[فصل النون]
  قال الراجز:
  فبات مُنْتَصّاً وما تَكَرْدَسَا
  وروى أَبو تراب عن بعض الأَعراب: كان حَصِيصُ القومِ ونَصِيصُهم وبَصِيصُهم كذا وكذا أَي عَدَدُهم، بالحاء والنون والباء.
  نعص: نَعَصَ الشيءَ فانْتَعَصَ: حرَّكَه فتحرَّك.
  والنَّعَصُ: التمايُلُ، وبه سمي ناعِصَةُ.
  قال ابن المظفر: نعص ليست بعربية إِلا ما جاءَ أَسد بن ناعِصَة المُشَبّبُ في شعره بخنساء، وكان صَعْبَ الشعر جِدّاً، وقلما يروى شعره لصعوبته، وهو الذي قتل عَبِيداً بأَمر النعمان.
  قال الأَزهري: قرأْت في نوادر الأَعراب: فلان من نُصْرَتي وناصِرَتي ونائِصَتي وناعِصَتي وهي ناصِرَتُه.
  وناعِصٌ: اسم رجل، والعين غير معجمة.
  والنواعِصُ: اسم موضع، وقال ابن بري: النَّواعِصُ مواضع معروفة؛ وأَنشد للأَعشى:
  فأَحواض الرجا فالنَّواعِصا
  قال الأَزهري: ولم يصح لي من باب نعص شيء أَعتمده من جهة من يُرْجع إِلى علمه وروايته عن العرب.
  نغص: نغِصَ نَغَصاً: لم تَتِمَّ له هَناءَتُه، قال الليث: وأَكثرُه بالتشديد نُغِّصَ تَنْغِيصاً، وقيل: النَّغَصُ كَدَرُ العيش، وقد نَغَّصَ عليه عَيْشَه تَنْغِيصاً أَي كَدَّرَه، وقد جاءَ في الشعر نَغَّصَه، وأَنشد الأَخفش لعدي بن زيد، وقيل هو لسوادة بن زيد ابن عديّ:
  لا أَرَى الموتَ يَسْبِقُ الموتُ شيئاً ... نَغَّصَ الموتُ ذا الغِنَى والفَقِيرا
  قال فأَظهر الموت في موضع الإِضمار، وهذا كقولك أَمّا زيدٌ فقد ذهب زيد، وكقوله ø: وللَّه ما في السماوات وما في الأَرض وإِلى اللَّه تُرْجَعُ الأُمور، فثنى الاسم وأَظهره.
  وتنَغَّصَتْ عيشَتُه أَي تَكدَّرت.
  ابن الأَعرابي: نَغَّصَ علينا أَي قطع علينا ما كنا نُحِبُّ الاستكثار منه.
  وكل من قطع شيئاً مما يُحَبُّ الازديادُ منه، فهو مُنَغِّصٌ؛ قال ذو الرمة:
  غَدَاة امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ، ونَغَّصَتْ ... لُبَاناً من الحاجِ الخدورُ الروافع
  وأَنشده غيره:
  وطالَما نُغِّصُوا بالفَجْعِ ضاحِيةً ... وطالَ بالفَجْعِ والتَّنْغِيصِ ما طُرِقُوا
  والنَّغْصُ والنَّغَصُ: أَن يُورِدَ الرجلُ إِبلَه الحوض فإِذا شربت أُخْرِجَ من كل بعيرين بعيرٌ قويٌّ وأُدخل مكانه بعير ضعيف؛ قال لبيد:
  فأَرْسَلَها العِرَاكَ ولم يَذُدْها ... ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخالِ
  ونَغِصَ الرجلُ، بالكسر، يَنْغَصُ نَغَصاً إِذا لم يَتِمَّ مراده، وكذلك البعير إِذا لم يَتِمَّ شُرْبُه.
  ونَغَصَ الرجلَ نَغْصاً: منعَه نصيبَه من الماء فحال بين إِبله وبين أَن تشرب؛ قالت غادية الدبيرية:
  قد كَرِه القِيامَ إِلا بالعَصا ... والسَّقْيَ إِلا أَن يُعدَّ الفُرَصا،
  أَوْ عَنْ يَذُودَ مالَه عن يُنْغَصا
  وأَنْغَصَه رَعْيَه كذلك، هذه بالأَلف.