  وقال عمرو بن دينار: ما رأَيت رجلًا أَنَصَّ للحديث من الزُّهْري أَي أَرْفَعَ له وأَسْنَدَ.

  يقال: نَصَّ الحديث إِلى فلان أَي رفَعَه، وكذلك نصَصْتُه إِليه.

  ونَصَّت الظبيةُ جِيدَها: رفَعَتْه.

  ووُضِعَ على المِنَصَّةِ أَي على غاية الفَضِيحة والشهرة والظهور.

  والمَنَصَّةُ: ما تُظْهَرُ عليه العروسُ لتُرَى، وقد نَصَّها وانتَصَّت هي، والماشِطةُ تَنْتَصُّ عليها العروسَ فتُقْعِدُها على المِنَصَّة، وهي تَنْتَصُّ عليها لتُرَى من بين النساء.

  وفي حديث عبد الله بن زمعة: أَنه تَزَوَّج بنتَ السائب فلما نُصَّت لتُهْدَى إِليه طلَّقها، أَي أُقعِدَت على المِنَصَّة، وهي بالكسر، سريرُ العروسِ، وقيل: هي بفتح الميم الحجَلةُ عليها⁣(⁣١) من قولهم نَصَّصْت المتاعَ إِذا جعلت بعضه على بعض.

  وكل شيء أَظْهرْته، فقد نَصَّصْته.

  والمِنَصّة: الثياب المُرَفّعة والفرُشُ الموَطَّأَة.

  ونصَّ المتاعَ نصّاً: جعلَ بعضه على بعض.

  ونَصَّ الدابةَ


(١) قوله: عليها؛ هكذا في الأَصل، ولعله: الحَجلةُ عليها العروس.